} بدأت الحكومة اللبنانية التحضير لمرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي، مركزة على انماء الجنوب وازالة آثار الاحتلال. وقع رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري وعدد من النواب أمس وثيقة نيابية تعتبر يوم 24 أيار مايو عيداً، كل سنة، للمقاومة والتحرير، على أن يستكمل توقيعها لاحقاً. وناقش معهم امكان تحويل معتقل الخيام، متحفاً وطنياً تقديراً لمعاني المعاناة التي عاشها ابناؤنا داخله". وهنأ رئيس الحكومة سليم الحص اللبنانيين بالانسحاب وبهزيمة اسرائيل النكراء، مؤكداً ان فرحتنا لا يمكن ان تنسينا مزارع شبعا التي لا تزال محتلة، أو تنسينا الأخوة اللبنانيين الذين لا يزالون يعانون في سجون اسرائيل، أو حقوقنا الأخرى التي سنواصل النضال لاسترجاعها من اسرائيل المغتصبة". ووعد أهل الجنوب والبقاع الغربي "بعمل كل ما في وسعنا لتأمين ما يحتاجون اليه في المجالات الحياتية كلها، وازالة آثار معاناتهم مع الاحتلال". وتلقى الحص اتصال تهنئة من الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد، والتقى سفير ايران محمد علي سبحاني الذي أمل بأن تكتمل فرحة النصر بخروج القوات الاسرائيلية من مزارع شبعا. وتسلم منه رسالة من وزير الخارجية الايرانية كمال خرازي اعتبر فيها خروج القوات المحتلة "تجربة قيمة ومفيدة جداً، ونموذجاً لكل الشعوب لرفع الاحتلال". وترأس الحص اجتماعاً وزارياً وخدماتياً وانمائياً موسعاً قال على أثره الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد أن الدعوة وجهت الى الوزارات المعنية والمؤسسات المختصة للعمل الفوري على تأمين الماء والكهرباء والطرق والمستشفيات والوضع المعيشي للمناطق التي تحررت، وطالبت قيادة الجيش بأن تتولى مديرية التوجيه فيها القيام بحملة توعية للتحذير من خطر الألغام المزروعة والقذائف غير المتفجرة تلافياً لوقوع ضحايا. وعرض المجتمعون مع مسؤولين في البرنامج الانمائي للأمم المتحدة خطة انمائية لدعم الجنوب، تلحظ تأمين فرص للعمل ومشاريع طرق وأخرى زراعية. ووجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان "امر اليوم" الى العسكريين، ودعاهم فيه الى "حماية الانتصار الوطني مما يخفيه العدو الاسرائيلي من دسائس ومخططات : وقال لهم "ان أمن الوطن مقدس، وهو امانة في اعناقكم ولن نسمح بالمساس به، لأن في ذلك تقويضاً لانتصارنا". وأضاف "أن الانصهار الوطني الذي نعيشه في المؤسسة العسكرية حال صحيحة يجب ان تنسحب على محيط كل منكم، وقدرات الجيش جميعاً يجب ان تكون جاهزة لمد يد العون الى المواطنين للإغاثة والإنماء والإعمار توخياً للإسراع بعودة الجنوب الى احضان الوطن". وترأس رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين اجتماعاً للهيئتين الشرعية والتنفيذية، وتلا بياناً حيا فيه الامام موسى الصدر والمقاومين والصامدين والشهداء والجيش وسورية وإيران لمساهمتهم في التحرير، وكل من اسهم في انجاز اتفاق الطائف. واعتبر ان "العبرة من هذا النصر ان العرب والمسلمين اثبتوا من خلال لبنان ان من الممكن ببساطة تحقيق الانتصار على اسرائيل ودحرها من دون الدخول في فخ المعادلات الدولية وأسر القرارات الدولية". وأمل باستعادة مزارع شبعا وتحرير الجولان وتعويض لبنان ما خسره، مؤكداً استمرار الوقوف مع سورية. وطالب بعودة المناطق المحرة الى عهدة الدولة "المرجعية الشرعية الوحيدة المطاعة"، وبتشكيل لجنة اغاثة. ولاحظ السيد محمد حسين فضل الله ان "العدو قدم أولوياته الأمنية على خططه السياسية"، معتبراً أن "النصر التاريخي للشعب اللبناني تجربة حية قابلة للتطبيق في أماكن أخرى".