ليلة بيت الدين كانت مساء أول من امس عراقية غنى خلالها كاظم الساهر لبغداد واطفالها واوجاعها واحزانها، والحرب عليها، وتقاسمت جزءاً منها السوبرانو البريطانية سارة برايتمان التي حلت ضيفة على الحفلة. وتحالفت برايتمان والساهر في الأمسية ليوجها دعوة الى بناء سلام بلحظة حقيقية واحدة كان من الصعب تحقيقها سياسياً فجاءت فنية بأغنية مشتركة. غنى الساهر مع برايتمان بالانكليزية قبل ان يصدح بالعربية "سلام الله على الدنيا على الانسان متى نحيا بحب وأمان". وقال الساهر: "احببت ان اترجم بهذين السطرين توقنا نحن العرب للعيش بسلام فنحن نريد السلام. نريد ان نعيش بحب وأمان وهذا الشيء حرمنا منه منذ سنوات خصوصاً في العراق". وعلى رغم أن الساهر وجمهوره التقيا عام 1999 في مهرجانات بيت الدين إلا ان لقاء ما بعد سقوط بغداد له طعم آخر، فالجمهور اللبناني كان يطالب الساهر بأن يغني له لتلك الحبيبة بغداد التي نافست المرأة يوماً في قلب الساهر. وكما في الغناء كذلك في الكلام كان الجمهور اللبناني يتلقف كل كلمة يقولها الساهر عن بلده، خصوصاً مع قوله في بدء الحفلة "مساء الورد من بلدي المعذبة، من بغداد الجميلة من صمتنا لسنوات طويلة وصرخاتنا. منذ آدم وحواء لم يرتح بلدنا. الله يعلم ما في دواخلنا لكن الحياة تستمر والاجيال تستمر". ووجه الساهر الدعوة الى كل المثقفين "في العراق ان يعيدوا بناء بلدهم الحبيب". الساهر افتتح حفلة بكلمة قوطعت بتصفيق حار جداً قبل ان يعطي الاشارة الى فرقته الموسيقية المؤلفة من ثلاثين عازفاً للبدء بأغنية "أطفال بغداد" مردداً "الله أكبر من دمار الحرب يا بغداد... من سماسرة الحروب على الشعوب وكل تجار الدم... بغداد لا تتألمي". وكرّت سبحة الاغاني الوطنية أو تلك التي تجمع بين الحب وبغداد كما أغنية "أنا وليلى" التي اختتم بها الحفل وصفق لها الجمهور طويلاً خصوصاً لدى أدائه مقطع "نفيت واستوطن الاغراب في بلدي ودمروا كل أشيائي الحبيبة". كما أدى اغنية جديدة "ماسك العود اغني لبلادي العربية... فاستفزتني وقالت انه عصر الاغاني الوطنية... كيف يا سيدتي اثبت اني رجل امامك من دون ان اعشق أرضي مثلما أعشقك حتى الشهادة". وغنى الساهر على مدى أكثر من ساعتين مجموعة من اغنياته مثل "تحديات"، و"زيديني عشقاً"، ولوح الجمهور كما لم يفعل في الكثير من الحفلات التي شهدتها مهرجانات بيت الدين حتى الآن فكان الأكبر من حيث العدد اذ فاق الستة آلاف شخص. وقدم الساهر وبرايتمان مساء أمس حفلة ثانية على مسرح بيت الدين.