أكدت الولاياتالمتحدة أنها ستعين حاكماً عسكرياً للعراق "بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين" وتشكيل حكومة انتقالية من المعارضة. وأكد وزير الخارجية كولن باول أنه عرض على الحلفاء الخطوط الكبرى لإدارة ما بعد النزاع. وقال ان الولاياتالمتحدة "ستعين حاكماً عسكرياً يتولى تأمين الوضع والبحث عن أسلحة الدمار الشامل وبناها الأساسية وتدميرها ونزع أسلحة الجيوب التي ستبقى وقد تمثل تهديداً". وأكد أنه سيعقد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سيركز على دور الأممالمتحدة في إغاثة المدنيين. واتفقت أطراف العلاقات عبر الأطلسية على ضرورة اضطلاع الأممالمتحدة بدور في إدارة الأزمة العراقية. فيما شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة استعادة الشرعية الدولية في أقرب وقت ممكن رأت الولاياتالمتحدة في الأزمة الجارية فرصة لتدخل حلف شمال الأطلسي أسوة بدوره في البلقان وافغانستان. وأكد باول قبول الولاياتالمتحدة دوراً ثانوياً للأمم المتحدة ورأى حليفه وزير خارجية بريطانيا أن التساؤل لا يتركز حول دور المنظمة الدولية أو انعدامه "بقدر ما يتعلق بطبيعة هذا الدور". وأشار جاك سترو، قبل بدء الاجتماعات في بروكسيل، الى وجود أمثلة عدة يمكن الاقتداء بها في تحديد الدور الذي يمكن أن تضطلع به الأممالمتحدة في العراق أسوة بما تقوم به في البلقان وافغانستان وتيمور الشرقية وسيراليون. ورأت مصادر ديبلوماسية ان "شكل الادارة التي ستحكم العراق تحدده صيغة نهاية الحرب". وتحدثت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا دي بلاثيو، بعد لقائها نظيرها الأميركي، عن "احتمالات انتهاء الحرب على طريقة انتهاء حرب كوسوفو وتطور المسار الى مثول الرئيس الصربي ميلوشيفيتش امام محكمة جرائم الحرب أو على طريقة حرب أفغانستان وفرار قيادة نظام طالبان وشبكة القاعدة". وتعد الاجتماعات الأوروبية الأطلسية أمس في بروكسيل الأولى بين الحلفاء منذ انهيار الجهود الديبلوماسية وتفجر الحرب الأميركية - البريطانية على العراق. وذكر الأمين العام للحلف بأن وزير الخارجية الأميركي "جاء للتشاور مع الحلفاء وشرح وجهة النظر الأميركية في ما يجري". وعقد وزير الخارجية الأميركي اجتماعات ثنائية مكثفة مع الأمين العام للأطلسي جورج روبيرتسون ووزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ومع نظيره الروسي ايغور ايفانوف. وقال روبرتسون ان الاجتماع الوزاري المشترك بين الحلف والاتحاد الأوروبي ركز على "بحث أفضل السبل لمساعدة العراقيين في تحقيق الاستقرار والديموقراطية في العراق بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين". وربط وزير الخارجية اليوناني رئيس المجلس الوزاري الأوروبي جوج بابندريو بين استحقاق استعادة دور الأممالمتحدة و شرط مساهمة الاتحاد الأوروبي في إعادة إعمار العراق. وألح على أهمية دور المنظمة الدولية "في المراحل كافة". وجدد التزام الاتحاد الأوروبي مبادئ "وحدة العراق واستقرار المنطقة". ورحب الاتحاد في الاجتماع المشترك مع حلف شمال الأطلسي ببيان تركيا حول الالتزام بوحدة العراق. وجدد وزير الخارجية الأميركي اقتراحاً كان قدمه ممثلو وزارة الدفاع البنتاغون في كانون الأول ديسمبر الماضي بتكليف الأطلسي دوراً في استقرار العراق. وقال روبيرتسون ان الوزراء أثاروا مسألة دور الأطلسي "بين منظمات أخرى منها الأممالمتحدة". و رأت مصادر ديبلوماسية انه من السابق لأوانه تحديد حجم وحدود مساهمة الحلف.