} بدأت القوات الأفغانية المتحالفة مع الأميركيين عملية واسعة لتطهير منطقة جلال آباد من فلول "القاعدة"، وأطلقت مئات من أسرى "طالبان"، فيما عاد موفدون للحكومة الأفغانية بعدما أجروا محادثات مع أعيان القبائل لاقناعهم بتسليم زعيم الحركة ملا محمد عمر سلمًا. وتجدد الجدل حول الغارات الأميركية في أفغانستان، بعدما طالبت لجنة في مجلس العموم البرلمان البريطاني بالتحقيق في ملابسات استهداف مدنيين. إسلام آباد، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، أ ب - بدأ مئات من عناصر القوات الافغانية المتحالفة مع الاميركيين عملية برية واسعة لمطاردة مقاتلي "القاعدة" الفارين في ولاية ننغرهار عاصمتها جلال آباد. وأعلنت وكالة الانباء الافغانية الإسلامية، التي تتخذ من باكستان مقراً لها، أن حوالى 800 رجل من قبائل شرق أفغانستان يشاركون في "عملية التطهير" في منطقة شبرهار جنوب غربي جلال آباد، حيث تعتقد القبائل أن رجال "القاعدة" الفارين من تورا بورا يختبئون. كما تبحث القبائل عن الذين أطلقوا في 27 كانون الأول الماضي، خمس قذائف على الحدود الجنوبية لمدينة جلال آباد. وسقطت القذائف في منطقة تعرف باسم فارم هادا عند مداخل المدينة، في محيط مصنع لزيت الزيتون يسيطر عليه رجال حضرت علي المسؤول الأمني في ننغرهار وإحدى الشخصيات الرئيسية في السلطة الأفغانية الجديدة. وألحقت قذيفة أضراراً فادحة بأحد خزانات توزيع المياه. أسرى "طالبان" في غضون ذلك، أطلقت السلطات الافغانية 320 من أسرى "طالبان" الذين اعتقلهم "تحالف الشمال" قبل سقوط نظام الحركة. وأفادت مصادر وزارة الأمن أن الخطوة تهدف إلى ترسيخ المصالحة الوطنية. ووصل الأسرى الذين قضى بعضهم خمس سنوات في سجون التحالف، إلى كابول أمس، ومنها استقلوا باصات إلى قراهم. وأفيد أن بعضهم اعتقل لدى تقدم التحالف الى أبواب العاصمة الأفغانية في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وسلم هؤلاء الى أعيان قبائل حضروا الى كابول لمبايعة حكومة حميد كارزاي، مطالبين باطلاق الأسرى. الملا عمر إلى ذلك، أعلنت السلطات الافغانية أمس، أن مبعوثيها الذين أرسلوا للتفاوض على استسلام الملا عمر، عادوا الى ديارهم في قندهار ويأملون بأن تؤدي المحادثات الى اعتقاله من دون إراقة دماء. وكان زعماء القبائل في قندهار أرسلوا فريقًا من المبعوثين للمطالبة بتسليم الملا عمر الذي فر من المدينة الشهر الماضي. وقال ناطق باسم رئيس الاستخبارات في قندهار الحاج جلالي: "ما زلنا ننتظر معرفة مطالبهم". وأوضح نصرت الله الناطق باسم جلالي: "قلنا لهم إننا نود تسوية القضية من دون إراقة دماء والأمر يعود إليهم". وتردد أن حوالى ألف مقاتل لجأوا مع الملا عمر إلى الجبال المحيطة ببغران في ولاية هلمند شمال غربي قندهار. وتراهن السلطات الجديدة في قندهار على شيوخ القبائل في هلمند الذين ربما يكونون مستعدين لتسليم زعيم "طالبان"، خصوصاً أن الولاياتالمتحدة أعلنت مكافأة لمن يقبض عليه. وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم يتوقعون أن تسلم السلطات الأفغانية الملا عمر اذا سلّم نتيجة المفاوضات. ولم يحتجز بعد عدد من كبار زعماء "طالبان" على رغم ورود أنباء عن مقتل رئيس استخبارات الحركة قاري أحمد الله، شكك فيها مسؤولون في قندهار. وقد يكون زعماء القبائل في بغران راغبين في الحيلولة دون استهداف منطقتهم بالقصف الأميركي الذي بدأ يثير قلق المسؤولين في كابول، بعدما ألحق أضراراً بالغة بمناطق سكنية وأصاب مدنيين، خصوصاً في قلعة نيازي حيث قتل أكثر من مئة مدني في غارة نهاية الاسبوع الماضي. مطالبة بريطانية في لندن، اعتبر دونالد أندرسون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم، أن "الفشل الذريع للولايات المتحدة في مجال الاستخبارات" هو الذي أدى الى مقتل المدنيين في قلعة نيازي. وشدد على ضرورة فتح تحقيق في الحادث، فيما أفاد ريتشارد مايرون وهو مراسل ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي، زار الموقع ان القصف الاميركي دمر مخزني ذخيرة لكن بقية أهدافه كانت منازل. وأضاف ان بقع الدماء اختلطت بأحذية الأطفال والكتب المدرسية المتناثرة والأشلاء البشرية، مشيراً إلى أن سكان المنطقة يقدرون عدد القتلى بحوالى 120. وقال أندرسون لاذاعة "بي بي سي": "يبدو الأمر ظاهرياً، كأنه فشل استخباراتي، بالتالي يجب التحقق من المعلومات واجراء تحقيق". وأضاف: "تتباهى الولاياتالمتحدة بنفسها، عن حق أحيانًا، وتدافع عن قواتها، لكنني أعتقد أن على حلفائها المطالبة بمراقبة شديدة من أجل حماية المدنيين، وآمل بأن يطلب الحلفاء بمن فيهم بريطانيا، فتح تحقيق في هذا النوع من الحوادث لاستخلاص العبر". واعتبر الكولونيل ريك توماس، الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية، في حديث إلى الاذاعة ذاتها، أن كلاماً سابقاً عن حوادث طاولت مدنيين كان عبارة عن "أكاذيب لفّقها رجال طالبان والقاعدة". وأضاف: "علمت أخيراً بسقوط ضحايا بين المدنيين، وكنا واثقين أن القصف في كانون الاول استهدف مواقع قادة طالبان والقاعدة، ويظل مستحيلاً علينا الجزم بعدم سقوط أي مدني" ضحية له.