بعد مضي 9 سنوات، وتحديداً 8 مواسم كاملة، لا تزال خزائن ليفربول الانكليزي خالية من أي بطولة تضاف الى ال35 التي حققها النادي في 109 سنوات من تاريخه حصل على غالبيتها في السبعينات والثمانينات. وبعد مضي نصف الموسم الكروي الجاري لا يزال ليفربول "يقاتل" على أربع جبهات، ما يجعل هذا الموسم الأنجح بالنسبة اليه تحت قيادة الفرنسي جيرار هوييه ومنذ فوزه بكأس انكلترا عام 1992 على سندرلاند 2-صفر... وهو امر يبعث الأمل باستعادة أمجاد الماضي وكسر احتكار مانشستر يونايتد المحلي. وعلى رغم ان الجبهة الأولى، وهي الدوري المحلي، ضمنها مانشستر يونايتد لتقدمه بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه ارسنال، الا ان فرص ليفربول لا تزال قائمة لاحراز اللقب حسابياً، والأهم ان مركزه الحالي الرابع يسمح له على الأقل بالمنافسة على المركزين الثاني والثالث المؤهلين لدوري أبطال أوروبا، وهذا ما افتقده النادي العريق في السنوات السابقة. عموماً شهد اداء ليفربول هذا الموسم تقلباً واضحاً، فتارة يحقق مفاجأة كبيرة بفوزه على البطل مانشستر في "اولد ترافورد" للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، ومن بعدها يخسر على أرضه أمام الصاعد الجديد ايبسويتش صفر-1، ويعود ويكتسح استون فيلا على أرض الأخير 3-صفر، بعد ان يتعرض لخسارة مذلة أمام كريستال بالاس، درجة أولى، 1-2 في ذهاب الدور النصف النهائي من كأس المحترفين، التي تعد الجبهة الثانية لليفربول وأفضلها لتحقيق انتصار طال انتظاره خصوصاً بعد وصوله الى المباراة النهائىة. وتأتي الجبهة الثالثة في كأس انكلترا، قبل ان يستعيد انفاسه استعداداً للجبهة الرابعة عندما يواجه روما متصدر الدوري الايطالي في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في آذار مارس المقبل. ويصف هوييه اداء فريقه حتى الآن ب"المتقلب"، فأحياناً يكون "أكثر من رائع" وأحياناً أخرى "ضعيف الى درجة العار". ولا يجد المدرب الفرنسي تفسيراً لهذا التقلب على رغم استقدام لاعبين بقيمة قاربت 100 مليون جنيه منذ 1992، لكن الأداء المخيب الذي ظهر به نجما هجوم الفريق مايكل اوين 21 عاماً وروبي فاولر 24 عاماً خصوصاً في الآونة الأخيرة كان له التأثير الواضح. فإلى جانب الاصابات المستمرة التي تلاحقهما فإن "اوين 1998" الذي أبهرنا خلال المونديال الفرنسي فقد الكثير من موهبته، وبات المرمى هدفاً صعباً لقدميه، كما هو الحال لقدمي فاولر الذي تردد النادي كثيراً في الموافقة على العروض المغرية لشرائه وكان آخرها من تشلسي وأستون فيلا اذ عرض كل منهما 12 مليون جنيه، علماً انه وافق على عرض الأخير، غير ان فاولر رفضه وفضل البقاء لاثبات نفسه مع الفريق الذي ترعرع فيه. وضم ليفربول المهاجم الفنلندي ياري ليتمانن من برشلونة الاسباني ليشارك خط الهجوم مع الدولي المتألق اميل هيسكي الذي سجل 15 هدفاً في كل المسابقات الى الآن. ويملك هوييه أسلحة هجومية أخرى بوجود لاعبي الوسط الهجوميين نك بارمبي والتشيخي فلاديمير سميتشر، اذ قدم الفريق أفضل عروضه بوجودهما خلف مهاجم واحد ومن خلفهما ثلاثة لاعبي وسط بقيادة المتألق جيرارد. وتكمن مشكلة ليفربول في عدم التنويع في عطاء اللاعبين. فجميع لاعبي الوسط يتقاربون من الناحية الفنية والتكتيكية، ومع ذلك أضاف هوييه الكرواتي دافور بريسكان في مقابل 6 ملايين جنيه الشهر الماضي، ولا يميزه عن الموجودين أي جديد... فيما يفتقر الفريق بوضوح الى لاعبين ذوي قدرات في اللعب على الجناحين لارباك الفرق الأخرى بسرعتهم ولتهيئة الفرص للمهاجمين من بعد. واداء الفريق الحالي في تحسن مستمر، وان لم يكن على وتيرة فرق بيل شانكلي وكيني دالغليش في السبعينات والثمانينات.