عرض الرئيس محمد خاتمي فتح حوار مع واشنطن، فرد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي محذراً المسؤولين الايرانيين من الانجراف وراء "الأوهام". في الوقت ذاته كشف نائب رئيس مجلس الشورى الايراني الاصلاحي محسن آرمين وجود "اتصالات بين طهرانوواشنطن"، على رغم التأزم في العلاقات بين الجانبين وذلك "من أجل السيطرة على الأزمات والتعرّف الى خطط الطرف الأميركي من دون وسيط". وأعلن ان هذه الاتصالات "كانت قائمة في السنوات الماضية" لكنها ليست مفاوضات، مشيراً الى أن "الاصلاحيين لا يدعون في الوقت الحالي الى مفاوضات مع الولاياتالمتحدة لأن واشنطن ستظهر في موقع القوي، ولن تظهر ايران في موقع مماثل". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان لقاءً عقد في فيينا قبل بضعة أشهر بين ديبلوماسيين ايرانيين وأميركيين قبل بدء الحملة العسكرية الأميركية في أفغانستان، فيما أشارت مصادر في طهران الى لقاءات مماثلة في نيقوسيا وأنقرة. وتزامنت تصريحات آرمين مع دعوة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطي جوزف بيدن الى قيام نواب ايرانيين بزيارة واشنطن، وقال أمام المجلس الأميركي - الايراني: "إنني مستعد لاستقبال أعضاء في مجلس الشورى الايراني عندما يرغبون واذا رأى البرلمانيون الايرانيون ان عقد هذا اللقاء غير ملائم في الولاياتالمتحدة أنا مستعد للقائهم في أي مكان". ودعا الاصلاحيون الايرانيون اخيراً الى حوارات مع المؤسسات غير الحكومية الاميركية واعضاء الكونغرس، ومع المفكرين الأميركيين، لكنهم شددوا على عدم توافر الشروط للحوار مع الادارة بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس جورج بوش ضد ايران ووصفه اياها بأنها احد أطراف "محور الشر". لكن الصحافي الإصلاحي حميد رضا جلائي يور حض على تنظيم لقاء بين وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ونظيره الأميركي كولن باول "لحلّ المشاكل الناجمة عن التهديدات التي أطلقها الرئيس الاميركي ضد ايران". وشكلت محادثات خاتمي في فيينا كما في أثينا أمس مناسبة لتدخل أوروبي للحد من التوتر في العلاقات الايرانية - الأميركية. وشدد الرئيس الايراني خلال محادثاته في اليونان على ان "الحرب هي الوجه الآخر للارهاب وتمّ تأجيج العنف ودق طبول الحرب بذريعة مكافحة الارهاب". ورداً على التهديدات الأميركية لبلاده، اعتبر ان "المزاعم الأميركية طرحت من دون أي دليل". الى ذلك أ ف ب أكد خاتمي استعداد بلاده لحوار مع واشنطن، على رغم ادراج ايران ضمن "محور الشر". وقال في حديث الى صحيفة "كرونان زيتونغ" النمسوية نشر أمس: "انا واثق من أنه في حال خطا الأميركيون خطوة وأظهروا حسن نيتهم تجاهنا، فإن الشعب الايراني العظيم مستعد لاجراء محادثات مثمرة وعلى قدم المساواة". وزاد ان "نعت الطرف الآخر بشتى النعوت السيئة واطلاق الاتهامات وشتمه، لا يمكن أن يمثل انطلاقة جيدة للحوار". وشدد على ان "مفتاح الحوار الآن اصبح في يد الأميركيين". ونبه الى أن عرضه الحوار جدي.