أحيا لبنان، أمس، الذكرى السنوية الثالثة لتحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي باحتفالات منفردة لكل من حركة "أمل" و"حزب الله". وفيما شاء رئيس الحركة رئيس المجلس النيابي احياء الذكرى بتدشين مشاريع في قرى حدودية موّلها مجلس الجنوب وتخللها ذبح الخراف، فإن احتفالات "حزب الله" تمثلت بمهرجان رئيسي أقيم بعيداً عن الجنوب، في مرجة رأس العين في بعلبك، وتحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وباحتفال خطابي آخر في باحة معتقل الخيام الجنوبية، فيما سجّل تراجع الدوريات الاسرائيلية على الخط الأزرق مع تحليق مروحية اسرائيلية فوق مزارع شبعا. وتزامن إحياء الذكرى مع موافقة اسرائيل على "خريطة الطريق"، ما دفع الى إطلاق مواقف تراوحت بين التحذير من تجاهل حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وبين تأكيد استمرار المقاومة وعدم نزع سلاحها وتوجيه انتقاد حاد الى الأممالمتحدة. بري وكرّر بري في كلمة له في باتوليه الجنوبية موقف لبنان المحذّر "من تجاهل حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وموضوع القدس والمطالبة بتفكيك المستوطنات وتأكيد السيطرة الاستيطانية على نصف أراضي الضفة الغربية"، منتقداً سياسة "العصا" التي تتبعها الادارة الأميركية بعدما كانت تتّبع سياسة "العصا والجزرة". ورأى ان "لا يمكن الطلب الى السلطات في أي بلد، لبنان أو سورية أو غيرهما نزع الأسلحة وتقليم أظافر المواطنين والسكوت عن تشريدهم خارج أوطانهم بالنسبة الى اخواننا الفلسطينيين وجرف أرضهم وهدم منازلهم واعتقال أبنائهم والاعتداء على حرماتهم ومقدساتهم وفي الوقت نفسه نقول لهم اركنوا الينا. ان ما يجب على الولاياتالمتحدة الالتزام به هو الغاء الاستثناء الذي تمثله اسرائيل في تهديدها في استعمال القوة وارهاب الدولة ورعاية تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشرق الأوسط ووقف التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وتأكيد حق عودة اللاجئين والانسحاب من الأراضي المحتلة وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس وإعادة الجولان السوري حتى حدود 4 حزيران يونيو ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى لبنان". وقال: "يبقى ان مناعة لبنان تعتمد على مناعة الجنوب وصموده يعتمد على ترسيخ الوحدة". وشملت جولة بري في يومها الثاني، تدشين مدارس رسمية في القنطرة والطيبة وبليدا وعيتا الشعب. ورعى في مركبا افتتاح "جادة الإمام موسى الصدر" ودشّن مشروع مياه الشفة في باتوليه والذي يغذّي بلدات وقرى محرّرة. نصرالله ورفض السيد نصرالله في احتفال رأس العين الحاشد، القول: "ان انتصار المقاومة في لبنان حال خاصة"، وقال: "يخافون هذا النموذج وهذه الثقة وثقافة المقاومة فأرادوا خنقها ومحاصرتها في لبنان، وأقول للذين يفكرون ان الانتصار في لبنان كان "فلتة شوط" هو ليس كذلك، انما بدأ زمن الانتصارات. وما حصل في لبنان يمكن ان يحصل في فلسطين، لكننا بحاجة الى مواصلة الجهاد، ويمكن ان يتحقق في اي بلد تُحتل ارضه اياً تكن صعوبات شعبه". ودعا الى مراقبة العراق "لأنه النموذج". ودعا الى "عدم الوقوع في الالتباس في المفاهيم في ما يتعلق بالعراق فعندما تكون الحرب بين طاغوتين ومغتصبين يترك الله المعركة لحساب هذا الطاغية او ذاك، اما عندما تكون المعركة بين الظالم والمظلوم، بين الطاغية وبين المعتدى عليه، وعندما يختار المضطهدون والمعذبون القتال والدفاع والتضحية وتقديم الارواح شهداء من اجل أوطانهم وأمتهم وكرامتهم حينئذ تمتد