اُختتم في كلية الآداب في جامعة القاهرة اخيراً المؤتمر الدولي الخامس للحضارة الأندلسية، والذي ينظمه قسم اللغة الأسبانية وآدابها مرة كل ثلاث سنوات بهدف التعرف على الرؤى الجديدة للحضارة العربية في اسبانيا. شارك في المؤتمر 50 باحثاً ومستعرباً من مصر والمغرب واسبانيا والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل. ومن الأبحاث التي ناقشها المؤتمر بحث تحت عنوان "علم الفلك في الأندلس وانتشاره في أوروبا" للمستعرب ألفريد بايستين سيرانو من جامعة سرقسطة في اسبانيا والذي قدم مراجعة عامة لقائمة المصادر المتوافرة بشأن إسهام الأندلسيين في شتى فروع العلوم الدقيقة والطبيعية وخصوصاً علماء الفلك وتأثرهم بالمؤلفات الهندية والفارسية واليونانية، في هذا المجال. وناقش المؤتمر بحثاً عنوانه "الأندلس في مذكرات الرحالة المغاربة الى اسبانيا في القرن الثامن عشر" للباحث المغربي عبدالغفار بن إدريس من جامعة عبد المالك السعدي. واشتمل هذا البحث على قراءة لمتن رحلتي كل من محمد المهدي الغزالي "الاجتهاد في المهادنة والجهاد" ومحمد بن عثمان المكنسي "الأكسير في فلك الأسير"، ألقت الضوء على المجتمع الأندلسي خلال المرحلة الزمنية المشار إليها. وعرض الدكتور محمد حماد من جامعة القاهرة في بحثه "تعريب الأندلس" لانتشار اللغة العربية بين الاسبان والعوامل التي ساهمت في تثبيت تلك اللغة وتذويب الفروق اللغوية الحادة بين عربية الأندلس وعربية الأمصار الاسلامية الاخرى. وتناول حامد أبو أحمد، الأستاذ في جامعة الازهر في دراسة عنوانها "حضارة العرب في الأندلس وأثرها في اسبانيا المعاصرة" أثر الحضارة العربية الإسلامية في المستوى المعماري: المسجد الجامع في طليطلة ومدينة الزهراء وبرج الذهب. وفي المستوى المعرفي: الطب والزراعة والفلك والعلوم والآداب والفنون، وأبرز نماذجها الموشحات والأزجال الأندلسية. وقدمت ماريا جومث اي بايتنو من جامعة اوروبا في دراستها المعنونة "التغير في صورة المرأة: من القرن الحادي عشر المرأة الاندلسية الى القرن الواحد والعشرين المرأة المسلمة المهاجرة الى اسبانيا" بعض الافكار عن وضع المرأة المسلمة في اسبانيا، ورأت ان هذا الوضع لا يعبر فقط عن هوية المرأة، ولكن يعبر ايضاً عن الدور الذي أُسند إليها باعتبارها ناقلة للعادات والتقاليد. وفي دراسته عن "التحف المعدنية الإسلامية في بلاد الاندلس" يشير الباحث عبدالعزيز صالح سالم من جامعة القاهرة الى أن المعلومات الواردة عن التحف المعدنية في بلاد الأندلس قليلة على رغم تفوق المسلمين في تلك الصناعة، ويرجع ذلك الى تناثر التحف المعدنية الأندلسية في المتاحف العالمية وندرة الكتابة عن أمور الصناعة والصناع في العصور الإسلامية عموماً، على اعتبار أنها أسرار صناعية تنقل شفاهياً من جيل إلى آخر. وشاركت الباحثة المغربية فاطمة الرباعي من جامعة سيدي محمد بدراسة عنوانها "موازنات بين الشعر العباسي والشعر الأندلسي" تناولت فيها الموروث الشعري القديم في الأندلس من خلال نماذج تحاكي ما كان سائداً في العصر العباسي.