الاستعدادات العسكرية ما زالت جارية على قدم وساق في مختلف جبهات القتال الاثيوبية مع اريتريا على الرغم من ان اتفاق الجزائر الذي وقّعته اديس ابابا واسمرا في 18 حزيران يونيو الماضي لحل نزاعهما الحدودي الذي اندلع في ايار مايو 1998 بالطرق السلمية. لا تبعد المناطق التي زارتها "الحياة" في مختلف الجبهات، كثيراً عن الحدود بين اثيوبيا واريتريا وفي بعض المناطق لا تزيد المسافة عن كيلومترين. وتنتشر القوات الاثيوبية بكثافة ملفتة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين، ما يدل على استعداد اثيوبي كامل لمقاومة اي هجوم مباغت، وهو عكس الانطباع السائد في العاصمة اديس ابابا عن حال استرخاء وهدوء. عمليات التدريب التي تقوم بها القوات الاثيوبية ليل نهار ملفتة ايضاً، داخل المعسكرات وخارجها. وخشية من احتمال فشل الاتفاق، على رغم بدء وصول قوات الاممالمتحدة الى عاصمتي البلدين تمهيداً لبدء مهماتها في مراقبة وقف النار استعداداً لترسيم الحدود. لم يحصل اي اشتباك بين القوات الاثيوبية والاريترية منذ توقيع الاتفاق الذي رعته منظمة الوحدة الافريقية التي ترأس الجزائر دورتها الحالية. علامات الغضب كانت بادية على وجوه الضباط الاثيوبيين الذين تحدثت اليهم "الحياة" عن الخسائر المادية والبشرية الفادحة التي تكبّدها الطرفان في الحرب التي استمرت نحو عامين. الألغام الأرضية تُهدّد حياة الآلاف في المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الاريترية واستعادتها اثيوبيا اخيراً، خصوصاً في مدينة زال امبسا التي ما زالت خالية من سكانها بسبب كثرة الالغام فيها. وينتظر السكان وصول ال4200 جندي التابعين لقوات حفظ السلام الدولية للتمركز في عمق الاراضي الاريترية على امتداد 25 كلم من الحدود، للتأكد من ان قذائف الحرب، في حال تجددت، لن تطالهم.