تواجه وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون اتهامات بأن التلقيح الذي تلقاه الجنود قبيل الحرب على العراق كان سبب وفيات وأمراض أصابت عدداً منهم. وأفادت شبكة "سي بي إس نيوز" ان وزارة الدفاع امتنعت عن اصدار تقارير عن تلك الإصابات أو الآثار السلبية لتلقيح الجنود ضد الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، خصوصاً الجدري والجمرة الخبيثة أنثراكس، وأضافت ان حوالى نصف مليون جندي لقحوا خلال العام الجاري. وأشارت إلى أن صحة المجندة راشيل لاسي من قوات الاحتياط بدأت تتوعك بعد أسابيع قليلة من تلقيها جرعات اللقاح في الربيع الماضي وفارقت الحياة، خلال فترة قصيرة. وأوضحت أن المحقق القضائي الذي أشرف على تشريح الجثة أبرز بوضوح أن التلقيح ضد الجدري والجمرة الخبيثة سبب وفاتها. غير أن وزارة الدفاع ما زالت ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة، على رغم مرور أربعة شهور على الوفاة، فيما تقول عائلة لاسي إن حقيقة سبب وفاة ابنتها قد تظل طي الكتمان، طالما أن وزارة الدفاع هي التي تتحكم بالمعلومات. ويمتنع البنتاغون عن الاعتراف بأن الظهور المفاجئ لحالات ضيق التنفس بين الجنود مرتبط باللقاح ذاته، مع العلم أن خبراء الوزارة يجرون تحقيقاً في الموضوع، بالإضافة إلى الامتناع عن الاعتراف بحالتي وفاة أحد الجنود وصحافي أميركي حصل هو الآخر على اللقاح ذاته من الجيش قبل دخوله الأراضي العراقية لتغطية أخبار الحرب وأصيب لاحقاً بجلطة قلبية. لكن خبراء أميركيين مستقلين يقولون إن البنتاغون مخطئ في هذا الموقف، وعليه الاعتراف باحتمال أن تكون هذه الحالات مرتبطة باللقاح، ويتهمونه بأن موقفه يتعارض مع التقاليد الطبية المتبعة عالمياً والتي تراعي دوماً التبليغ عن أي ظواهر مرضية مرافقة لدى استعمال أي نوع من الدواء، حتى لو لم تكن لها علاقة بتلك الأدوية.