"الثريا" نظام اتصالات فضائي مقره الرئيسي في أبوظبي عاصمة دولة الامارات، أصبح اليوم أحد "المفردات" المستخدمة في قاموس الحرب الدائرة الآن في العراق، وحظي بنصيب وافر من الهجوم من جانب قوات "التحالف"، وتردد ذلك بشكل علني في المؤتمرات الصحافية التي دارت على مدى الأيام القليلة الماضية في قاعدة السيلية، كونه نظاماً مخترقاً من جانب العراق، ويكشف من خلال استخداماته من جانب المراسلين والصحافيين المرافقين للقوات عن أماكن وجود هذه القوات ويعرضها لعمليات عسكرية خطيرة الأمر الذي جعل الاميركيين يطلبون من الصحافيين عدم استخدامه في كثير من الحالات. وكان الصحافيون المعاملون حالياً داخل العراق ويعتمدون بشكل اساسي على نظام "الثريا" سمعوا مبكراً من زملائهم الاميركيين، خصوصاً طواقم التلفزيون الاميركية، ان القوات الاميركية تعتزم منع استخدام هواتف "الثريا". هذا الجدل الذي يدور حالياً حول "الثريا" نقلته "الحياة" الى محمد عمران رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة "الثريا للاتصالات الفضائية" الذي أكد ان "الثريا" نظام اتصالات مدني يستخدم نظام "جي اس ام" عبر الأقمار الاصطناعية ومن ميزاته العمل في أي مكان من دون شبكة أرضية، وهو في هذه الحال نظام "غير عسكري" يستخدم كثيرون من كل الفئات في المجتمعات والدول التي يغطيها هذا النظام. لكنه اشار الى أن هذا النظام يمكن ان تستخدمه أطراف لها أغراض "سيئة" ولا يمكن التحكم بذلك. والسؤال المطروح هل يمكن ادخال تقنيات جديدة على نظام "الثريا" لمنع التنصت عليه من جانب الأطراف المتحاربة، يؤكد عمران ان نظام "الثريا" كما هو نظام "جي اس ام" للهواتف المحمولة يحتوي على نوع من "التشفير" لمنع من التنصت على المكالمات لكن الجهات القادرة على التنصت على "جي اس ام" تستطيع التنصت على "الثريا". مع الحرب الدائرة الآن في العراق، والاستعدادات لها منذ شهورعدة رفع استخدام "الثريا"، فزاد عدد المشتركين في هذا النظام منذ بداية العام نحو 27 ألف مشترك مقابل 75 ألف مشترك سجلوا منذ بداية العمل بهذا النظام في العام 2000 وحتى نهاية 2002. وفيما تستمر الشركة في برنامجها لاطلاق قمر اصطناعي ثان في الشهرين المقبلين، فإنها تعد لاطلاق قمر ثالث بدأت شركة "هيوز" الاميركية في تصنيع بعض أجزائه. بل انها تخطط لإطلاق قمر رابع والاتصالات جارية لتحديد موقع مداره حول الأرض. ويؤكد مدير "الثريا" ان التطور الذي سيدخل على هذا النظام لن يخرج عن طابعه المدني لأن للعسكريين أنظمة اتصال خاصة بهم. ولكن ما ردّه على الاتهامات الموجهة لهذا النظام على رغم كونه تكنولوجيا أميركية؟ يقول: "نحن خارج هذه الدائرة، ولم يطلب أحد من الشركة ادخال تعديلات على نظام "الثريا"".