"ع السفح أعلى من البحر/ ع السفح أعلى من السرو/ ناموا/ خافوا/ وطار الحمام... طار الحمام/ راحوا وما رشوا ع ورق المي ريحان أساميهم/ راحوا وما زرعوا برمل السما وردة لعتبتهم/ ناموا/ أعلى من البحر... أعلى من السرو/ ع سفح الكون...". بدأت الألحان تختلط بالأحلام الكبيرة في تلك الغرفة الصغيرة الدافئة التي يتدرب فيها خمسة شبان، هم أفراد فرقة "نوى"، يدندنون، يعزفون، يحلمون... ويعملون أيضاً. يقول عيسى بولص، مؤسس الفرقة: "تأسست الفرقة أواخر شهر تموز يوليو الماضي، بعد أن عدت إلى الوطن من الولاياتالمتحدة حيث حصلت على درجة الماجستير في التلحين ودراسة الموسيقى العرقية". ويضيف: "نحن خمسة شبان في الأساس، أنا، وإبراهيم العطاري، عازف القانون في الفرقة، ويدرس في المعهد الوطني للموسيقى، سامر طوطح عازف العود ويدرس في جامعة بيرزيت وفي معهد المعلمات، يوسف زايد، عازف الإيقاع الطالب في السنة الأولى آداب في جامعة بيرزيت، وخامسنا باسل زايد، مطرب الفرقة الطالب في السنة الرابعة تجارة، في جامعة بيرزيت". يشار الى أن باسل زايد كان لحن قصيدة محمود درويش، "محمد"، وغناها في حفلة خاصة في مركز خليل السكاكيني، ووعد المركز بتسجيل الأغنية وتوزيعها. وعن هذا الموضوع يقول زايد: "كنت أشعر بالخوف، لا سيما أن تلحين قصيدة لمحمود درويش، مسؤولية كبيرة جداً. توقف مشروع تسجيل الأغنية من مركز خليل السكاكيني، إلا أنني سأعمل على تسجيلها بصورة شخصية". ويوضح بولص: "نحن أصدقاء منذ زمن، ولم ينقطع الاتصال بيننا أبداً، حتى عندما كنت في أميركا.. وبعد عودتي عملنا على تكوين هذه الفرقة. في بعض الأحيان، يمكن أن نستضيف ملحنين أو عازفين من خارج الفرقة، وذلك يعتمد على طبيعة الموسيقى التي ننوي تقديمها. قبل أيام قدمنا ألحاناً لعازف سويدي وعازفة استرالية، يدرّسون في المعهد الوطني للموسيقى". وعن نشاطات الفرقة يقول: "بدأنا تشكيل شبكة عمل كبيرة، من خلال التعاون مع العديد من الموسيقيين الفلسطينيين. نحن مجموعة لا فرقة، فإذا تعاونا مع عازفين آخرين، فإنهم ضمنياً ينضمون إلى المجموعة في تلك اللحظات. ومن جهة أخرى نسعى للتعاون مع فرق تراثية، منها على سبيل المثال، فرقة سرية رام الله الأولى. ونحن بصدد إقامة العديد من الورش الموسيقية الخاصة بالأطفال، ومنها ثلاث جوقات للأطفال في مدرسة الفرندز في رام الله، إضافة إلى التعاون الدائم بيننا وبين مسرح القصبة في رام الله، سواء على مستوى العروض، أم على مستوى التنسيق لنشاطات مستقبلية. هدفنا التشجيع على خوض غمار المجال الموسيقي. نحن نسعى إلى تكريس موسيقى فلسطينية تستطيع بدورها خلق ذاكرة موسيقية خاصة بها". وتسعى مجموعة "نوى" إلى تشكيل مؤسسة تحمل اسم المجموعة، تعنى بالانتاج الموسيقي والتوزيع، إضافة إلى رعايتها الأبحاث الموسيقية. كما تعمل على تدريس الأنماط الموسيقية الخاصة في المنطقة، وتأثيرات البيئة المحيطة عليها، وما طرأ من تحولات على هذه الأنماط: "نكتب عنها ونسجل نماذج من هذه الأنماط على أقراص ممغنطة، ليمكنك عند ذلك معرفة معظم ما يتعلق بالموسيقى الفلسطينية عبر العصور، سواء معلوماتياً أم حتى موسيقياً. وهي بمثابة موسوعة موسيقية. فتاريخنا، لا سيما الموسيقي، لم يبدأ مع وعد بلفور العام 1917، فهذه المنطقة كانت مرتعاً خصباً للكثير من الثقافات، بالتالي كانت هنالك نكهة خاصة للموسيقى المعزوفة والمغناة في فلسطين تختلف عن أي مكان آخر، فأغنية "ع الروزانا"، على سبيل المثال، نسمعها في فلسطين بطريقة تختلف عما نسمعها في لبنان". ويتوقع بولص صدور الألبوم الأول للفرقة في الصيف المقبل: "التسجيل مكلف جداً. مؤسسة صابرين أبدت استعدادها لتسجيل الألبوم، لكن هناك طباعة ال سي.دي، والدعاية والإعلان".