أدى سقوط صاروخ عراقي على مجمع تجاري في العاصمة الكويتية الى حالة ذعر في "بورصة الكويت" وانخفاض المؤشر في بداية التداول نحو 90 نقطة وتراجعت قيم الاسهم التي ارتفعت قبيل الحرب نتيجة الامل بحرب سريعة حاسمة على العراق. لكن بدا المتعاملون الكويتيون حذرين امس، وبعد اسبوع من تعليق التداول، خصوصاً بعدما تبين لهم ان الهجوم الصاروخي قد يتكرر وان آمالهم بالحصول على عقود كبيرة في عملية اعادة اعمار العراق أمامها عقبات كثيرة. اغلقت بورصة الكويت للأوراق المالية امس السبت منخفضة 1.48 في المئة عند 2754.7 نقطة وسط مخاوف امنية تجددت بسبب سقوط صاروخ قرب العاصمة. وكان مؤشر، ثاني أكبر البورصات العربية، بلغ عند الفتح 2790 نقطة مقارنة مع 2796.1 نقطة في آخر ايام التداول في 19 آذار مارس حين وصل الى اعلى مستوياته خلال خمس سنوات قبل يوم من اندلاع الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق وقرار مجلس الادارة اغلاق البورصة اسبوعاً. وسقط صاروخ عراقي قرب مركز للتسوق في الكويت على ساحل البحر فجر السبت متجنباً انظمة الدفاع الجوي الكويتية والاميركية في العاصمة. وفقد مؤشر البورصة نحو 90 نقطة خلال جلسة التعامل التي استمرت ثلاث ساعات لكن سماسرة قالوا "ان صناديق الاستثمار وكبار المتعاملين ساعدوه على الارتفاع قليلاً قبيل الاغلاق". وقال كثير من السماسرة، الذين تحدثت اليهم "رويترز"، انه كان من الافضل بقاء البورصة مغلقة في مثل هذه الظروف. وراهنت السوق على أن الحرب على العراق ستكون قصيرة. وتعرضت الكويت لعدد من الهجمات الصاروخية منذ بدء العمليات العسكرية في 20 آذار. وقال محلل مالي، طلب عدم نشر اسمه، "من الواضح الآن إن الحرب ستطول والصاروخ الذي سقط اليوم امس معناه احتمال اختراق الحواجز الدفاعية". وقال سماسرة ان الاتجاه النزولي للسوق سيستمر على الارجح. وقال جمال البصري من شركة "الكويت للوساطة المالية" ان "الانخفاض كان حاداً قبل التصحيح... نتوقع انخفاض السوق مجدداً". وقال المحلل المالي "في أي بيئة غير مستقرة سيخسر الجميع... ان الهلع لا يفرق بين شركة واخرى". واضاف "ان الوضع الان يعتمد على الاخبار عن الوضع العسكري وما اذا كان الهجوم الصاروخي الاخير سيتكرر". وكانت المكاسب التي حققها المؤشر قبل اغلاق البورصة تعود في معظمها الى توقعات بان الحرب ستنتهي بسرعة وان الشركات الكويتية في قطاع التشييد والخدمات ستستفيد من الاعمال في اعادة اعمار العراق. وقال اقتصاديون "ستكون للحرب عواقب على المنطقة ومنها الكويت". وكان مؤشر البورصة التي يصل اجمالي القيمة السوقية للاسهم المتداولة فيها الى 30 بليون دولار ارتفع العام الماضي بنسبة 39 في المئة.