بعد اعلان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني دعم بلاده لمبادرة الامير عبدالله بن عبدالعزيز للسلام في الشرق الاوسط، التي وافقت عليها غالبية الدول العربية والمجموعة الاوروبية ومجلس الامن الدولي، لم يبق امام قمة بيروت العربية الاسبوع المقبل سوى تبنيها لتصبح مبادرة عربية شاملة للسلام تتيح للولايات المتحدة اقناع اسرائيل بها او على الاقل الدخول في مفاوضات مع دول الجوار العربي للاتفاق على تنفيذ بنودها الداعية اولاً الى تحقيق انسحاب كامل من الاراضي العربية المحتلة وفي مقدمها القدسالشرقية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وتتوقع مصادر ديبلوماسية في الرياضوجدة ان يقوم ولي العهد السعودي بزيارة لواشنطن، بعد انتهاء القمة العربية، ليطرح رسمياً مبادرته. وقد أعلنت الرياض ان الامير عبدالله قبل دعوة قدمها تشيني اول من امس لزيارة الولاياتالمتحدة. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الامير عبدالله قبل الدعوة على ان يحدد موعدها في وقت لاحق. وينوي ولي العهد السعودي ايضاً القيام بجولة على بعض العواصم الدولية التي لم تحدد حتى امس. وعكس اعلان الرياض قبول الدعوة الاميركية للامير عبدالله ارتياحاً سعودياً لنتائج محادثات تشيني "التي اوضحت الكثير من المسائل التي كان يكتنفها كثير من سوء الفهم" - على حد تعبير مسؤول سعودي ل "الحياة". ولم يتمثل النجاح في إعلان تشيني دعم المبادرة السعودية فحسب، بل ايضاً في "اقناع" نائب الرئيس الاميركي بأن يطرح امام ادارته "أن ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة توجيه ضربة عسكرية للعراق، وان الجهود والضغوط الدولية على العراق قادرة على اجباره على تنفيذ قرارات الاممالمتحدة وأولها عودة المفتشين الدوليين". ولاحظ المراقبون ان السعودية لم تشر الى موضوع العراق في حديثها عن محادثات تشيني، أما الاخير فصرح بأن ما اثير عن ضرب العراق "هو تكهنات معظمها غير صحيح" نافياً ان يكون الهدف من جولته تنظيم حملة عسكرية ضد العراق. الامير سعود الفيصل الى القاهرة الى ذلك تتواصل مشاورات واتصالات عربية محورها السعودية لتهيئة اجواء ملائمة لعقد قمة عربية ناجحة في بيروت يتم خلالها طرح كل المشاكل والقضايا العربية، بعيداً عن الخلافات والمهاترات. وعلمت الحياة ان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي سيزور القاهرة غداً للقاء الرئيس حسني مبارك واطلاعه على نتائج المحادثات مع نائب الرئيس الاميركي. ويصل اليوم الى جدة رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب قادماً من القاهرة يرافقه وزير الخارجية مروان المعشر ويتوقع ان يعرض رئيس الوزراء على القادة السعوديين وجهة نظر الاردن في ردود الفعل على المبادرة.