اليد الإلهية لتعين". وعن كيفية التعاطي مع تطورات المنطقة، قال: "لا مكان للحق والحقوق في السياسات والمشاريع الاميركية، ونحن في لبنان اقوياء بحقنا، ارضنا محتلة ومن حقنا استعادتها، اسرانا في السجون ومن حقنا ان نطلق سراحهم، وبلدنا مهدد بالعدوان كل يوم ومن حقنا ان ندافع عنه، غير ان الاذن الاميركية لا تسمع هذا الكلام، يجب ان نحتفظ بقوة الحق ويجب ان نتمسك بحق القوة لأننا في هذا الزمن اذا كنا ضعفاء لن يعترف احد لنا بحقوق لا في مزارع شبعا ولا في الجولان ولا في فلسطين ولا في القدس والمسجد الأقصى". وأضاف: "اميركا تريد انتزاع كل عناصر القوة من منطقتنا لذلك، في اليوم الاول لسقوط بغداد ارتفع الصوت عالياً ضد سورية وقيادتها وتهديد لبنان ثم ايران، وما هو مضحك انهم يوجهون اتهامات الى ايران بالوقوف خلف التفجيرات الانتحارية في مدينة الرياض". وحذر من "ان اي تضحية بعناصر القوة هي انتحار وذهاب الى المجهول، ان إلقاء سلاح المقاومة وجعل لبنان اعزل وكذلك سورية وايران والشعب الفلسطيني ايضاً فإن هذا هو الانتحار بعينه". واعتبر "ان الادارة الاميركية تريد ان تحقق ما عجزت عنه اسرائىل طوال 20 عاماً، وذلك بالضغوط السياسية والنفسية". ودعا الى "الحذر جداً من كل خطاب للفتنة او شعار للفتنة او طرح للفتنة سواء أكان سياسياً أم أمنياً أم حتى انمائياً ومعيشياً، لأن اي شكل من اشكال الفتنة اليوم في اي بلد، وخصوصاً في لبنانوفلسطين، هو خدمة مجانية لأميركا واسرائىل". وقال: "انا اتوسل والتمس من كل الزعامات والقيادات في لبنان ان تؤجل كل الاستحقاقات الانتخابية سواء أكانت رئاسية أم نيابية أم بلدية قليلاً، فعندما تكون المنطقة كلها تواجه مصيراً ومرحلة تاريخية، لبنان والمنطقة بحاجة الى رجال كبار، الى الزعماء الكبار، ليس الى زعامات الزواريب ولا الطوائف والمناطق، لبنان بحاجة الى الزعامات الوطنية، التي تفكر بمستوى الأمة لأن ما نتعرض له اليوم كبير وخطير جداً". ورأى "ان من واجب لبنان ان يحمي المقاومة وسلاحها وليس من باب المنّة او التفضل انما من باب المصلحة الوطنية الكبرى والعليا". وقال: "نحن بحاجة الى الجيش الوطني والقوات السورية والمقاومة وكل الاحزاب والطوائف والرجال والنساء". ولفت الى "ان الجيش اللبناني يطلق في الجنوب المضادات الارضية على الطائرات الاسرائىلية لكن عندما يتعرض بلدنا الى اي عدوان فيجب ان نكون جميعاً جاهزين لأن نقاتل، ولا يمكن مواجهة العدو بالمقاومة الاسلامية في "حزب الله" فقط، انما نحن بحاجة ليس لاعادة النظر في المقاومة الموجودة، انما ادعو الاحزاب الوطنية، وخصوصاً القوى الاساسية الى اعادة احياء أطر المقاومة لديها". ولفت الى "ان سلاح "حزب الله" ليس سلاحاً حزبياً ولا مذهبياً ولا طائفياً وأثبت من خلال التجربة انه سلاح للوطن"، مشدداً على الرعاية السورية والايرانية للمقاومة". وقال: "ان اي عدوان سيواجه بمقاومة استشهادية وسيكون الانتصار كبيراً وستقلب الطاولة على الجميع وستعود المنطقة الى زمن المتغيرات وليس تلك التي تصنعها اميركا واسرائىل، المتغير في لبنان يصنعه الشهداء والمجاهدون". وجدّد مسؤول الحزب في الجنوب نبيل قاووق في كلمة له في معتقل الخيام تأكيد "عزم المقاومة على استكمال تحرير مزارع شبعا"، رافضاً تخلّي الحزب عن السلاح. وقال: "لماذا نترك السلاح وأرضنا محتلة وأسرانا في السجون؟ من يدافع عنا؟ مجلس الأمن الذي بات اليوم أعجز من ان يدافع عن نفسه. ان مجلس الأمن في حاجة الى الشفقة اليوم، وهو بات أضعف من جمعية خيرية تشرف على توزيع مساعدات انسانية في بغداد".