} انقسمت دول منظمة "اوبك" الى جبهتين متنافستين تؤيد الاولى، وتضم مجموعة الدول الخليجية وفنزويلا مع دول منتجة غير منضوية في المنظمة المكسيك والنرويج وروسيا، زيادة الانتاج تدريجاً في حين تؤيد الثانية، وتضم ايران وليبيا والجزائر، الاستمرار في خفوضات الانتاج على الاقل حتى الربع الاخير من السنة. وأدى بيان مشترك اصدرته ايران والجزائر وليبيا في لندن امس الى "قلق في بورصة لندن" ما دفع بالاسعار الى تحقيق مستويات قياسية لم تعرفها منذ 10 سنوات عندما تجاوز سعر برميل "برنت" 29.5 دولار. ارتفعت أسعار خام برنت الى مستوى قياسي جديد في العقود التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن امس الاثنين وسط موجة شراء بعد بيان يشدد على عدم الحاجة الى زيادة الانتاج. واعطى بيان اصدره "صقور اوبك" المتشددون ايران وليبيا والجزائر قوة دفع صعودية للاسعار بعد بدايتها القوية. واعربت الدول الثلاث عن اعتقادها ان بامكان "اوبك" ابقاء الخفوضات الحالية بعد آذار مارس بسبب الانخفاض الموسمي في الطلب. واضاف البيان: "انه ليس هناك ما يدعو للقلق من مستويات الاسعار لان العالم سيكون على وشك الدخول في موسم تراجع الطلب في الربع الثاني". وأشارت الدول الثلاث الى انها ستعقد لقاء قبل الاجتماع الوزاري في فيينا. وجاء البيان متعارضاً مع آراء منتجين آخرين مثل السعودية وفنزويلا والمكسيك اذ اتفقت الدول الثلاث في اجتماع لندن الخميس الماضي على ان هناك حاجة لزيادة الانتاج. وقال سماسرة ان الاسعار سجلت ارتفاعاً حاداً في بداية تعاملات الاثنين بعد انباء عن تعطل صادرات نيجيريا مع بدء عمال النفط الذين يراقبون عمليات التصدير لإضراب غير محدد المدة، واخرى افادت بتعطل في بعض صادرات بحر الشمال بسبب سوء الاحوال الجوية. وارتفع خام "برنت" في عقود نيسان ابريل الى 29.56 دولار للبرميل قبل ان يتراجع لاحقا الى 29.48 دولار بارتفاع 49 سنتاً. تأييد إماراتي من جهة ثانية، أكدت مصادر نفطية اماراتية تحدثت الى "الحياة" تأييدها لنتائج اجتماع لندن الثلاثي الذي عُقد الخميس الماضي وضم وزراء النفط والطاقة في كل من السعودية وفنزويلا والمكسيك. وقالت، بعدما اشترطت عدم كشف هويتها، "ان نتائج الاجتماع جاءت مطابقة لنتائج اجتماع الرياض الذي عقده وزراء النفط والطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي الشهر الماضي". من ناحية ثانية اعلن مسؤول نفطي خليجي رفيع المستوى اثناء افتتاح مؤتمر الشرق الاوسط للنفط والغاز ان "اوبك" سترفع انتاجها بنحو مليون برميل من النفط يومياً اعتبارا من نيسان ابريل المقبل. وقال المسؤول الذي اطلع على نتائج اجتماع لندن "ان الاجماع يرتسم حول رفع الانتاج بنحو مليون برميل نفط يومياً". وأضاف "ان هذا الحجم يُعتبر معقولاً في بداية المرحلة التي تبدأ في اول نيسان عند انتهاء العمل باتفاق خفوضات الخام الذي اعتمدته الدول المصدرة في آذار 1999". وأكد ان مشاورات تجرى حالياً بين الدول الثلاث والدول المصدرة الاخرى الاعضاء او غير الاعضاء في "اوبك" لإنجاز اتفاق نهائي في شأن حجم رفع الانتاج الذي يُفترض اعلانه اثناء الاجتماع الوزاري لاوبك في 27 آذار في فيينا. وقال المسؤول: "ان الدول التي شاركت في اجتماع لندن اتفقت على ضرورة زيادة العرض تدريجاً وعدم اتخاذ قرار حول الانتاج الا في الفصل الثاني من السنة". وتابع: "اننا سنعاين رد فعل السوق بعد الزيادة الاولى في نيسان وعند أي مستوى ستستقر الاسعار وعليه سنتخذ قرارنا حول ما اذا كان لا يزال من الضروري رفع الانتاج اكثر". وأوضح ان الدول المصدرة للنفط تريد اولاً قياس تأثير الصيف على النصف الشمالي من الكرة الارضية الذي يشهد عادة تراجعاً في الطلب قبل ان تقرر في شأن الانتاج في الفصلين الثالث والرابع. وختم المسؤول قوله "اعتقد انه سيتعين علينا زيادة الانتاج الا في حال تراجع الاسعار خلال الصيف تحت عتبة العشرين دولاراً للبرميل الواحد" معيداً التأكيد على هدف المنظمة ابقاء اسعار النفط بين عشرين وخمسة وعشرين دولاراً للبرميل. يُشار الى ان دول مجلس التعاون اكدت في اجتماع الرياض "ان أي قرار سيتم اتخاذه سيُراعي مصالح المنتجين والمستهلكين ويحقق الاستقرار في السوق النفطية". وأشارت المصادر الاماراتية الى ان "اجتماع الرياض كان من انجح الاجتماعات التي عقدها الوزراء الخليجيون وانه وفر اسباب النجاح لاجتماع لندن". ولاحظت ان اجتماعي الرياضولندن وفرا قاعدة لاتخاذ قرارات سليمة في فيينا وان استمرار ارتفاع الاسعار اشار الى ان السوق فهمت رسالة الاجتماعين. إيران تعارض رفع الانتاج من جهة ثانية قال وزير النفط الايراني بيجان زانقانة امس الاثنين "لا حاجة لرفع انتاج النفط في الربع الثاني من السنة" والقى باللوم في ارتفاع الاسعار على الضغوط السياسية الاميركية على المنتجين. واضاف في تصريحات لوسائل الاعلام الايرانية: "نؤمن بصون استقرار السوق والمصالح المتبادلة لمنتجي النفط ومستهلكيه في الاجل الطويل، ومن هنا نعتقد، ان العوامل الاساسية والواقع في السوق لا يشيران الى نقص في المعروض". وقال زانقانة في تصريحاته التي وزعتها وزارة النفط: "في الربع الثاني من السنة لا تبرر جميع العوامل زيادة المعروض نظراً لتراجع الطلب ومن هنا فليس هناك نقص في الخام". وتعارض ايران ومتشددون آخرون اعضاء في منظمة "اوبك" رفع الانتاج لخفض الاسعار المرتفعة التي اثارت مخاوف السوق الاميركية الضخمة ودعت وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون لان يحض كبار المنتجين على ضخ المزيد من النفط. وقال زانقانة: "مشكلة السوق الاميركية تتعلق بالمنتجات أكثر منها بالخام وستتراجع الاسعار اذا تخلت الولاياتالمتحدة عن الضغوط والاجراءات السياسية التي تمارسها وتتخذها".