كامب زايست - أ ب، رويترز - دخلت محاكمة المتهمين في قضية لوكربي، التي تجري في كامب زايست وسط هولندا، مرحلة جديدة. إذ ركزت جلسة أول من أمس على جزء صغير بحجم ظفر الإصبع لبقايا جهاز يأمل المحققون بأن يُثبتوا من خلاله علاقة الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة بتفجير طائرة "بان أميركان" فوق إسكتلندا سنة 1988، في حين تناولت جلسة أمس مكونات قنبلة عُثر عليها في إفريقيا وتشبه القنبلة التي إستُخدمت في تفجير لوكربي. وكانت المحكمة إستمعت حتى الآن الى تفاصيل عن كيفية حصول إنفجار الطائرة في الجو، وعلى تحليل لطريقة جمع حطامها وترقيمها. وبدأت المحاكمة في الثالث من أيار مايو الماضي، ودفع في بدايتها الليبيان ببراءتهما من تهمة تفجير الطائرة الذي أوقع 270 قتيلاً. وقال محامو الدفاع عن الرجلين اللذين يزعم الإدعاء أنهما عضوان في الإستخبارات الليبية، ان جماعتين فلسطينيتين مسؤولتان عن تفجير طائرة "بان أميركان". وعرض المدعي الإسكتلندي ألان تيرنبول، الأربعاء، على المحكمة صوراً مكبّرة لبقايا جهاز توقيت عرضه 11 ملليمتر. وأبلغ الشرطي كيث هاروور من غلاسغو المحكمة انه إنتقل الى شركات تصنيع عدة في الأشهر الأربعة التي تلت العثور على هذا الجزء من جهاز التوقيت في كانون الثاني يناير 1990، بهدف تحديد مصدره. وفحص خبراء في الإلكترونيات هذا الجزء من جهاز التوقيت، لكن لم يكن ممكناً تحديد مصدره مع حلول شهر نيسان أبريل، عندما سلّم هاروور ملف التحقيق الى مفتشين إسكتلنديين آخرين. وأبلغ جورج ويدون، من شركة "نيو إنغلاند لامينيتس" البريطانية، ان فحص بقية جهاز التوقيت أظهرت ان التقنية المستخدمة فيه لم تكن بالغة التطور. ولم يوضح المدعون للمحكمة هل هذا الجهاز هو نفسه الذي إستطاع المحققون تحديد مصدره في 1991 على أنه من شركة "ميبو" السويسرية. ويقول الإدعاء ان صاحب هذه الشركة أقر بأنه باع جهاز التوقيت لليبيين. لكنه يقول اليوم انه تراجع عن إفادته بعدما عاين بقية جهاز التوقيت، مشيراً الى ان إفادته الأولى بناها على أساس صور للجهاز عُرضت عليه. الإستخبارات الأميركية وشهد في جلسة أمس العميلان في وكالة الإستخبارات الأميركية سي. آي. إيه، كينيث شتاينر ووارين كليمينس، وشرحا مرّ صوتهما عبر آلة تُغيّر نبرات الصوت كيف انهما فحصا حقيبة صودرت في مطار داكار السنغال في شباط فراير 1986 وكانت تحتوي مادتي سيمتكس و"تي. أن. تي" وأجهزة تفجير ومسدساً وكاتم صوت وجهاز توقيت الكترونياً. وكانت السنغال قالت في ذلك الحين ان رجلين إعتُقلا مع الحقيبة المصادرة يُشتبه في أنهما عميلان ليبيان. كذلك شرح الضابطان في وكالة إستخبارات أميركية أخرى، ريتشارد شيرو وإدوارد أوين، كيف فحصا كمية من الأسلحة المصادرة في لومي توغو ومن ضمنها جهاز توقيت الكترونيان. وقالا ان هذه الأجهزة التي لم يُحددا مصدرها، كانت بحجم علبة كبريت. وعُرضت على المحكمة صور للأجهزة المصادرة في توغو وداكار وبينها أجهزة توقيت "أم. أس. تي 13" التي تصنعها شركة "ميبو" السويسرية والتي عرض الإدعاء جزءاً منها يقول انه إستُخدم في لوكربي. وأبلغ الضابط الكبير في الشرطة الإسكتلندية ويليام ويليامسون المحكمة ان الشرطة إستطاعت تحديد مصدر جهاز التوقيت وهي شركة "ميبو". وعرض الضابط صوراً مختلفة لأجهزة "ميبو" والجهاز المستخدم في لوكربي فتبيّن انها مماثلة.