أعلن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني رئيس الحكومة الجزائري السيد علي بن فليس أن المؤتمر الثامن للحزب يعقد بدءاً من الثلثاء 18 آذار مارس الجاري في فندق "الأوراسي" وسط العاصمة الجزائرية. وجاء هذا القرار "المفاجئ"، أمس، كخطوة نهائية لحسم أهم الملفات التي سيتداولها مندوبو الحزب في المؤتمر مثل ملف الخوصصة ومشروع قانون المحروقات والإصلاحات في قطاعات التربية والأسرة. وقال بن فليس إن 1360 مندوباً سيحضرون المؤتمر، بينهم نسبة عالية جداً من الشباب، إذ تقدر نسبة الذين تقل أعمارهم عن 32 عاماً ب25 في المئة من المؤتمرين، في حين تصل نسبة الذين تراوح أعمارهم بين 35 و55 عاماً إلى أكثر من 60 في المئة، ولا تتجاوز 15 في المئة نسبة الذين لهم أكثر من 55 عاماً من العمر. وعادة كانت مؤتمرات الحزب تضم أكثر من 50 في المئة من الذين شاركوا في الثورة التحريرية، مما يعني أن الحزب بدأ عملياً في تسليم مقاليده إلى الجيل الجديد. ويستثني المؤتمر مناقشة موضوع الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، على رغم محاولة مؤيدين للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عرض لائحة تؤيد ترشحه السنة المقبلة إلى ولاية ثانية. وبرر بن فليس رفضه الخوض في حملة رئاسية مسبقة إلى خشيته من أن يؤثر ذلك على "استقرار مؤسسات الدولة". وفي أي حال، سيعزز المؤتمر موقع الأمين العام تحضيراً للاستحقاقات المقبلة. وقال بن فليس في كلمته أمام أعضاء اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الثامن إن المؤتمر "سيكرس العودة القوية للحزب على الساحة الوطنية"، فضلاً عن كونه محطة أساسية "على درب تحديثه وتجديد أساليب عمله استجابة لرغبتنا المشتركة في جعله حزباً عصرياً ديموقراطياً يتجاوب مع مستلزمات العصر". من جهة أخرى، منعت قوات مكافحة الشغب مسيرة دعت إليها "حركة مجتمع السلم" حمس الإسلامية بقيادة السيد محفوظ نحناح والسيدة لويزة حنون زعيمة حزب العمال. وبادرت قوات الأمن منذ الساعات الأولى من الصباح إلى وضع الحواجز الحديدية لمنع تجمع مناضلي الحزبين في ساحة الوئام المدني وسط العاصمة. وأمام التعزيزات الاستثنائية لأفراد فرق مكافحة الشغب والذين تجاوز عددهم نحو خمسمئة عنصر، في مقابل ثلاثمئة من مؤيدي الحزب الإسلامي، قرر نحناح إلغاء المسيرة والاكتفاء بتسجيل الموقف الرمزي في ساحة الوئام، وانتقد في شدة مواقف الحكومات العربية من الأزمة العراقية. وكان وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني حذر الأحزاب السياسية، مساء الثلثاء، من الدعوة إلى مسيرات في العاصمة. وقال: "إن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات لمواجهة محاولة المساس بالاستقرار".