علمت "الحياة" في صنعاء من مصادر متطابقة في محافظة أبين جنوب اليمن، ان مجموعة من المتطرفين الذين فروا من منطقة حُطاط، وتلاحقهم القوات الحكومية، عرضوا أمس عبر وسطاء من وجهاء القبائل وأبناء المحافظة، الاستسلام طوعاً لتلك القوات، في مقابل ضمانات بعدم تعرضهم للتعذيب، وأن يكون التحقيق معهم "نزيهاً" بحيث يؤدي إلى اطلاق من تثبت براءته. وقالت المصادر إن عدد الذين عرضوا الاستسلام يزيد على 20 شخصاً مطلوبين بتهمة الانتماء إلى "جيش عدن - أبين الإسلامي" وتنظيم "القاعدة"، وأن أحمد عبدالنبي، شقيق زعيم المجموعة خالد عبدالنبي الذي قتل قبل أيام في مواجهات حُطاط، بين العناصر التي تتفاوض مع وسطاء على الاستسلام. ورأس الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس اجتماعاً لقادة وزارتي الدفاع والداخلية، شارك فيه الجهاز المركزي للأمن السياسي الاستخبارات ورئيس الوزراء عبدالقادر باجمال والمستشار السياسي للرئيس الدكتور عبدالكريم الارياني. وخصص الاجتماع لدرس الوضع الأمني في اليمن، ومناقشة تنفيذ خطة جديدة للانتشار الأمني في كل المناطق والمحافظات، وتعزيز مستوى التنسيق بين أجهزة الأمن والقوات المسلحة ل"التصدي لمرتكبي جرائم التخريب والعناصر الإرهابية والخارجة على القانون". وأشاد المجتمعون بنتائج المهمات الأخيرة للقوات المسلحة وقوى الأمن وفاعلية التنسيق بينها، على خلفية عمليات "تطهير" نفذتها أخيراً ضد أوكار لجماعة "جيش عدن - أبين الإسلامي" في محافظة أبين الجنوبية. وشدد الرئيس علي صالح خلال الاجتماع على أن "لا تساهل مع كل من تسوّل له نفسه المس بأمن الوطن والمواطنين أو الخروج على النظام والقانون". ولوحظ أن الاجتماع الذي كان مخصصاً للقيادات العسكرية والأمنية، ناقش قضايا تتعلق بالتنمية ومواصلة الحكومة الاصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، وتطبيق قانون التقاعد في القطاعين المدني والعسكري. واتخذت خلال الاجتماع قرارات وأقرت اجراءات لتحسين أداء الأجهزة والمرافق، وكذلك تحسين الأحوال المعيشية لرجال الأمن والقوات المسلحة، إضافة إلى دعمهم بأحدث التجهيزات الفنية والقتالية ووسائل التدريب الحديثة التي تضمن القدرة على مكافحة الإرهاب والجريمة. في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية اليمنية ان قوات الأمن والجيش تواصل مطاردة العناصر "التخريبية" الإرهابية المتطرفة التي فرت من منطقة حُطاط في محافظة أبين. وقال مصدر أمني مأذون له إن القوات الحكومية اعتقلت ثلاثة من الفارين خلال عملية تفتيش شملت مناطق في المحافظة، ليصل عدد الذين اعتقلوا إلى 21 شخصاً. ودعا المصدر المواطنين إلى التعاون مع أجهزة الأمن والجيش بتقديم أي معلومات تسهل اعتقال العناصر الفارة.