سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء النفط والطاقة اجتمعوا قبل الحرب ويلتقون مع نهايتها ."أوبك" وسورية وشركات الطاقة الروسية والفرنسية أكثر الأطراف الخاسرة من نتائج العمليات العسكرية
قد تخرج منظمة "اوبك" والدول المنتجة للنفط من الحرب اكبر الاطراف الخاسرة بعد العراق، وفق توقعات وسطاء الخام في العاصمة البريطانية، خصوصاً مع خسارة سلة "أوبك" اكثر من 30 في المئة من قيمتها منذ بدء العمليات العسكرية في الربع الاخير من الشهر الماضي عندما تجاوز سعر السلة مستوى 32 دولاراً وتراجع امس الى اقل من السعر المستهدف البالغ 25 دولاراً للبرميل وسجل الاثنين 24.91 دولار. ومن "المصابين" في الحرب ايضاً الاقتصاد السوري الذي كانت تغذيه شحنات من نفط البصرةالعراق تصل الى 200 الف برميل يومياً ما ساعد في رفع الصادرات النفطية الى 450 الف برميل يومياً. وأعلن أمس ان هذه الصادرات ستنخفض بمعدل 40 في المئة، ما يعني تراجعها الى 300 الف برميل يومياً حتى نهاية السنة، ما يزيد الضغوط على الليرة. كما ان شركة "لوك اويل" الروسية وغيرها من شركات النفط الفرنسية والصينية والعربية، التي كانت حصلت على عقود من حكومات الرئيس صدام حسين قد تخسر عقوداً ببلايين الدولارات اذا لم تتعاون حكوماتها مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا في المرحلة المقبلة لأعمال إعادة الإعمار في العراق وفي رسم خريطته السياسية والاقتصادية الجديدة. أبلغت سورية زبائن نفطها الخام انها ستخفض صادراتها لهم بنحو 40 في المئة في الفترة الباقية من السنة في خطوة تلي توقف وارداتها النفطية من العراق عبر خط انابيب. وأكد مصدر في صناعة النفط السورية ما ذكره تجار لندنيون عن ان الخفوضات لا تصل الى هذا الحجم لكنه اكد ان مؤسسة تسويق النفط السورية "سيترول" طلبت من العملاء خفض شحناتهم. وأشار الى ان سورية ستُصدر نحو 12 شحنة من الخام السوري الخفيف وما بين ثلاث واربع شحنات من خام السويداء خلال باقي العام وهو ما يوازي في المتوسط نحو 300 الف برميل يومياً انخفاضاً من 450 الف برميل يومياً في العامين الماضيين عندما كانت امدادات نفط "غير مشروعة" تصل من العراق من دون أي قيود. وتمثل الخفوضات تأكيداً اضافياً على توقف امدادات تصل الى 200 الف برميل يومياً من خام البصرة الخفيف عن طريق خط الانابيب في الايام الأولى للحرب. وتعتقد مصادر الصناعة ان دمشق تشتري الخام من بغداد بأسعار مخفضة وتغذي بها مصفاتيها بما يتيح لها تصدير معظم انتاجها بالاسعار الدولية المرتفعة. زيادة الضغوط على الليرة وفي العام الماضي حققت سورية ما لا يقل عن 500 مليون دولار من مبيعات النفط الاضافية ومن شأن فقد الدخل الاضافي بالعملة الصعبة ان يعرض البلاد الى تراجع اقتصادي ويزيد الضغوط على الليرة السورية. ومقارنة بمتوسط اسعار النفط العام الماضي فإن 200 الف برميل يومياً من الخام السوري تساوي قيمتها نحو 1.7 بليون دولار. ورجحت مصادر السوق ان تكون الخفوضات اكبر وان تبيع سورية بين تسع وعشر شحنات فقط من الخام السوري الخفيف كل شهر في الفترة الباقية من السنة لتعود الامدادات الى المستويات العادية قبل فتح خط الانابيب في أواخر عام 2000. "لوك اويل" تهدد وتطلب