ترشُّح أربع دول عربية هي: المغرب وتونس وليبيا ومصر لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010، تأكيد جديد ان الشقاق العربي لم يترك مجالاً إلا وطغى عليه بقوة... وأن الرياضة العربية لا يمكن ان تخلع ثوب السياسة أبداً مهما كثرت المحاولات وعُقدت الندوات وارتفع صوت التصريحات الرنانة! وهو أيضاً صورة جديدة من صور الحساسيات العربية - العربية المفرطة التي تطاول المجال الرياضي شأنها في ذلك كل المجالات الاخرى. فبدلاً من أن تجتمع هذه الدول على مرشح واحد من أجل أن تصب كل الاصوات المساندة في مصلحته... تشتتت وتفرقت وجعلت مهمة كل من يريد خيراً للكرة العربية صعبة بحق! تمنينا كثيراً أن تبقى الرياضة بمنأى عن السياسة، وأن تغلف أجواءها لفحات من الحب والود والإخاء... لكن هيهات لأننا نكتشف في كل مناسبة مهمة أننا "ننفخ في قربة مقطوعة"، وأن القطيعة والعناد وعدم الاحساس بالمسؤولية أقرب كثيراً الى الواقع من صفاء النفوس ونقاء القلوب! لقد حاولت المغرب وحدها دخول هذا المعترك العالمي ثلاث مرات من قبل وفشلت فيها جميعاً على رغم وقوف كل الدول العربية وأصدقائها، ربما نظرياً، الى جانبها... فماذا هي، أو غيرها، فاعلة في ظل هذا الترشُّح الرباعي؟ لقد وضعت المغرب وتونس وليبيا ومصر الاتحاد العربي لكرة القدم في موقف لا يُحسد عليه. فعليه وحده، على اعتبار أنه "الأب الشرعي" لهذه الاتحادات، ستقع اللائمة اذا لم ينجح في اقناع "أبنائه" بضرورة اتخاذ موقف موحد واختيار مرشح واحد من بينهم، أو اثنين على الاكثر يتقاسمان ملف الترشيح ذاته على غرار كوريا الجنوبية واليابان في المونديال السابق... واذا نجح، فستبقى الآمال باستضافة هذا الحدث العالمي الكبير على أرض عربية قائمة، وإذا أخفق فإنه يمكننا ومنذ الآن أن نهنئ جنوب افريقيا بنيل شرف تنظيم أول مونديال افريقي في التاريخ... اما نحن في هذه الحال، فعلينا ان نبحث عن وسيلة للم الشمل قبل ان نفكر في الترشح مجدداً لاستضافة المونديال بعد نحو 30 عاماً!