يمكن ارتفاع بعض الهورمونات في دماء النساء المعمرات اللواتي يأخذن المعالجة الهورمونية التعويضية، من التنبؤ بعدم جدوى هذا العلاج الذي يعطى بغرض تزويد جسم المرأة بالهورمونات الطبيعية، الاستروجين والبروجسترون، في محاولة لمنع الآثار الضارة الناجمة عن نقصانها في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. هذا بالإضافة الى أن العديد من العوامل مثل التدخين ونقصان الوزن تعاكس تأثيرات هذه الهورمونات العلاجية خصوصاً على العظام. وجاء ذلك من مقارنة 74 امرأة يأخذن علاجاً بهذه الهورمونات التعويضية بعد توقف الطمث عندهن مباشرة، مع مجموعة أخرى بلغ تعدادها 104 نساء لا يأخذن هذا العلاج. وصنفت استجابة العظام الخفيفة لهذا العلاج، اعتماداً على فحصوات شعاعية نوعية لقياس الكثافة فيها، بأنها التغيرات المشاهدة في كثافة عظام النساء اللواتي يأخذن العلاج الهورموني خلال سنوات الدراسة الخمس بشكل يماثل أو أقل من التغيرات المشاهدة عند نساء المجموعة اللواتي لم يأخذن أي علاج. ولم تكن نتائج العلاج كلها في المستوى المطلوب لجهة تخفيف الأعراض ومنع الارتشافات العظمية، إذ لم يحدث عند 11 في المئة من نساء المجموعة الأولى أي تحسن في بنية عظام العمود الفقري وكذلك هو الأمر في عنق عظم الفخذ عند نسبة 26 في المئة من النساء اللواتي أخذن العلاج الهورموني. وتمكن الباحثون، اعتماداً على المعلومات المتوافرة من كل امرأة على حدة، من رد سبب هذه الاستجابة السلبية الى التدخين ونقصان الوزن اللذين يمنعان تأثيرات الهورمونات النسائية المعطاة. ومن المعروف أن انقطاع الطمث يحدث طبيعياً بين سن 50 و52 من العمر. وهو يتطور نتيجة لنقصان إنتاج هورمون الاستروجين من الجريبات الموجودة في المبيض، الذي يكون غير كاف لإحداث النمو والتطور في بطانة الرحم، وهذا، بالإضافة الى التأثيرات العديدة على مختلف أجهزة الجسم مثل، الضمور في الأجهزة البولية التناسلية وحدوث المفرزات التناسلية وضمور الثديين وترقق العظام وتغيرات في المزاج وتراجع للوظائف العقلية وزيادة احتمال الإصابات القلبية الوعائية.