شيعت موريتانيا جثمان رئيسها السابق مختار ولد داداه الملقب ب"أبي الأمة" الذي وصل امس الى نواكشوط من باريس حيث توفي بعد صراع طويل مع المرض الاسبوع الماضي. وأصبح ولد داداه، الذي توفي عن عمر يناهز 79 عاماً، أول رئيس لموريتانيا العام 1961 قبل ان يطيحه انقلاب عسكري العام 1978. وكان من مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية التي اصبحت العام الماضي تعرف بالاتحاد الافريقي. ووصل الجثمان على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الموريتانية استأجرتها حكومة موريتانيا لهذا الغرض، ورافق الجثمان أرملة الراحل مريم وأحد أبنائه وأصدقاؤه. وجرت مراسم الجنازة في المطار بشكل غير رسمي، وبما يتماشى مع التقاليد الاسلامية، وبعد ذلك نقل النعش الذي غطي بالعلم الوطني على الفور الى المسجد الرئيسي في العاصمة حيث أقيمت الصلاة على روحه بحضور الرئيس معاوية ولد الطايع ونحو 500 شخص من أفراد عائلة ولد داداه وأصدقائه ومساعديه السابقين. وتوجه موكب الجنازة بعد ذلك الى قرية ولد داداه الاصلية بوتيليميت على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة حيث ووري جثمانه الثرى. وعاش مختار ولد داداه في المنفى في فرنسا منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح نظامه في العاشر من تموز يوليو 1978، قبل ان يعود الى بلاده في 2001، حيث قال انه يرغب في خدمة بلاده "ليكون حكماً، أي شخصاً ترجع اليه الاطراف في حل مشاكلها". وجاءت وفاته قبل اسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وبعد خمسة اشهر على محاولة انقلابية لإطاحة ولد الطايع.