ارتبط اسم الفنانة فادية عبدالغني بأعمال درامية حققت نجاحاً جماهيرياً منها مسلسلات "المال والبنون" و"التوأم" و"سوق العصر" وأخيراً "عائلة الحاج متولي". وتنوعت أدوارها بين بنت البلد والسيدة الارستقراطية والراقصة، واستطاعت إقناع الجمهور بصدق أدائها وعفويتها، ودور زبيدة في "عائلة الحاج متولي" على رغم صغر مساحته ترك بصمته على العمل ككل. على رغم نجوميتك في التلفزيون إلا أن دورك في "عائلة الحاج متولي" كان قصيراً، لماذا؟ - في الحقيقة دوري لا يتجاوز المشاركة في سبع حلقات. وعندما عرضه عليّ المخرج قال لي: "الدور صغير، لكنه مهم جداً في دراما العمل. وبالفعل قرأت السيناريو وأعجبت جداً بالدور ورأيت أنه أساسي وليس ثانوياً ومؤثر على رغم اختفائه المبكر، فوافقت، خصوصاً بعد أن علمت أن البطولة لنور الشريف وهو نجم متميز وقوي وإضافة إلى ذلك الى جانبه مجموعة من النجمات مثل ماجدة زكي وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب وإنعام سالوسة وآخرين. وسيناريو مصطفى محرم قوي وغني بالدراما، فوافقت طبعاً لأنني أبحث عن عمل جيد لا تهم مساحته الزمنية، لكن تأثيره في الجماهير وفي حركة الدراما داخل العمل نفسه. هل أفهم من ذلك أنك وصلتِ إلى مرحلة التدقيق والاختيار؟ - بالطبع، وصلت إلى هذه المرحلة منذ فترة طويلة، خصوصاً مع نجاح الأعمال التلفزيونية التي شاركت فيها منذ "المال والبنون" و"التوأم" و"سوق العصر" وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً جيداً، وكان هذا معناه نجاحاً لي ولفريق العمل. ومع مرور الوقت اصبح الاختيار والتدقيق مهمين ومطلوبين جداً حتى أستطيع أن أحافظ على جمهوري. والحمد لله وفقني الله في اختياراتي، ووقفت مع الكثير من كبار النجوم الذين ساهموا، لا شك، في نجاح هذه الأعمال وكانوا دعماً حقيقياً لي وللعمل ككل. الأفضل تعاملتِ مع عدد من النجوم، مَن أفضلهم في نظرك؟ - هذا سؤال صعب، كل واحد منهم له تاريخه ولونه الدرامي القادر على العطاء فيه أكثر من غيره. محمود ياسين في "سوق العصر" مثلاً كان قوياً وقدم الشخصية المتسلطة صاحبة السلطة بسلاسة وعفوية في الأداء، نور الشريف يفجر الكوميديا من حركة أو لفتة، يوسف شعبان كذلك له طريقة. كل واحد له طريقة ونمط أدائي معين، وفي النهاية أنا مستفيدة من تنوع الأدوار وكذلك تنوع النجوم، لأنه يؤدي الى المنافسة والوصول إلى درجة أعلى من الصدق في الأداء، لأنك أمام "وحش" في التمثيل، إذا لم تقف على الأقل على قدم المساواة معه، فسوف "يأكلك" وتضيع، وهذا بالتأكيد يجعلك تجتهد لتخرج أحسن ما عندك، وفي النهاية هذا كان في مصلحتي ومصلحة العمل الفني الذي نقدمه، لأنه طالما كان هناك تنافس في الأداء والكل يحاول الوصول إلى مستوى أفضل سيستمتع المشاهد، كما حدث مثلاً بين محمود مرسي ويحيى الفخراني في "الثعلب لما فات" وغيرها من الأعمال الدرامية. بالتأكيد الكل مستفيد، ابتداء من النجم حتى المشاهد. لكن أهمية الدور تدفعك إلى القبول بدور صغير أو غير تقليدي؟ - بالتأكيد، خصوصاً إذا كان مرسوماً جيداً ومكتوباً بصورة جميلة. مثلاً دور زبيدة في "عائلة الحاج متولي" دور صغير، لكنه غني درامياً، يجعلك تبدع وتقدم كل ما عندك. أرملة جميلة، تحب أحد العمال لديها، تساعده وتحقق له أحلامه وأحلامها ثم تموت. وهي نهاية غير متوقعة للمشاهد، لأنها امرأة أحبها متولي وعاهدها على عدم الزواج بأخرى، فكان لا بد من أن تموت لتفسح الطريق أمام بقية دراما المسلسل وأيضاً تركت الابن، الذي هو الامتداد لها ولشخصيتها، لذلك هي شخصية محورية ومؤثرة جداً في نسيج العمل ككل على رغم اختفائها، ولقد اجتهدت في رسم ملامح المرأة العاشقة التي تريد أن تتزوج مرة أخرى لتحقق سعادتها الشخصية وأحلامها، وكنت حريصة على عدم الاكثار من الماكياج، لأننا أمام شخصية من الطبقات الشعبية في مصر. أغنياء نعم، لكن "بنت بلد" كما يقولون في كلامها وتصرفاتها، لذلك وُفقت وكان الدور ناجحاً وتقبله الجمهور، وهذا مهم لي كفنانة أقدم عملاً جماهيرياً. نجمة تلفزيونية نجوميتك في التلفزيون هل أثرت في وجودك السينمائي؟ - بصراحة، السينما لم تحاول أن تقترب مني، فأنا في الأساس نجمة تلفزيونية واستطعت أن أحقق فيه وجوداً قوياً ونجومية، لكن السينما كانت بعيدة مني منذ فترة طويلة، فعندما بدأت العمل الفني كانت السينما تمر بأزمة طاحنة، وبعد ذلك عندما تألقت تلفزيونياً كانت مواضيع السينما اتجهت إلى الكوميديا والضحك والإضحاك، بعيداً من أي مواضيع جادة. لذلك كان البعاد، وأنا لست حزينة على ذلك، فالتلفزيون استطاع أن يعوضني ما فقدته في السينما، ثم ان التلفزيون اصبح الآن وسيلة أكثر جماهيرية من الماضي، فعندما نقدم مسلسلاً تلفزيونياً الآن فهذا معناه أن هناك أكثر من 60 مليون مشاهد سيشاهدوننا سواء في مصر أم في الوطن العربي، وهي نسبة مشاهدة أعلى من نسبة مشاهدة أي فيلم سينمائي مهما كان جماهيرياً أو ناجحاً.