أثار تعاقد الاتحاد مع النجم البرازيلي بيبيتو بفضل جهود المشرف على الفريق الكروي منصور البلوي تساؤلات عدة حول مقدار فائدته في دعم مسيرة الفريق، علمًا أن اللاعبين العالميين المخضرمين كانوا غابوا عن الملاعب السعودية في المرحلة الثانية من اعتماد نظام الاحتراف والتي لم ترقَ إلى مستوى التطلعات بخلاف المرحلة الاولى في مطلع الثمانينات التي رسخت مفهوم التأثير الكبير للاعب الاجنبي في رفع مستوى المنافسة بين الاندية، والذي تعزز خصوصًا باستقدام الهلال البرازيلي ريفيلينو. وإذ يتساءل الجميع عن أهداف إقدام الاندية على التعاقد أو مفاوضة اللاعبين الكبار الذين قاربوا الاعتزال أو اعتزلوا فعليًا، استعرضت "الحياة" آراء رياضيين كثيرين ومدربين وإعلاميين في حيثياته. علق مدرب فريق نادي الشباب بندر الجعيثن على التعاقد مع اللاعبين العالميين المخضرمين بقوله: "يجب أن يخضع استقدام اللاعب الاجنبي الكبير لمعايير فنية عدة منها عدم انقطاعه عن المباريات البارزة، وتحديد سقف مبلغ التعاقد معه لئلا يتجاوز نظيره لدى اللاعبين الاجانب ذوي الاعمار المتوسطة". وأضاف الجعيثن: "بالطبع يمكن أن يشكل بيبيتو صفقة رابحة للاتحاد علي الصعيدين الفني والمادي، إلا أن انقطاعه عن التدريبات منذ أشهر عدة يحتم عدم جهوزيته الفنية والتي لن يستطيع استعادتها بسرعة بسبب تقدمه في السن، في حين أن البطولة على الابواب. وهنا لم يستغرب أحد تصنيف مراقبين كثيرين الصفقة بالفاشلة سلفًا". وطالب الجعيثن بان يشمل إجراء إنفاق الاندية المبالغ الطائلة اللاعبين الاجانب أصحاب الأعمار الصغيرة والذين يمثلون مواهب واعدة أكيدة من أجل ضمان مواكبة الفرق المنافسات القوية فترة زمنية طويلة. الشمراني وتطرق الإعلامي أحمد الشمراني إلى هذه القضية: "أرى أن التجربة الحالية للاعب الأجنبي المخضرم في الملاعب السعودية غير مفيدة. ومن البديهي طرح السؤال عن مقدار تأثير بيبيتو الايجابي وسواه على نهضة الكرة السعودية عمومًا، علمًا أنني اعتبر التجربة خطوة إلى الوراء لا تعالج معضلة أننا لم نبدأ بعد من حيث انتهى الآخرون". وأضاف الشمراني: "إن التعاقد مع بيبيتو يدعو إلى الضحك، وإنني أقلل من الاهمية الاعلامية للتعاقد معه في تسليط الاضواء في شكل أكبر على الاتحاد، وكذلك المالية بعدما دفع مبلغ 1،1 مليون دولار للاعب تجاوز سن ال40، في حين أرى أن مجال الافادة الحقيقي من هؤلاء اللاعبين يتحدد في إشرافهم على المدارس الكروية للبراعم والناشئين". الزهراني وبالانتقال إلى نجم الاتحاد خميس الزهراني، فقد أبدى ارتياحه لقدوم بيبيتو، واعتبر فوائد الصفقة كبيرة وتتجاوز قيمة المبلغ الذي دفعه أعضاء شرف النادي. وشدد الزهراني على أهمية توجه الاندية السعودية إلى جلب اللاعبين الاجانب الكبار من أجل زيادة الوهج الاعلامي للبطولة المحلية، وقال: "أسهم تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994 في تعريف العالم بالمستوى الجيد للكرة المحلية، إلا أن تواضع نتائج "الاخضر" في استحقاقي المونديالين الاخيرين غيّر هذه الصورة. من هنا جاءت أهمية الاستعانة بخدمات لاعبين أجانب مميزين من ذوي الشهرة الكبيرة السابقة في البطولات الاوروبية من أجل إعادة رسم صورة البطولة المحلية البارزة، كما أن هذا الوجود يدعم عودة الجمهور بإعداد كبيرة إلى الملاعب ما ينتج عنه زيادة إيرادات الاندية التي تعاني من شح مادي بسبب نظام الاحتراف". البكر أما محمد البكر المعلق الرياضي المعروف ومدير تحرير القسم الرياضي في جريدة اليوم، فأشار إلى ثلاث فوائد من جراء تعاقد الاندية السعودية مع لاعبين عالميين أولها رفع المستوى الفني بالاعتماد على خبرات هؤلاء النجوم، وثانيها إكساب الأندية السعودية الشهرة العالمية التي تؤمنها متابعة الوكالات الاعلامية الدولية للنجوم الذين يملكون قاعدة تشجيع عالمية واسعة، وثالثها جلب الجمهور إلى الملاعب. ولعل بطولة أسبانيا تعكس المثال الاكبر على أهمية احتضان أنديتها النجوم البارزين في استقطاب الاهتمام الاعلامي الكبير بخلاف الاعوام السابقة حيث اهتم المتابعون بمنافسات بطولة إيطاليا وإنكلترا. وأيد البكر صحة مقولة أن بيبيتو سيجلب جمهورًا كبيرًا للاتحاد أو الاندية التي تواجهه. يذكر ان جماهير الاتحاد تلقت خبر تعاقد ناديها مع بيبيتو بفرحة عارمة، وتوجه نحو ثلاثة آلاف مشجع الى مطار الملك عبدالعزيز في جده لاستقباله لدى وصوله من اوروبا. وتسبب الازدحام الشديد في حينها في بقاء اللاعب داخل صالة المطار نحو 45 دقيقة الى حين انفضت "الزحمة" من امام المطار، في وقت تهافت رجال الاعلام المحلي والاجنبي على مقابلته والظفر بأول كلمات ينطق بها في المملكة... وهو أكد فيها انه سيكون دعامة قوية لفريقه الجديد، وان كبر سنه لا يقلل من حضوره القوي على المستطيل الاخضر وانه لا يزال يحتفظ بلياقته البدنية في احسن وضع ولا ينقصه سوى الانخراط في التدريب مع عناصر الاتحاد ليتأقلم معهم.