سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" مستعدة لدرس هدنة مشروطة و"فتح" تنفي استعدادها لاعلان تجميد العمليات في الصحف . تحضيرات ل "خطة شاملة لوقف النار" تتضمن انسحابات تدريجية ووقف الهجمات
امتنع مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون عن التعليق على تفاصيل محادثاتهم المتعلقة باتخاذ ترتيبات أمنية تمهيدا لانسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية، لكن مصادر عدة اكدت ان الحديث يدور حول استعدادات للتحضير ل"خطة شاملة لوقف اطلاق النار". في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية أن حركة "فتح" ستعلن وقف العمليات من جانب واحد ضد الأهداف الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وداخل اسرائيل، مشيرة إلى أن "حركة المقاومة الإسلامية" حماس و"الجهاد الإسلامي" "ستنضمان إلى إعلان وقف إطلاق النار". واضافت ان "فتح" ستنشر إعلانا بذلك، الا ان مسؤولا في الحركة نفى ذلك، لكنه اعترف بأن ثمة "تقدما" في الحوار الذي يجري بين الفصائل الفلسطينية والسلطة "على أساس الثوابت الفلسطينية مع إعادة النظر في بعض وسائل المقاومة". غزة، رام الله - "الحياة"، أ ف ب - رفض الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي تأكيد ما ذكرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس من ان وزير الداخلية الفلسطيني عبدالرزاق اليحيى قدم الى اسرائيل خطة للسيطرة الامنية الفلسطينية على مناطق السلطة الفلسطينية التي اعادت اسرائيل احتلالها. وتنص هذه الخطة حسب الصحيفة على انسحاب الجيش من مناطق السلطة والعودة الى مواقعه التي كان عليها عند بدء انتفاضة الاقصى. لكن مسؤولين قالوا ان اليحيى بحث مع الاسرائيليين "في ظروف انسحابهم وشروطه"، وذلك خلال اجتماع الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني في القدس السبت الماضي. وقال مسؤول امني فلسطيني لوكالة "فرانس برس": "نحن في صدد التحضير لاستلام المواقع التي سيخليها الجيش"، مؤكدا ان الحديث يجري عن "انسحابات تدريجية في اطار خطة للتحضير لاعلان وقف اطلاق نار شامل". واضاف: "لقد اجرينا جملة من الخطوات على طريق اعادة هيكلة اجهزتنا الامنية في اطار يكفل العمل المنظم". وقالت "هآرتس" ان القوى الامنية الفلسطينية ستتولى لدى تنفيذ الانسحاب، السيطرة على مناطق الحكم الذاتي وتستأنف تعاونها مع اسرائيل لمنع تنفيذ هجمات ضد الاسرائيليين. وتتعهد اسرائيل في المقابل وضع حد لعمليات الاغتيال المحددة للناشطين الفلسطينيين وعدم مهاجمة قوات الامن الفلسطينية. واشارت الصحيفة الى ان الخطة قدمت خطيا خلال لقاء السبت مع وفد اسرائيلي برئاسة وزير الخارجية شمعون بيريز. وتقضي التحضيرات للتوصل الى وقف لاطلاق النار، بوقف العمليات الانتحارية التي تشنها الحركات الاسلامية المعارضة والسيطرة مجددا على المجموعات المسلحة التابعة لحركة "فتح" والفصائل الوطنية الاخرى. وافاد المسؤول الامني ان "حوارا انطلق اخيرا بين مندوبين عن السلطة الفلسطينية وممثلين عن حركتي حماس والجهاد في قطاع غزة تمهيدا للحصول على تعهد بوقف هذه العمليات". واكدت مصادر قريبة من الجانبين ان "السعودية تلقي بثقلها في هذه المحادثات لاقناع الحركات الاسلامية بالتوقف عن هجماتها لافساح المجال امام تحقيق وقف اطلاق نار وعدم اعطاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الحجة لمواصلة اعادة احتلال المناطق الفلسطينية". ولم تشر المصادر الى النتائج التي حققتها هذه المحادثات الا انها اكدت ان اليحيى ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث يشاركان فيها. وقال اسماعيل ابو شنب احد مسؤولي "حماس" في غزة: "التقينا اليحيى قبل نحو شهر، لكنه كان لقاء تعارف فقط" ونفى وجود "نقاش حول العمليات الانتحارية"، مؤكدا "ان الحوار الفلسطيني مستمر دائما". كذلك قال مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين ان الحركة