برز نجم منتخب انكلترا وليفربول الصاعد اميل هيسكي في العامين السابقين قوة ضاربة في خط هجوم منتخب بلاده، وساهم بشكل واضح في تألق فريقه هذا الموسم باحرازه 19 هدفاً تقدم بها على زميليه الأكثر شهرة مايكل اوين وروبي فاولر. عندما عاد اميل هيسكي 23 عاماً ليلعب ضد فريقه السابق ليستر سيتي السبت الماضي ضمن الدوري المحلي لاحظ جمهوره القديم الذي احتضنه منذ بدايته عام 1996، الزيادة في جعبته من الموهبة و"الحرفنة" التي نقصته في أيامه السابقة على رغم ان تسجيل الأهداف أبرز ما تفجر من جديد في موهبته... الا ان قوته الجسدية الهائلة وسرعته الفائقة ومراوغته الماهرة هي التي حثت ليفربول على دفع أكبر مبلغ في تاريخه 11 مليون جنيه لضم المهاجم الواعد في منتصف الموسم الماضي، وهي التي جعلت جمهور ليستر يطلق عليه لقب "برونو" لتشبيهه ببطل بريطانيا السابق في الملاكمة للوزن الثقيل فرانك برونو. ولم ينكر مدرب ليفربول، الفرنسي جيرار هوييه الدور الفاعل الذي لعبه هيسكي في تحسين حظوظ الفريق هذا الموسم الذي تجلى في الفوز بكأس المحترفين اللقب الأول منذ 1992 وبلوغ الدور ربع النهائي في الكأس المحلية وكأس الاتحاد الأوروبي فضلاً عن الفرصة الكبيرة للتأهل لدوري ابطال أوروبا الموسم المقبل بالمنافسة على المركزين الثاني والثالث في الدوري المحلي، لكن هوييه وعلى رغم التقدير الكبير الذي يكنه لهيسكي وللجهد الذي يبذله داخل الملعب وخارجه أوضح ان الأخير "لم يقدم كل ما عنده بعد"، وانه "قدم فقط 60 في المئة من موهبته وقدراته"، وأضاف: "لكنه نوّع من أدائه وانا اعتبره المهاجم الكامل مثلما أوضح بالهدف الذي سجله في مرمى اسبانيا قبل أكثر من أسبوع... وأعطى مثالاً في السيطرة على الكرة والتحكم بها واستخدام قوته كالعادة". وأكد هوييه مجدداً ان هيسكي لم يقدم أفضل ما لديه بعد، وقال: "في بعض الأحيان أشعر انه لا يمزج بين استخدام قوته وموهبته والاستفادة من سرعته بالطريقة السليمة، علماً ان في جعبته الكثير من الموهبة والقدرة وإذا استمر سلوكه الجيد وحبه للعبة فلا شك لدي انه سيكون من أفضل المهاجمين في العالم". وعن تفجر موهبة التسجيل التي افتقدها مع ليستر، قال هوييه: "اميل يسجل الأهداف لأن هناك من حوله من يصنع له الفرص وهذا ما نقصه مع ليستر... وحتى عندما لا يسجل يقوم في معظم الأحيان بدور الصانع... ولا عجب اننا احرزنا 87 هدفاً في 43 مباراة هذا الموسم وهو رقم كبير مقارنة مع المواسم السابقة". وأكمل: "والسبب الآخر في موهبة التسجيل عند اميل هو انه يثق بقدرته أكثر من السابق إذ باتت تسديداته اقوى وادق ومن الافضل في الكرة الانكليزية، كما انه أصبح يستخدم رأسه أكثر في الكرات العالية علماً اننا نعمل حالياً على تحسين تمريراته للكرات العرضية". واعترف هوييه بشعوره عندما قرر شراء هيسكي، وقال: "ابتسم في بعض الأحيان خصوصاً عندما يتألق اميل أو يسجل هدفاً لأنني أتذكر ما قاله كثيرون قبل ان اضمه انه سيفشل، خصوصاً في ظل ما نملك في الفريق من مواهب خاصة في خط الهجوم اوين وفاولر". واكمل: "الآن الجميع يريد ان يعمل منه نجماً وأنا أريد ان اعمل منه لاعباً يخدم فريقه أكثر مما يخدم نفسه... فمثلاً الهولندي ماركو فان باستن لم يكن أفضل مهاجم في العالم فقط بل كان أفضل لاعب خدم ولعب لفريقه فعندما لعب مع ميلان دافع بشراسة أكثر من الأسطورة فرانكو باريزي وصنع الأهداف مثل مواطنه رود خوليت وهذا ما احاول ان أصنع مع اميل هيسكي".