الناصرة - "الحياة" - توج قائد أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز مغادرة موقعه، بعد أربعة ايام بتجديد دعوته الى طرد الرئيس ياسر عرفات من وطنه، وتنصيب قيادة بديلة، معتبراً بقاءه في الأراضي الفلسطينية حتى الآن، "على رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا لطرده" خطأ، مضيفاً ان معظم الوزراء "يؤيدون الطرد". واستبعد موفاز، في حديث مطول الى كل وسائل الاعلام العبرية لمناسبة انتهاء ولايته في قيادة الجيش بعد 36 عاماً، ان تتوقف الحرب الاسرائيلية على الفلسطينيين، أو المواجهات حسب توصيفه، في المستقبل القريب "لأننا نتحدث عن نزاع طويل يستدعي حله وقتاً طويلاً ايضاً". ويتباهى موفاز بأنه كان أول من رأى في السلطة الفلسطينية عدواً "حتى قبل مؤتمر كامب ديفيد" صيف عام 2000، ولا يخفي حسرته على اعتزاله قبل ان يتحقق مطلبه اقصاء عرفات من المنطقة، ويقول: "قيادة الحكومة فوتت فرصة بل فرصاً حين لم تصدر أوامرها الى الجيش، بعد أكثر من عملية انتحارية كبيرة، بطرد عرفات، وليكن واضحاً انه لن يتم أي اتفاق سلمي بوجود عرفات، ومن هنا مصلحة اسرائيل العليا في استبداله". وتابع انه "مع بقاء عرفات في السلطة فإن الوقت ليس لمصلحة اسرائيل، فالارهاب سيعود وسنضطر الى محاربته بجيشنا النظامي والاحتياطي وستنفجر الجماهير الفلسطينية، ذات يوم، ضدنا"، مضيفاً ان الولاياتالمتحدة لن تذرف الدموع على رحيل عرفات طرده. وانتقد قرار الحكومة وقف عملية "السور الواقي" في نيسان ابريل الماضي خلافاً لما اقترحه الجيش "ولكن الآن علينا الاستعداد للبقاء في الأراضي الفلسطينية طويلاًَ من دون ان يعتبر ذلك احتلالاً انما شبه احتلال"، فالجيش يحتل الضفة الغربية بكاملها "لكن الخدمات المدنية تقدمها منظمات الاغاثة الدولية والفلسطينيون"، مضيفاً أن على اسرائيل ان تتجنب العودة الى الحكم العسكري أو الادارة المدنية لتفادي تحمل عبء اقتصادي كبير. واعتبر الحرب الحالية "الأصعب والأكثر تعقيداً التي شهدتها منذ التحاقه بالجيش مستدركاً انها اعادت لجيشه هيبته وقوة ردعه"، وان الفلسطينيين يعون اليوم انهم لن يحققوا شيئاً من طريق العنف، واضاف ان استمرار بقاء الجيش في الضفة الغربية قد يشكل رافعة لتغيير القيادة الفلسطينية. وفاخر موفاز ببطش جيشه الذي ينجح في العملية الحالية في لجم الارهاب وخفض اللهب، ولذا لن يكون مناص من بقائنا في الأراضي الفلسطينية فترة طويلة، داعياً الى ضرورة الاهتمام بقضايا السكان "غير الضالعين في الارهاب". واكد ان تهديد حزب الله للحدود الشمالية لاسرائيل يزداد يوماً بعد يوم "بفعل تزوده بآلاف صواريخ الكاتيوشا واخرى بعيدة المدى التي تصله من ايران عبر الأراضي السورية"، مضيفاً ان صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى وقدرات التزود بأسلحة غير تقليدية تشكل تهديداً حقيقياً لاسرائيل. واستخف بقدرات الجيش السوري "فالفارق بين قدرات هذا الجيش وجيشنا يتسع يومياً". الى ذلك أ ف ب، أشار استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" أمس ان غالبية الاسرائيليين تؤيد طرد عرفات من الاراضي الفلسطينية، وان شعبية شارون ارتفعت بعد الخطاب الذي القاه الرئيس جورج بوش. ورداً على سؤال "هل تؤيد طرد عرفات من الاراضي؟"، اجاب 58 في المئة بالايجاب، فيما عارض 28 في المئة ذلك ولم يدل 20 في المئة بأي رأي. وعما اذا كان على اسرائيل التفاوض مع القيادة الفلسطينية الحالية او انتظار قيادة جديدة، قال 69 في المئة انهم يؤيدون الاحتمال الثاني و20 في المئة الاحتمال الاول ولم يدل 11 في المئة بأي رأي. ورأى 8 في المئة انهم ينتظرون بشغف قيادة فلسطينية جديدة، في حين قال 38 في المئة انهم يعتقدون انها أياً كان الذي سيخلف عرفات في نهاية الامر فانه سيكون اكثر مرونة في المفاوضات، بينما قال 15 في المئة فقط انهم يخشون من ان يكون خليفة عرفات اكثر تشدداً. وأعرب 17 في المئة فقط عن اعتقادهم بان على القوات الاسرائيلية لن تنسحب فوراً من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. اما خطاب بوش عن الشرق الاوسط، فحظي بتأييد نحو 56 في المئة من الاسرائيليين ومعارضة 24 في المئة، ولم يبد 20 في المئة رأياً. وكان بوش دعا في خطابه في 24 حزيران يونيو، الفلسطينيين الى تغيير قيادتهم كشرط مسبق برأيه لقيام الولاياتالمتحدة بتقديم دعمها لاقامة دولة فلسطينية في السنوات الثلاث. من جهة اخرى، أظهر الاستطلاع ان شعبية شارون ارتفعت منذ ان اعاد احتلال سبع مدن في الضفة ومنذ دعوة بوش الى اطاحة عرفات. ورأى 61 في المئة انهم راضون عن اداء شارون عموما، في مقابل 51 في المئة قبل اسبوعين. وعلى رغم التأييد القوي الذي حصل عليه شارون في القضايا السياسية، إلا أنه حصل على درجات منخفضة لاسلوب معالجته للاقتصاد الذي تضرر نتيجة للعنف ومشاكل الاقتصاد العالمي، في حين رأى 19 في المئة انهم راضون عن أدائه في القضايا الاقتصادية والاجتماعية.