تعويضات في موسكو ذكرت شركة "لوك اويل"، اكبر شركات النفط الروسية امس انها ستُعرقل تطوير حقل القرنة الغربي الضخم لسنوات عدة اذا قررت شركات اميركية وبريطانية ان تعترض دورها القيادي في المشروع. وقال ليونيد فيدون نائب رئيس الشركة لصحيفة "كوميرسانت" التجارية ان الشركة ستطلب تعويضاً يصل الى 20 بليون دولار على الاقل من اي شركة تسعى للمنافسة على الحقل وستطلب من المحاكم الدولية مصادرة اي ناقلات تحمل نفطاً عراقياً. وقال فيدون: "لن تتمكن أي شركة من تطوير هذا الحقل من دون مشاركتنا في السنوات الثماني المقبلة… إذا قرر أي شخص ابعاد لوك اويل سنلجأ الى محكمة التحكيم في جنيف التي ستسارع بوقف العمل في الحقل". وتابع "قد يستمر هذا النوع من القضايا لمدة تراوح بين ست وثماني سنوات… سنصادر الناقلات التي تحمل خاماً عراقياً من خلال محكمة جنيف". ورجح محللون نفطيون ان تتنافس شركات "شيفرون تكساكو" و"اكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" من الولاياتالمتحدة مع مجموعة "شل" الانكليزية - الهولندية و"بي بي" البريطانية و"توتال فينا الف" الفرنسية على عقود انتاج ضخمة في حال تخصيص صناعة النفط في العراق بعد الحرب. أسعار الخام وفي جانب اسعار الخام التي تتأثر بتطورات الحرب ومجرياتها قال متعامون ان سعر خام القياس "برنت" تأرجح ارتفاعاً وهبوطاً في عقود ايار مايو الآجلة التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن. وقال وسطاء إن ما حد من هبوط الاسعار مؤشرات على ان "اوبك" قد تتحرك لحماية الاسعار من التراجع اكثر من اللازم اضافة الى المعارك الشرسة التى جرت بين القوات الاميركية والعراقية في شوارع بغداد التي اظهرت ان السيطرة على المدينة "قد لا تكون سهلة بل قد تطول". وراوحت اسعار "برنت" بين 23.86 دولار ادنى مستوى صباحاً و24.68 دولار للبرميل عند الظهر. وهبط سعر الخام الاميركي الخفيف على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس 16 سنتاً الى 27.80 دولار للبرميل مواصلاً خسائره في نيويورك اول من امس التي بلغت 66 سنتاً. وانخفض الخام الاميركي نحو 11 في المئة منذ اول نيسان ابريل الجاري. وبقي اجتماع وزاري طارئ، اقترحه رئيس "اوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية في 24 الجاري، معلقاً بانتهاء المشاورات التي تجري بين الدول الاعضاء راجع ص 16 في محاولة للابقاء على سعر نفط المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل على رغم ان السعر المستهدف هو 25 دولاراً للبرميل. وقال وزير المناجم والطاقة الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو امس انه توجد وفرة في المعروض من النفط الخام في الوقت الحالي لكنه لم يتلق معلومات بعد عن اجتماع طارئ محتمل لمنظمة "أوبك" هذا الشهر. واضاف: "ليست هناك ترتيبات بعد لعقد اجتماع طارئ في 24 نيسان". ويصل انتاج المنظمة الرسمي الى 24.5 مليون برميل يومياً بينما يزيد فعلياً بنحو مليوني برميل يومياً منذ ما قبل الاجتماع الوزاري للمنظمة في 11 آذار مارس الماضي الذي سمح للاعضاء بصورة غير رسمية الانتاج بالطاقة القصوى في محاولة لتعويض النقص في الاسواق الناتج عن غياب بعض الخام الفنزويلي والنيجيري والعراقي.