مها المصري فنانة متفردة بين رفيقاتها، في الموهبة والشكل والحضور والصوت واداء الادوار. باتقان كبير وتواؤم مع الواقع والظروف الصعبة. وهي تؤكد ان الفضائيات تمد اذرعها لتلقي اي عمل درامي سوري ما يوجب على الفنان ان يعيد النظر في اعماله، مخافة لومة لائم. ومها المصري ذات التجربة الفنية الغنية ترفض ان تقلد شقيقتها الفنانة سلمى المصري، وقد صرحت في اكثر من حديث انها "تعتز باختها" و "لا تغار منها"، فمن يحقق "الشهرة الافضل يكون مفخرة للعائلة ككل". التقينا الفنانة مها المصري، وكان هذا الحوار: إنها ظاهرة لافتة ان يظهر اكثر من فنان في العائلة وينال نصيبه من الشهرة مثل محمود جبر وزوجته وبنتيه مرح وليلى، واخويه ناجي وهيثم، وكذلك مها المصري وشقيقتها سلمى المصري. كيف تفسرين هذه الظاهرة؟ - قلت دائماً انني اعتز باختي سلمى ولا أقلدها، ولكل فنان ما يتسم به واسلوب خاص يخاطب به جمهوره، واختي سلمى فنانة موهوبة واثبتت جدارة كبيرة في الدراما. وارى ان وجود اكثر من فنان في العائلة الواحدة يزيد من الوقوف باقدام ثابتة وقوية، لأن الاصل العائلة، ومنها تبدأ بذور الموهبة. وهناك امثلة كثيرة كما ذكرت وكلها اثبتت جدارة سواء كانت عائلة محمود جبر او عائلة سليم صبري او صباح جزائري واختها سامية، او ميادة الحناوي واختها فاتن. كل هذه الامثلة برزت من خلال عائلة واحدة وانتشرت في شكل ملحوظ، ولكل من افرادها دوره في الوسط الفني. اكره التقليد بدأت في مسلسل "فوزية" ثم اديت دوراً في مسلسل "الضحية"، وعلى رغم انه لم يكن رئيسياً تركت بصمة فيه ثم قفزت الى مسلسلات اخرى منها درامي ومنها كوميدي. كيف تفسرين التباين بين هذه الادوار؟ وماذا اعطتك؟ - اهم ما في شخصيتي انني اكره التقليد في ادواري، وارفض اي دور يكون له طابع اديته في مسلسل آخر. فدور فوزية كان البداية ومع ذلك فإن دوري في "فوزية" كان مناسباً كفنانة مبتدئة اما دوري في مسلسل الضحية فحقق تلك النزعة الرومانسية في نفسي، رومانسية ورقة واجهتا واقعية الزوج القاسي الذي ليس له هاجس إلا التلاعب بالناس. في "مرايا" المسلسل الكوميدي الذي ذاع صيته في السنوات الاخيرة وكنت شخصية لامعة فيه، كيف استطعت ان تحققي هذه القفزة؟ - لمسلسل "مرايا" الفضل الكبير في انتشاري كفنانة لانه حقق لي نجاحات متتالية في كل سنة في الفضائيات، وما يعجبني فيه روح المثابرة المزخرفة باللطف والسخرية، واجادته علينا كل عام بمرايا جديدة للواقع والمجتمع مما قرأ وسمع وشاهد الفنان ياسر العظمة، وربما من قصص وحكايات لماضٍ ولى. والحقيقة ان الكوميديا من اصعب الفنون، فإما ان يكون الفنان متألقاً فيها وإما الا يكون. واي حركة إن لم تعط حقها تسقط. الفنان الكوميدي موهوب بالفطرة ويأتي المجتمع ويشذب شخصيته. ومسلسل "مرايا" من الاعمال التي حققت قفزة نوعية في الاداء والظهور وطريقة الاعداد المتقنة. معطيات ما هي المعطيات التي ساعدت في انتشار مسلسل "مرايا" من الثمانينات الى الآن؟ - المعطيات كثيرة، اهمها تنوع المصادر والمواضيع التي يطرحها فلا يمل المشاهد. وللفنان ياسر العظمة الموهبة التي تجعله غير ممل. ثم ان النقد اللاذع والساخر للحياة الاجتماعية يجعل المسلسل يقوم على حبكة قوية في تقديم الموضوع وطرحه، وهو لا يقلد اي مسلسل آخر. وحتى الممثلين الذين يختارهم المخرج ببراعة هم من اسباب نجاح المسلسل، ولا ننسى التعاون مع "الكاست" فهو من المعطيات القوية، والجرأة التي يطرح بها المواضيع الكوميدية الساخرة. وكلها مجتمعة في مسلسل "مرايا". والهدف الاول هو كوميديا الموقف لا الحركة. لكن هذا المسلسل يكرر نفسه كل سنة؟ - اطلاقاً، لا يوجد تكرار. ففي كل حلقة افكار جديدة ومقالب جديدة، والكل يرتاح الى هذه الافكار ويأخذ في الاعتبار المجهود الذي تبذله اسرة المسلسل لانجاحه لانه يأتي في سنة جديدة مطوّراً عن السنة السابقة، وهذا ما يحرص عليه الفنان ياسر العظمة مع المخرج وحتى مع الممثلين. قيل ان الكوميديا العربية في انحسار، هل توافقين على هذا الرأي؟ - لست مع هذا الرأي الآن ولكن في الماضي، على شاشة التلفزيون وفي السينما وفي المسرح، كانت الاعمال الكوميدية طاغية والدراما قليلة وعندما دخلت على هذا الخط اعمال درامية ذات ابعاد اخرى غير الكوميديا صار هناك احساس بان الكوميديا انحسرت. والحقيقة انها لم تنحسر انما اخذت الدراما العادية دورها الطبيعي. هل استطاع المخرج عدنان ابراهيم تفجير طاقاتك الفنية، كونه زوجك، ولقربه منك؟ - عملت في اعمال كثيرة ولكن "مرايا 95 -96" التي اخرجها زوجي عدنان ابراهيم كانت برهاناً لجدارته في الاخراج. وانا اعتبره فناناً موهوباً واعتقد انه بسبب قربه مني استطاع ان يستشف ما اريد ان اقوله وافعله. حتى في اداء الحركات التي استطيع ان اؤديها جيداً، إضافة الى التفاهم بيني وبينه على امور كثيرة. هل انت راضية عن ابنتك الفنانة ديما؟ وهل لك ان تقوّمي عملها في مسلسل "الفصول الاربعة" حيث وقفت امامك في اكثر من مشهد؟ - منذ صغرها وهي تحلم ان تكون فنانة مثلي او مخرجة مثل ابيها. وعندما اتفقنا ان تسير في هذا المجال عرضنا امامها كل ما يمكن ان تلاقيه من متاعب، لكنها اختارت ذلك بنفسها، واحترم والدها رغبتها. ففي مسلسل "الفصول الاربعة" دار بيننا حوار طويل عن الطريقة التي يجب ان تؤدي بها هذا العمل وانا متفائلة ايضاً بمستقبلها.