قد تدرس وقف الهجمات اذا انسحبت اسرائيل من الضفة و"اوقفت العدوان وهدم المنازل واطلقت السجناء واوقفت عمليات الاغتيال"، من دون ان يوضح اذا كان هذا الوقف يشمل المستوطنين والجنود. ويتزامن اعلان الخطة الامنية مع توقع مشاركة ضباط امن اردنيين ومصريين في تطبيق خطة الاصلاح الامني التي كانت السلطة الفلسطينية بدأتها قبل نحو شهرين مع تعيين وزير الداخلية واقالة رؤساء اجهزة امنية. وقال المسؤول الامني ان "الحديث يجري عن مشاركة ضباط من مصر والاردن كمستشارين" في حين يتوقع وصول رئيس المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان لاجراء محادثات مع الجانب الفلسطيني. لكن المؤشرات الميدانية لا توحي بأي تغيير سوى إخلاء عدد من المباني التي احتلها الجيش الاسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة. واكد شهود لوكالة "فرانس برس" ان الجنود الاسرائيليين انسحبوا امس من خمسة مبان كبيرة كانوا سيطروا عليها لدى اعادة احتلال هذه المدينة الفلسطينية. كذلك اعلن بيريز ان اسرائيل سلمت السلطة نحو 100 مليون شيقل 20 مليون دولار من عائدات الجمارك واموال ضرائب اخرى جمدت بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة. الحوار الفلسطيني ... والهدنة من جهة اخرى، أشارت النسخة العربية من صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها على شبكة الانترنت أمس إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية "تتابع باهتمام بالغ الجهود المبذولة في الجانب الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف القتال ضد إسرائيل"، لافتة إلى أن المفوض الاوروبي خافيير سولانا يقف وراء هذه الجهود. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تكرس اهتماما بالغا للموضوع وتتعامل معه بحذر شديد"، مضيفة أن حركة "فتح" ستنشر إعلانات في الصحف العربية وفي صحيفة "نيويورك تايمز" مذيلة بتوقيع أحد رؤساء مسؤولي الحركة وستدعو الفلسطينيين إلى "تنفيذ الإصلاحات وفرض تغيير وتنظيم داخلي. وزادت أن "حماس والجهاد على استعداد لوقف القتال بصورة مطلقة بما يشمل العمليات الانتحارية والمسلحة وإطلاق صواريخ القسام". ونفى مسؤول في حركة "فتح" امس ما نشرته الصحيفة، لكنه اعترف بأن هناك "حوارا بدأ منذ فترة بين الفصائل والقوى الأساسية في الساحة الفلسطينية وهي فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحركتا حماس والجهاد لإعادة تنظيم الصفوف وترتيب الأوضاع الداخلية، ويأخذ في الاعتبار الظروف الدولية". وقال المسؤول الذي يشغل منصبا أمنيا في السلطة ل"الحياة" أمس أن "هناك تقدما في الحوار الذي يجري على أساس الثوابت الفلسطينية مع إعادة النظر في بعض وسائل المقاومة"، في إشارة إلى العمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر التي يدينها المجتمع الدولي. واضاف أن "هناك تفهما من قبل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، والى حد ما من الجهاد، و"حماس" أبدت موافقة مبدئية ثم تراجعت عنها"، لافتا إلى أن الحوار مازال مستمرا ويشهد تقدما ملموسا. وأعرب المسؤول عن ثقته في أن "يتم التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الرئيسة الخمسة"، يقضي بوقف العمليات ضد الاحتلال ومنح الجهود الديبلوماسية والسياسية المبذولة حاليا فرصة علها تؤتي ثمارها. وعن دور سولانا قال المسؤول أن "الأوروبيين اقترحوا علينا عموما أن نبادر إلى عمل شيء وألا ننتظر أن تنزل المبادرات من السماء، التي لا ينزل منها سوى مبادرات أميركية". إلى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيى سيعين اللواء فايز مطلق أحد قادة جيش التحرير الفلسطيني الذي رأسه اليحيى مديرا للشرطة الفلسطينية بدلا من اللواء غازي الجبالي الذي أقاله الرئيس ياسر عرفات الشهر الماضي وعينه مستشارا له لشؤون الشرطة . وكان الرئيس عرفات عين العميد سليم البرديني مسيرا لشؤون الشرطة في أعقاب إقالة الجبالي .