سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحاكم المدني يحض على تخصيص صناعة النفط وصندوق النقد الدولي يشجع على اعتماد دينار جديد . الشركات الاميركية والبريطانية تفوز بحصة الاسد في ثاني مزاد للخام العراقي
اعلنت كبرى شركات النفط في الولاياتالمتحدة وبريطانيا أمس انها فازت بحصة الاسد في ثاني مزاد للنفط العراقي في عهد ما بعد صدام، بعد يوم من اعلان وزارة الطاقة الاميركية ان انتاج العراق من النفط الخام لن يصل الى مستوى 1.5 مليون برميل يومياً حتى اواخر الربع الاخير من السنة الجارية. قال متحدث باسم شركة النفط الاوروبية الكبرى "رويال داتش/شل" أمس ان الشركة فازت بمليوني برميل من خام البصرة الخفيف في ثاني مزاد للنفط العراقي الخام في عهد ما بعد صدام. واكدت شركتا "شيفرون تكساس" و"بريتيش بتروليوم" بي بي أول من أمس انهما فازتا بشحنتين في المزاد في حين فازت شركة الوساطة "توروس" بالشحنة الثالثة. ولم يعلن اسم الفائز بالشحنة الرابعة، لكن مصادر في السوق قالت ان شركة النفط الحكومية البرازيلية "بتروبراس" فازت بالشحنة الرابعة، في حين قالت مصادر ان "شل" فازت بها. واجرى العراق مزاداً لبيع ثمانية ملايين برميل من خام البصرة الخفيف للتحميل من ميناء البكر على الخليج في الفترة بين 10 و 31 تموز يوليو الجاري. وسترسل ثلاث على الاقل من الشحنات الى الولاياتالمتحدة. وهذه اول مرة يبيع فيها العراق نفطاً منتجاً بعد اطاحة صدام حسين، اذ ان المزاد الاول الذي جرى في حزيران يونيو الماضي باع كميات مخزونة في صهاريج منذ شهور. الانتاج الى ذلك قالت ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية، في تقرير شهري لانتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، ان انتاج العراق من النفط الخام لن يصل الى مستوى 1.5 مليون برميل يومياً حتى اواخر الربع الاخير من السنة الجارية وليس اواخر الربع الثالث مثلما توقعت في تقريرها الذي صدر في حزيران يونيو الماضي. وتبذل الحكومة الاميركية جهوداً ضخمة لاعادة انتاج النفط العراقي الى مستواه السابق قبل الحرب لتوفير السيولة لاعادة اعمار البلاد. واقترح بول بريمر الحاكم المدني الاميركي للعراق، عندما أعلن أول من أمس ان مجلساً حاكماً من العراقيين سيتم تعيينه الاسبوع المقبل، ان يدرس العراق تخصيص صناعته النفطية المملوكة للحكومة وفتحها امام الاستثمارات الاجنبية قبل ان تتولى حكومة دائمة حكم البلاد. وأضاف بريمر ان "التخصيص بالطبع هو شيء نعطيه الكثير من التفكير"، لافتاً الى ان المجلس الحاكم يجب ان يعطي مساندة واضحة لدخول رؤوس الاموال الاجنبية لطمأنة مستثمري القطاع الخاص. وزاد: "عندما نجلس مع المجلس الحاكم ... فانه سيكون موضوعاً للمناقشة". ويطالب المستثمرون الاجانب بتأكيدات بان اي تغييرات في القوانين، يقوم بها بريمر، ستبقى بعد ان تتولى حكومة عراقية منتخبة السلطة. وأكد بريمر ان المجلس الحاكم سيتعين عليه ايضاً ان يدرس فتح الباب امام الاستثمار الاجنبي في قطاع الاتصالات ومنح تراخيص لتشغيل شبكات الهاتف النقال. وقال انه يجب على العراق درس مثل هذه الاستثمارات لانه لن يكون بمقدوره توليد ايرادات كافية لموازنة موازنته في الثمانية عشر شهراً المقبلة. وتتوقع موازنة وافق عليها بريمر للنصف الثاني من سنة 2003 ان يرتفع انتاج العراق من النفط الى مليون برميل يومياً بحلول نهاية الصيف والى 1.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية السنة. وقال معاونو بريمر ان النفط سيدر 3.5 بليون دولار من جملة الايرادات المتوقعة في الموازنة والبالغة 3.88 بليون دولار على أساس 20 دولاراً سعر برميل النفط. وقال بريمر ان الموازنة التي يبلغ حجمها ستة بلايين دولار ستعاني من عجر يبلغ نحو بليون دولار يمكن تغطيته باستخدام موارد رأسمالية للعراق بينها 1.7 بليون دولار اصول مجمدة في الولاياتالمتحدة واموال مصادرة داخل البلاد اضافة الى اموال تم العثور عليها في البنك المركزي العراقي. الدينار الجديد قال صندوق النقد الدولي انه يشجع على اعتماد دينار عراقي جديد ليحل محل الاوراق النقدية التي تحمل رسم صدام حسين والتي بدأ التداول بها بعد فرض الحصار على نظامه عام 1991. ونقل بيان عن مساعدة المدير العام لصندوق النقد الدولي آن كروغر قولها ان طرح عملة وطنية، عملة تكون آمنة وسهلة الاستخدام من قبل العراقيين في آن واحد، يمثل خطوة مهمة في اتجاه اعادة النشاط الاقتصادي ونظام تسديد يعمل بشكل جيد. واعلن بريمر يوم الاثنين الماضي طرح اوراق نقدية جديدة في العراق في 15 تشرين الاول اكتوبر المقبل لكي تحل محل الاوراق التي يجري تداولها في الوقت الراهن. ويواصل صندوق النقد الدولي مهماته الرامية الى تقديم المساعدة الفنية لاعادة اعمار العراق وفي اطار السياسة النقدية ايضاً، بالتعاون الوثيق مع المنظمات الاخرى والاطراف المتاحة المشاركة في اعادة الاعمار.