بيروت - "الحياة" - تستكمل القوات السورية، خلال ساعات، إخلاء مواقعها في بيروت وضاحيتها الجنوبية، ضمن خطة إعادة الانتشار التي بدأتها ليل الخميس الماضي. وقال مسؤول لبناني ل "الحياة" انه يتوقع ان يشهد الاسبوع الجاري خطوة جديدة لتوسيع رقعة الحوار الداخلي الذي شدد عليه الرئيس اميل لحود بقوله "ان ابواب بعبدا مفتوحة امام الجميع وأن لا فيتو على أحد في هذا الشأن". وفي غياب معلومات رسمية عن الخطوة، باستثناء بيان قيادة الجيش اللبناني عنها، الجمعة الماضي، قال مسؤول أمني لبناني رفيع المستوى ل"الحياة" إن إعادة الانتشار في العاصمة والضاحية ستنتهي في الساعات المقبلة وتشمل كل المواقع العسكرية السورية، بما فيها أكبر تجمع عسكري قبالة النادي العسكري المركزي اللبناني الواقع في منطقة المنارة الذي أخلي عصر امس وكذلك محيط الجامعة الاميركية في بيروت ومركزها الطبي، إضافة إلى مواقع في الرملة البيضاء وبئر حسن والمنطقة الممتدة من فندق "ماريوت" إلى المدينة الرياضية. وحلّت وحدات من الجيش اللبناني في المراكز والمواقع والأبنية التي انسحبت منها الوحدات السورية في بيروت والضاحية، محذرة من دخولها، على أن تعيدها قريباً إلى أصحابها، لقطع الطريق على من يحاول استغلال هذه الأماكن لابتزاز من يملكها من خلال مطالبته بدفع المال في مقابل الخروج منها. وبين الأماكن التي أخليت منزل المسؤول في حزب البعث الحاكم في العراق النائب اللبناني السابق الدكتور عبدالمجيد الرافعي ورئيس حركة "المرابطون" الناصرية ابراهيم قليلات. وبقي الغموض يحيط بحجم خطوة إعادة الانتشار، والأماكن الجديدة التي ستشغلها القوات المنسحبة من بيروت وجبل لبنان، وبالظروف التي أملتها وبما سيعقبها، في غياب أي أرقام أو معلومات عنها. لكن البطريرك الماروني نصرالله صفير عزاها إلى "الابتهالات التي رفعها اللبنانيون" لمناسبة تقديس الراهبة رفقا "ما حمل المسؤولين على اتخاذ الخطوات المتعلقة بانسحاب الجيش السوري ولو جزئياً من بعض المواقع"، آملاً بأن "يتابع المسؤولون في لبنان وسورية العمل في هذا الاتجاه للوصول الى ما يضمن مصلحة البلدين في قيام علاقات ودية تحافظ على ما لكل منهما من كرامة لا تتوافر من دون ان ينعم كل منهما باستقلال ناجز وسيادة كاملة وقرار حر". ورأى عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس إده "ان خطوة كهذه تستدعي مؤتمراً صحافياً للدولة اللبنانية لتفسير أسباب الانسحاب والخطوات المقبلة". ووسط ذلك، قال مسؤول لبناني ل"الحياة" ان اعادة الانتشار "لم تتم تحت ضغط مطالبة بعض القوى السياسية بها، وإنما جاءت في سياق القراءة السورية المتكاملة لملف العلاقات بين البلدين من خلال تقويمها الواقعي لخلفية المواقف المحلية". ولفت إلى "أنها تتجاوز تحقيق مصالحة امنية مع بعض القوى السياسية، الى تنفيس الاحتقان السياسي في اطار إشاعة مناخ يعزز انطلاق الحوار بين اللبنانيين ومن خلال الدولة". وأكد "ان التقويم السوري شمل اسباب الخلل في العلاقات الداخلية والدور الاساس للرئيس لحود في معالجته".