موسكو لا تستبعد زيارة الرئيس الروسي بغداد . بوتين يطالب برفع سريع للعقوبات عن العراق وايفانوف سيطرح مبادرة جديدة في الخليج

يعرض وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مبادرة تتعلق بالعراق، وذلك خلال جولة له على البلدان الخليجية مطلع الاسبوع المقبل، فيما لم تستبعد موسكو إمكان قيام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة لبغداد.
طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب"رفع سريع" للعقوبات المفروضة على العراق. وعلمت "الحياة" ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف سيعرض مبادرة جديدة تتعلق بالعراق والترتيبات الأمنية في الخليج أثناء جولة في المنطقة تبدأ يوم الاثنين ويناقش بعض تفصيلاتها مع رئيس المفتشين الدوليين هاتس بليكس. وألمح ديبلوماسي روسي الى احتمال درس قيام بوتين بزيارة بغداد.
وأكد بوتين عند تسلمه أمس أوراق اعتماد السفير العراقي الجديد الدكتور مزهر الدوري ان "المشكلة العراقية لا تسوى الا بالسبل السياسية والديبلوماسية". واشار الى وجود "تعاون وثيق في الميادين كافة مع العراق". وشدد على ضرورة "رفع العقوبات المفروضة على العراق في أسرع وقت وعودة هذا البلد الى الحياة الطبيعية". وذكر ان هذا الموقف الروسي "يجد عدداً متزايداً من المناصرين" في الأمم المتحدة.
واعتبر بوتين ان تحويل الخليج الى منطقة أمن واستقرار يعد "واحدة من المهمات المفصلية للسياسة الخارجية الروسية".
وأبلغ ديبلوماسي رفيع المستوى "الحياة" ان موسكو أعدت "مبادرة متعددة الرؤوس" تتعلق برفع العقوبات وإقرار ترتيبات أمنية في الخليج وتسوية عدد من المشكلات بين دول المنطقة.
وفي شأن العقوبات يتوقع ان تنص المبادرة الروسية على إقرار "صيغة معدلة" من القرار 1284 وأن يوافق العراق بموجبها على استقبال اللجنة الدولية التي شكلت برئاسة هانس بليكس لإعداد ترتيبات المراقبة الدائمة مقابل رفع فوري أو "مشروط زمنياً" للعقوبات.
وفي هذا السياق لوحظ ان موسكو تستضيف بليكس الذي يلتقي اليوم وزير الخارجية قبل مغادرة الأخير موسكو في جولة خليجية - شرق أوسطية ينتظر أن تبدأ من بغداد وتشمل الكويت والسعودية وعمان ومصر والأراضي الفلسطينية واسرائيل.
وحرصت وكالة "ايتار تاس" الرسمية على الاشارة الى ان الزيارة تتزامن مع انعقاد القمة الاسلامية في الدوحة ومع اقتراب موعد اعلان الدولة الفلسطينية، ملمحة الى أن موسكو ستكون "حاضرة" في الحالتين.
يذكر ان وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كان نقل الى بوتين رسالة من أمير قطر لم يكشف عن مضمونها. وقال سفير عربي ل"الحياة" ان موسكو أيدت مشروعاً قطرياً سيطرح في القمة الاسلامية ويقضي ب"تطبيع" الأوضاع مع العراق مقابل تطبيق القرارات الدولية.
ولم يستبعد خبير روسي في الشؤون الخليجية ان يسعى ايفانوف الى تحقيق "تفاهم" في شأن قضية الأسرى الكويتيين في ضوء المساعي التي يقوم بها المبعوث الدولي يولي فورونتسوف وهو نائب سابق لوزير الخارجية السوفياتي.
ولم تكشف تفاصيل عن مشروع "الأمن الخليجي" الذي أعدته موسكو ونقله نائب وزير الخارجية فاسيلي سريدين خلال جولة شملت جميع دول مجلس التعاون.
وتقول مصادر مطلعة ان المشروع الروسي ينص على مشاركة ايران والعراق دول المجلس في "هيكلية للأمن والاستقرار".
وقال ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان احراز تقدم في الملفين العراقي والخليجي قد يهيئ ل"زيارة تاريخية" يقوم بها بوتين الى المنطقة وقد تشمل بغداد ليكون أول رئيس لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن يزور العاصمة العراقية منذ غزو الكويت.
وشدد الديبلوماسي على أن موسكو "جادة للغاية" في عملها على تخفيف العقوبات عن بغداد ورفعها. وأشار الى أن هبوط سبع طائرات روسية في العاصمة العراقية خلال الاسبوعين الأخيرين "اشارة واضحة لمن لم يفهم بعد جدية الموقف الروسي".