أعلنت السلطات الجزائرية أمس مقتل أمير "الجماعة الاسلامية المسلحة" عنتر الزوابري الملقب "أبو طلحة" وعنصرين من قيادة "الجماعة"، في هجوم مباغت نفذته قوات مشتركة للأمن أول من أمس، طاول منزلاً قرب الملعب البلدي لبلدة بوفاريك في ولاية البليدة 30 كيلومتراً جنوب العاصمة التي زرع الرعب في أحيائها على مدى عشر سنين راجع ص6. وجاء مقتل الزوابري بعد نحو شهرين من عمليات التحري والرصد التي نفذتها فرق متخصصة في مكافحة الارهاب، تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية. وتعتبر هذه ابرز عملية لقوات الأمن منذ القضاء على "الأمير" السابق ل"الجماعة" شريف قوسمي عام 1994. وقال قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء فضيل الشريف في مؤتمر صحافي عقده امس: "كنا نعلم منذ الخميس الماضي انه الزوابري لجأ الى منزل قرب ملعب مدينة بوفاريك". وتابع: "بدأت العملية نحو الساعة الثالثة بعد الظهر وانتهت بعد ساعتين بالقضاء على الارهابيين الثلاثة الذين كان في حوزتهم مسدسان وثلاث قنابل". وشدد على ان "مكافحة الارهاب ستتواصل حتى القضاء على آخر مجرم". وكانت صحف محلية نشرت مرات معلومات عن مقتل "أمير الجماعة المسلحة"، لكن قائد الناحية العسكرية الذي كان مكلفاً مكافحة الارهاب اكد "ان كل الدلائل خصوصاً البصمات يؤكد هوية المجرم". الى ذلك، شدد بيان مصالح الأمن على التأكد من هوية الزوابري في شكل "حاسم"، وعرضت جثته وجثتا رفيقيه امام الصحافيين. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة" ان الزوابري كان عاد الى وسط بوفاريك، بلدته الأصلية، نهاية العام الماضي بعد سنوات من الإقامة في الجبل، وارتدى ملابس حديثة وشذب شعره للتمويه، لكن معلومات تسربت الى مصالح الأمن التي تمكنت من تحديد مظهره الجديد. وعلم انها كانت أجلت عملية الهجوم مرات كي تتمكن من ضرب رؤوس التنظيم المسلح دفعة واحدة. وكان الزوابري نصّب نفسه "أميراً" على "الجماعة" خلال جلسة "أهل الحل والعقد" في 18 حزيران يونيو 1996، وذلك في غياب عدد كبير من قادة التنظيم المسلح الذين لم يستطيعوا الالتحاق بمرتفعات المدية في تلك الفترة، بسبب عمليات تمشيط واسعة نفذتها قيادة الجيش في المنطقة. وعبر اللواء شريف فضيل عن ارتياحه، الى نتائج الهجوم، وتوقع ان يساهم القضاء على الزوابري في تخفيف ضغط الجماعات المسلحة على سكان منطقة متيجة والولايات القريبة التي شهدت منذ 1996 عشرات المجازر، قتل فيها اكثر من ثلاثة آلاف شخص.