} بدأ رئيس الحكومة المغربية السيد عبدالرحمن اليوسفي محادثاته أمس في ايران بتأكيد الطابع "السياسي" لزيارته، وهي الأولى لمسؤول مغربي بهذا المستوى منذ الثورة الاسلامية. وشدد على أن لبلاده وايران "مواقف مشتركة" من دعم الانتفاضة الفلسطينية. شهدت العلاقة الايرانية - المغربية تطوراً نوعياً عبّرت عنه زيارة رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي لطهران. إذ انها الزيارة الأولى على هذا المستوى لمسؤول مغربي منذ الثورة الاسلامية العام 1979، وتأتي بعد قطيعة استمرت أحد عشر عاماً وبدأت في أوائل الثمانينات عندما استضاف المغرب شاه ايران المخلوع رضا بهلوي. واضافة الى أبعادها السياسية المهمة، يتوقع ان تتمخض الزيارة عن "نتائج عملية" في اطار تطوير التعاون بين البلدين على غير صعيد. اذ سيوقع الوفد المغربي في ختام الزيارة التي تستغرق خمسة أيام، مذكرات تفاهم عدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي. راجع ص 11 ونُقل عن اليوسفي تأكيده خلال جولة المحادثات الأولى مع النائب الأول للرئيس الايراني حسن حبيبي ان لايران والمغرب مواقف مشتركة من القضية الفلسطينية وضرورة "دعم الانتفاضة". ويرأس المغرب لجنة القدس، فيما تعطي ايران أهمية فائقة في سياستها الاستراتيجية لقضية القدس وفلسطين، وتدعو الدول الاسلامية الى اتخاذ مواقف أكثر حزماً ضد اسرائيل. وقال اليوسفي أ ف ب أمام الصحافيين بعد لقائه حبيبي ان "تطوير العلاقات على كل المستويات يشكل الهدف الرئيسي" لزيارته. وتابع ان "طهران والرباط هما عضوان في لجنة القدس وسيعملان على تسوية مشاكل الاخوة الفلسطينيين" من دون اعطاء توضيحات اخرى. اما حبيبي فانتقد، من جهته، المستوى الحالي للعلاقات مؤكداً ان البلدين يرغبان في تطويرها على كل المستويات. وعقد اليوسفي وحبيبي محادثاتهما في سعد آباد، القصر الامبراطوري السابق في شمال طهران. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 200 مليون دولار سنوياً ويستند في شكل اساسي على النفط الايراني والفوسفات المغربي. ويرافق اليوسفي وفد يضم خصوصاً وزير الاقتصاد والمال فتح الله ولعلو ووزير العمل عباس الفاسي. وسيزور مشهد شمال شرق واصفهان وسط. ولا ينفصل تطور العلاقة بين طهران والرباط عن التطور الواضح في علاقات ايران مع الدول العربية الافريقية خصوصاً تونس والجزائر. إذ شهد العام الماضي عودة للعلاقات الديبلوماسية بين ايران والجزائر بعد قطيعة استمرت قرابة ست سنوات. كذلك فإن العلاقة الايرانية - المصرية تشهد مزيداً من التطور إذ أصبح البلدان قاب قوسين من إعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بينهما. وتأتي زيارة اليوسفي كثمرة اضافية لسياسة الانفتاح الايرانية نحو الدول العربية وبقية دول العالم ووسط الاستمرار في سياسة ازالة التوتر التي تتبعها حكومة الرئيس محمد خاتمي. وسيلتقي اليوسفي كبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم الرئيس خاتمي ورئيس البرلمان مهدي كروبي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.