بصعوبة تعرّف أحمد السامرائي، المدرب السابق للمنتخب العراقي لكرة السلة، على النادي الرياضي الذي كان يدرب فيه المنتخب في الماضي. قاعة اللياقة البدنية مدمرة، والعشب في الملعب طال من دون أن يجد من يقصه، والجدران المبنية من الأحجار الرملية بدأت تتفتت. لكن هذه المظاهر الخارجية ليست سوى أمور غير ذات أهمية إذا ما قورنت بالوضعين الصحي والنفسي للرياضيين الذين كانوا ينتمون لهذا النادي جراء ما فعله بهم عدي، الابن الأكبر للرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي قتل الشهر الماضي، بعدما تسلم في عام 1984 الإشراف على اللجنة الأولمبية في العراق. كان السامرائي أحد أعضاء النادي الذين فرّوا من العراق نتيجة التحقير والتعذيب الشديدين اللذين عانوا منهما. وبرأيه "يمكن إعادة بناء الملعب وإصلاحه، لكن الأمر يختلف بالنسبة الى البشر". فهو الآن، كرئيس اللجنة الموقتة لإدارة شؤون الرياضة المعينة من الإدارة الأميركية في العراق، مكلف بإعادة إصلاح الملاعب واللاعبين. ويقول السامرائي ان الأجهزة التي أقامها النظام السابق كانت تبدأ من المدارس الابتدائية، تماماً كما كان يفعل النازيون في ألمانيا. وتربع عدي فوق جهاز الرياضة وتصرف فيه على هواه محولاً اللجنة الأولمبية إلى واجهة عقد من خلفها صفقات مشبوهة. ونجحت اللجنة في تطهير النوادي الرياضية من عناصر حزب البعث وتشكيل إدارات منتخبة لحوالى 200 ناد حتى الآن. ويقول مناوئيل باب دانو 68 سنة، المعروف ب"عمو دانو" المدرب السابق لفريق كرة القدم العراقي الذي أجبر على العمل سنوات طويلة إلى جانب عدي، أن تحقير الرياضيين وتعذيبهم لم يعرفا حدوداً. بعض الرياضيين تعرض لتلطيخ وجهه بالبراز، وبعضهم أدخل السجن، فيما وضع آخرون داخل توابيت مقفلة مليئة بالمسامير المروّسة التي ثقبت أجسادهم وماتوا اختناقاً بداخلها. وربط بعض الرياضيين وأفلتت عليهم كلاب شرسة مزقتهم تمزيقاً. ولا أحد يعلم حتى الآن العدد الصحيح للذين تم إعدامهم من الرياضيين. ويضيف دانو "لا أحد كان يعلم ما كان يدور في ذهن عدي. لكن الأمر المؤكد أن قلبه لم يعرف الشفقة". لكن الرياضة، مثل باقي القطاعات الأخرى الخاضعة لإعادة الإعمار في العراق، تواجه مشكلة كبيرة، نتيجة للحساسيات البالغة القائمة بين العراقيين العائدين مع القوات الأميركية والبريطانية أمثال السامرائي وأولئك العراقيين الذين تحملوا ظلم عدي ولم يغادروا وطنهم. ويقول بطل السباحة العراقي السابق حيدر عبدالجبار الذي عذبه عدي وسجنه لمدة عشر سنوات، انه عندما قرر العودة لممارسة نشاطه الرياضي في السباحة وجد أن الرئيس السابق لاتحاد السباحين ما زال في موقعه وأن الأشخاص أنفسهم ما زالوا ينتفعون في ظل الوضع الجديد.