سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تعمل على جمع عرفات وشارون وتحريك مسارات التفاوض تل ابيب تحمل على لارسن وترفض بعثة برئاسة روبنسون تسخين اسرائيلي حول غزة وبوش يؤيد تحقيقاً في المجازر
تصاعد التوتر امس في قطاع غزة مما طرح تساؤلات عن احتمال العملية العسكرية الاسرائيلية الى هذه المنطقة، في الوقت الذي اقتربت قضية مخيم جنين والمجازر التي ارتكبت فيه من التدويل خصوصاً بعد اعلان البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش يؤيد اجراء تحقيق في ما جرى في المخيم. كما ان الرئيس اللبناني اميل لحود، بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية، طلب رسمياً من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تشكيل لجنة تحقيق في جرائم اسرائيل. في غضون ذلك، واصلت الدوائر الديبلوماسية المراهنة على "التقدم" غير الملموس الذي يُعتقد ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول احرزه خلال مهمته. ومن الافكار التي جرى تداولها امس ان الجانب الاميركي يعد للقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وعلى الارض واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي التلاعب بمسألة الانسحاب من المناطق التي تحتلها، فهي اعلنت صباحاً الانسحاب من قلقيلية ثم اعادت احتلالها. وكان ذلك الاعلان الثاني عن الانسحاب من هذه المدينة خلال اسبوع. كذلك حصل في طولكرم وغيرها. ومع ان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر صرح بأن الانسحاب سيتم غداً الاحد في اقصى حد، الا انه لم يعط تفاصيل، لكن المراجع الفلسطينية اكدت امس ان الانسحابات التي يتحدث عنها الاعلام الاسرائيلي هي مجرد تحريك للآليات ذهاباً واياباً ونوع من اعادة الانتشار. وفي سياق التوتر الراهن قتل اسرائيلي طعناً في سيناء، وفق ما اعلنته ناطقة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة "فرانس برس" امس. واوضح التلفزيون الخاص الاسرائيلي ان القتيل البالغ خمسين عاماً تعرض للطعن مساء الاربعاء وهو يتنزه على احد الشواطئ بالقرب من منطقة النويبع على الساحل الشرقي لسيناء، وعثر على جثته صباح الخميس. وفي واشنطن، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية ان لا مفر من عقد اجتماع بين عرفات وشارون، على رغم كل ما هو حاصل بينهما من قتال وحملات اعلامية وسياسية. وأكد المسؤول الاميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه ل"الحياة" ان اجتماع عرفات وشارون "ضروري ونعمل لعقده، ويمكن ان يحصل برعاية دولية شرط ان يكونا مستعدين لاتخاذ قرارات مصيرية وجريئة على الصعيدين الأمني والسياسي". ولفت الى ضرورة تلازم بين الأمن والسياسة ليسيرا في خطين متوازيين، في اشارة مباشرة الى فشل الحلول الامنية لوقف اطلاق النار ما لم تكن مدعومة باتفاق سياسي. ورداً على سؤال عن نتائج مهمة باول اكد انها "لم تكن فاشلة، بل ناجحة بنسبة معينة"، مرجحاً انه سيتابع مهمته في المنطقة بعد الانتهاء من تقويم نتائج جولته الاولى. ولم يستبعد المسؤول الاميركي ان يتوصل الفريق الاميركي المولج بتقويم النتائج، برئاسة الرئىس جورج بوش، الى بلورة مجموعة افكار سيحملها باول الى المنطقة وتتعلق بالمسار الاسرائىلي - الفلسطيني. ونفى وجود خلافات داخل الادارة الاميركية حيال المهمة التي يقوم بها باول، لكنه غمز من قناة جهات اميركية غير رسمية، تروّج لمعلومات خاطئة رغبة منها في شلّ قدرة الادارة على التحرك في هذا الملف. وأبدى تخوفه من ان يؤدي "التشنج في المنطقة الى انفجار الوضع، وهذا ما يبرر دعوتنا باستمرار الى ضبط النفس ومنع فتح جبهات عسكرية جديدة". جبهة الجنوباللبناني. واشار الى ضرورة تحريك المسارين اللبناني والسوري "بعد ضمان حصول شيء على الصعيد الفلسطيني - الاسرائىلي". وأكد "أهمية التوصل الى حلول امنية وسياسية لكل المشكلات العالقة شرط ان توضع في سلة واحدة لضمان سير الامور". التحقيق في المجازر ومع ان الرئيس بوش أيد اجراء تحقيق لالقاء الضوء على ما حصل في مخيم جنين إلا انه لم يفصح عن "الجهة" التي يمكن ان تجري هذا التحقيق. