في حديث إلى "الحياة" عشية اطلاق فيلمه الجديد . جاك نيكولسون : الكوميديا ردي على أحداث 11 ايلول !

له من العمر 66 عاماً، قدم منها 46 للسينما. له 51 فيلماً مع ثلاثة متتالية شاهدناها له في أقل من عام. فوق ذلك، يحتفظ بسحر الشاب الصغير وحذق الرجل الخبير.. وبإسم كبير تتهافت عليه الاستوديوات. واذا لم يكن ذلك كافياً فإن جاك نيكولسون لديه من الثقة بالنفس ما يجعله يقدم صورة سنوات حياته كاملة في فيلمه الجديد "شيء عليه أن يستجيب" Something Gotta Give، وهو كوميديا عاطفية تضعه في مواجهة امرأتين: أماندا بيت 31 عاماً ودايان كيتون 57 عاماً. وهو يصادق الأصغر سناً، المجذوبة اليه لخبرته وثقته بنفسه "على عكس شباب اليوم"، كما تقول، ثم التقى بأمها كيتون، ويجدها أجمل امرأة فوق الخمسين قابلها في حياته. "المسألة أن أماندا بيت هي فعلاً امرأة شابة وجميلة، ودايان كيتون واحدة من أكثر ممثلات السينما تتمتع بالعمل معها. انها رائعة"، كما يقول في مقابلة مع "الحياة" في نيويورك قبل العرض الخاص لفيلمه الجديد هذا. وهو يبدو - على الشاشة كما في الواقع - واثقاً بنفسه لا يزعجه التقدم في السن، بخلاف الذين يعتبرون الشيخوخة عدوّاً ينقض في أوقات الضعف: "أمثل عمري الحقيقي في الفيلم. في الفيلم أنا أصغر ثلاث سنوات فقط من عمري الحالي وهذا لا يخيفني فلا شيء أخفيه، ولا أنصح اي متقدم في العمر أن يحاول إخفاء عمره. التقدم في العمر خبرة على الجميع أن يحترمها، وكي يحترمها عليه أن يرى أن صاحب العمر المتقدم يحترم نفسه أولاً"...
خلال أكثر من 40 سنة لعب جاك نيكولسون أفلاماً مميزة. انطلق في الستينات واحداً من جيل واحد يضم: كلينت ايستوود، ووارن بيتي، داستن هوفمان، آل باتشينو، روبرت دينيرو، جين هاكمان. الحظ الحسن الذي واجه هؤلاء أنهم انتقلوا بنجاح من جيل لآخر. ومن بين هؤلاء وحده نيكولسون ينتقل من الدراما الى الكوميديا الى العاطفية على نحو متواصل من دون أن يسقط في فخ التبويب او التكرار. نيكولسون لا يرى في الأمر غرابة: "لم يصل احد الى ما هو عليه لأنه كان كسولاً او لاهياً عن متابعة عمله بجد وجهد. السر هو أن عليك أن تحب السينما، أن تحبها كما لو كنت مشاهداً فقط، لأنها عمل يدر عليك المال والشهرة. هذا يأتي في آخر القائمة". ولا شك ان نيكولسون هو الوحيد الذي يمارس لعبة تمثيل نفسه على الشاشة. ليس عليه أن يبتعد كثيراً عن حظيرته الخاصة. تستطيع دوماً أن ترى ملامح شخصيته الخاصة تتفتح على الشاشة: "هذا الموضوع هو لازمة أساسية في التمثيل: من لديك في العالم بأسره أكثر قرباً وإخلاصاً اليك من نفسك كي تستند اليها؟ معظم التمثيل السيئ يأتي من محاولة الممثل جلب ملامح وشخصيات لا يعرفها محاولاً تطبيقها على نفسه. لكن، بمقدار ما يلتصق بما يعرف، وهو من المفترض أن يعرف نفسه جيداً، بمقدار ما يبقى ناجحاً ومتجدداً". ويشرح أكثر: "الكوميديا هي جوابي على 11 أيلول سبتمبر 2001. أربعة أفلام مثلتها من أصل خمسة، هي كوميدية، لأنني لم أرد أن أظهر في أفلام تسبب اليأس او أفلام تؤدي الى الشعور بالإحباط". الفيلم الدرامي الوحيد الذي يقصده نيكولسون والذي خرج به عن هذه القاعدة هو "العهد" 2000 الذي أخرجه شون بن. هذا كان فيلماً تشويقياً أدى فيه شخصية تحرٍ قطع عهداً على أهل فتاة صغيرة وجدت قتيلة أن يجد القاتل، وهذا العهد لا يقوده فقط الى حال قصوى من الهوس، بل الى الجنون.
يوافق على أنه فيلم جيد ويقول: "أحترم شون بن. أعتقد أنه ممثل نادر ومخرج جيد، لكنني أحب ايضاً أن ابدو سخيفاً ومراوغاً كما أفعل في فيلم "شيء عليه أن يستجيب". السيناريو جيد ووصل في وقته المناسب، واتاح لي التعرف إلى أماندا بيت واستعادة ذكرياتي مع دايان. ماذا أريد أكثر من ذلك؟".