لندن - "الحياة" حذرت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس في مقابلة مطولة اجرتها معها صحيفة "صنداي تايمز" الجمعة الماضي ونشرت امس من التردد وعدم اتخاذ موقف حاسم من قبل المجتمع الدولي في التعامل مع التهديد الذي يمثله العراق. وتساءلت: "اذا لم نكن مستعدين للتعامل مع تحدي صدام، هل سنكون اكثر استعداداً للتعامل مع عنفه عندما يكون قادراً على ايصال سلاح نووي ضد الولاياتالمتحدة او بريطانيا؟". ولم تخف رايس اشمئزازها من صدام الذي وصفته بأنه "ديكتاتور عدواني". وقالت انه "قام بغزو جيرانه مرتين، واستخدم الغازات ضد شعبه وحاول ان يغتال رئيساً سابقاً للولايات المتحدة"، مضيفة انه "يدفع 25 ألف دولار لمنفذي التفجيرات الانتحاريين، وأحد هؤلاء فجّر قنبلة في الجامعة العبرية وقتل خمسة اميركيين". ونفت ان تكون المحادثات بشأن عودة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق مجرد غطاء لهجوم عسكري وشيك. وقالت: "هذا ببساطة غير صحيح"، مشيرة الى ان الرئيس جورج بوش "يراجع كل الخيارت، ونريد بالتأكيد ان ندرس أي امكانية للتعامل مع الخطر الذي نواجهه". واكدت ان الادارة "التي تقدّر اهمية التحالفات لا تعتقد انها يجب ان تتصرف لوحدها". وحذرت رايس من ان الهدف التالي للارهابيين "لن يكون بالضرورة نيويورك وواشنطن. فقد يكون لندن او برلين". من جهة اخرى، ذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" امس ان الحكومة البريطانية ستنشر خلال اسبوعين ملفاً يتضمن للمرة الأولى تفاصيل عن التهديد النووي الذي يمثله الرئيس العراقي صدام حسين. ونقلت عن مسؤول كبير في الحكومة قوله ان الملف "الكبير" سيتناول مساعي العراق للحصول على اسلحة نووية ولزيادة مدى الصواريخ التي يمكن ان تستخدم لايصالها. لكن الصحيفة استبعدت ان تكون هذه الأدلة كافية لاقناع المشككين وسط نواب حزب العمال الذين يعارضون العمل العسكري ضد العراق. وقالت ان تصريحات وزير الخارجية الاميركي كولن باول اول من امس بأن صدام قد يحتاج الى عقد آخر للحصول على أسلحة نووية سيعزز المعارضة التي يواجهها رئيس الوزراء توني بلير داخل حزبه. وعلى صعيد آخر، كشفت الصحيفة ان رئىس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ابلغ بلير خلال قمة الارض في جوهانسبرغ الاسبوع الماضي ان بلاده تريد، مقابل دعمها للتحرك ضد العراق، الحصول على ضمانات بشأن استرداد ديون تبلغ 10 بلايين دولار مستحقة على العراق عن صفقات تجارية سابقة. وتناولت صحيفة "إندبندنت اون صنداي" امس الخطط العسكرية لشن هجوم محتمل على العراق. وقالت ان الآليات المدرعة والدبابات والمروحيات الموجودة في المنطقة بحلول نهاية الشهر الجاري ستكون كافية لتسليح قوة يبلغ حجمها حوالي 90 ألف جندي. لكن ايصال الاسلحة والامدادات الضرورية ل250 ألف جندي، وهي القوة اللازمة لغزو بري وفق تسريبات عن خطط عسكرية، لن يستكمل قبل مطلع السنة المقبلة. وتوقع محللون عسكريون ان تمهّد حملة قصف جوي تستمر شهراً لعملية غزو محتملة في شباط فبراير المقبل.