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر ان بوش "يريد الشفافية ويريد تبيان الحقائق ويدعم اجراء تحقيق، وهذا ما تقوم به الاممالمتحدة بمشاركة الصليب الاحمر". واعتبر موقف بوش تحولاً في الموقف الاميركي. لذا رد الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بقوله ان "لا ضرورة" لفتح تحقيق مستقل حول ما جرى في مخيم جنين. وكان المندوب الاميركي الى الاممالمتحدة جون نيغروبونتي هدد مساء الخميس، خلال مشاورات اجراها مجلس الامن، باستخدام حق الفيتو لعرقلة مشروع قرار سوري يطالب بتشكيل لجنة تحقيق في "الاحداث المأسوية" التي شهدها المخيم. وكان أول تحرك عربي رسمي على هذ الصعيد أيعاز الرئىس اللبناني لحود، أمس، بصفته رئيساً للقمة العربية، الى مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة، ليطلب رسمياً الى الأمين العام أنان تشكيل لجنة تحقيق دولية برعاية الأممالمتحدة في المجازر التي ارتكبتها اسرائىل وقوتها العسكرية في مخيم جنين، وفي الاراضي الفلسطينية التي احتلتها أخيراً. وطلب لحود من وزارة الخارجية اجراء اتصالات باللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف، لاتخاذ خطوات مماثلة. حملة اسرائيلية ضد لارسن واذا كان مسؤولون في الاممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر تمكنوا هذا الاسبوع من دخول بعض مناطق هذا المخيم، الا ان اي تحقيق رسمي لم يبدأ. واعلن المندوب الخاص للامم المتحدة تيري رود لارسن أول من امس اثر تفقده انقاض المخيم ان الدمار يشهد على "فظاعة تفوق التصور". واضاف انه "غير مقبول اطلاقاً ألا تكون الحكومة الاسرائيلية سمحت منذ 11 يوماً لفرق الانقاذ والبحث عن الناجين بدخول المخيم. الامر مقزز على الصعيد الاخلاقي". وشنت جهات اسرائيلية عدة حملة سياسية واعلامية عنيفة ضد لارسن بلغت الحملة حد اتهامه بأخذ الاموال لبناء منزل فاخر في غزة. كما تلقى مكتب الأممالمتحدة في غزة مكالمات وفاكسات تتهمه باللاسامية وغيرها. وهذا ما اضطر لارسن الى تخفيف حدة لهجته قائلاً: "انني لم اتهم احداً بمجازر. اننا لا نملك الحقائق كاملة عن جنين"، لكنه كرر "ان ما شاهدته مقزز. الدمار ضخم والروائح النتنة فائقة. ان انتقادي الاول لحكومة اسرائىل هو انها لم تستجب في شكل مناسب للوضع الانساني في جنين. وما اركز عليه الآن، في جنين او اي مكان آخر هو انقاذ حياة المدنيين والتخفيف من معاناتهم، والمدنيون في المخيم في حال يائسة من نقص في المياه والغذاء والمأوى والأدوية والعلاج، وهناك حاجة الى عملية طوارئ للانقاذ من اجل العثور على الجثث وسحبها من تحت الانقاض". وكان لافتاً امس اعلان المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة ماري روبنسون انها تتخلى عن القيام بمهمة في الشرق الاوسط بعدما رفضت اسرائيل تسهيل مهمة بعثة تترأسها. وكانت مفوضية حقوق الانسان اوصت بارسال بعثة تضم رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزالس ورئيس الوزراء الجنوب افريقي السابق سيريل رامافوسا الامين العام السابق للمؤتمر الوطني الافريقي. وعاش قطاع غزة امس مترقباً الاجتياح الإسرائيلي في اي وقت، وسقط عشرة فلسطينيين برصاص الجيش خلال الساعات ال 24 الاخيرة خلال هجمات استهدفت جنوداً اسرائيليين ومستوطنين ووقع معظمها في القطاع. وفيما نفت مصادر فلسطينية انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنين، مؤكدة ان ما حصل هو اعادة انتشار فيها، قال شهود فلسطينيون ان دبابات دخلت في ساعة مبكرة امس مدينة قلقيلية التي انسحبت منها الاسبوع الماضي،. اما في بيت لحم حيث يواصل الجيش حصاره المفروض على كنيسة المهد، فاعتقل الاسرائيليون مسؤول "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في المنطقة، كما اعتقل فتاة يتهمها بالتخطيط لتنفيذ عملية استشهادية. واشارت القيادة الفلسطينية في بيان امس الى وجود تحركات وتعزيزات عسكرية اسرائيلية في دير البلح وخان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت ان رفح "شهدت اطلاق نيران الرشاشات الثقيلة من مواقع قوات الاحتلال على الشريط الحدودي".