وضع رئىس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية سليم الحص امس السفراء العرب المعتمدين في لبنان في صورة الاعتداءات الاسرائىلية الاخيرة، ومدى الاضرار الجسيمة التي تسببت بها. وطلب منهم نقل هذه الصورة العدوانية الى حكوماتهم للقيام بحملة اتصالات ديبلوماسية تردع اسرائيل وتمنعها من تجديد اعتداءاتها على لبنان ومنشآته المدنية. كذلك وضع الرئيس الحص السفراء العرب في اجواء محادثات موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن في بيروت والثوابت التي طرحها لبنان خلالها، خصوصاً ما يتعلق بالانسحاب الذي اعلنت اسرائيل انها ستنفذه قبل 7 تموز يوليو المقبل، من الجنوب والبقاع الغربي. وتطرق في شرحه المسهب للعدوان الاسرئيلي الاخير الى الاتصالات التي اجراها لبنان مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، وما اسفرت عنه من اعلان اسرائيل وقف اعتداءاتها على المنشآت المدنية. وأبدى الحص امام السفراء الحذر الشديد من نيات اسرائيل وأكد "ان لبنان لا يأمن نياتها فهي تعلن شيئاً وتقوم بشيء آخر". وشكر عبر السفراء الحكومات العربية "لما تقدمه من دعم معنوي ومادي الى لبنان والدليل الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية امس في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين". بعد الاجتماع، تحدث باسم السفراء عميد السلك الديبلوماسي العربي السفير القطري محمد علي النعيمي فقال "نستنكر الاعتداءات الاسرائيلية التي تزامنت مع المساعي التي تبذلها الاممالمتحدة، وقد سبقها تصعيد استمر اثناء وجود لارسن في بيروت ومع ذلك فإن لبنان بقيادته الرسمية وشعبه الصامد ومقاومته الشجاعة اعتاد المواجهة والصمود غير آبه بالآلة العسكرية، وهو قادر على التحدي". وعن الدعم العربي للبنان، قال "نحن متفهمون الموقف اللبناني، وندعمه في كل المجالات من اجل انسحاب اسرائيل مطلع هذا الصيف". وتابع "سننقل الى حكوماتنا ما طلبه الرئيس الحص منا، للوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، الا ان الاعتداءات الاسرائيلية لن تحجب اهمية المساعي التي يبذلها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان مع لبنان وباقي الاطراف المعنيين لتطبيق القرارين الدوليين الرقمين 425 و426، ونحن نؤيد التعاون الذي اعلنه لبنان لتسهيل مهمة الاممالمتحدة في انتشار قواتها بعد الانسحاب الاسرائيلي المرتقب، وفي الوقت نفسه لا بد من ان نثمن ما ورد في بيان تدمر الذي دعم بقوة دور الاممالمتحدة المنتظر في الجنوب، واعطاه دفعاً حقيقياً ليرى النور، فيما اسرائيل حاولت الالتفاف عليه بالتصعيد العدواني على لبنان. ونؤيد كذلك في البيان حق سورية في استعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران يونيو 1967". وسئل هل تدعم قطرلبنان مادياً بتصليح اضرار العدوان الاخير؟ "ان قطر لم تتوان يوماً عن دعم لبنان وسنبلغكم القرار عندما تنوي تقديم مثل هذه المساعدة". واستقبل الرئيس الحص سفير فرنسا في لبنان فيليب لوكورتييه الذي كرر على الاثر موقف بلاده ودعوتها جميع الاطواف الى وقف فوري لكل العمليات والامتناع عن اي عمليات جديدة قد تعرض حياة المدنيين للخطر". وجدد "التزامنا تفاهم نيسان ودعوة كل الاطراف الى عقد اجتماع للجنة المراقبة المنبثقة منه في اقرب وقت ممكن، ومعاودة التزام سياسة ضبط النفس حيال المدنيين". وأكد السعي الى اعادة افرقاء اللجنة الخمسة الى طاولة الاجتماعات "بشرط ان يحترم كل منهم قواعد هذه الاجتماعات". واذ امل بأن ينجح ذلك، قال "انه قد يكون مؤشراً مهماً جداً عوضاً عن الاتجاه نحو التصعيد الذي شهدناه، لعل يكون في ذلك حل لتهدئة الاجواء، وهذا ما نسعى اليه، وقد اردناه منذ نشأة اللجنة الى ان علق عملها في شباط فبراير الماضي عندما رفضت اسرائيل عقد اجتماع". الى ذلك كشف نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر ان الأضرار التي خلفتها الغارات الاسرائيلية على محطتي الكهرباء تقدّر بأكثر من 40 مليون دولار. وأوضح بعد اجتماع ترأسه للجنة الوزارية - الإدارية المكلفة إعادة تصليح الأعطال، ان اعادة بناء منشآت محطة البداوي التي دمرت كلياً وتأهيلها ستكلف 36 مليون دولار تقريباً، ومحطة بصاليم بين خمسة ملايين دولار وستة. وأعلن أن التيار الكهربائي سيؤمن خلال الساعات ال 48 المقبلة، بعدما استعان لبنان بشبكة الكهرباء السورية".