نشرت "الحياة" في عددها الصادر يوم 17 كانون الثاني يناير عن علاقات التطبيع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني في العراق، وجاء في الخبر ايضاً اتفاق الحزبين في العمل للتصدي للاصوليين الذين قاموا بعملية تفجير ما وان هناك حركة تسوية تعمل للمجتمع المدني. اني أشكر "الحياة" حول تسليط الضوء على ما يحدث في بقطعة يقطنها خمسة ملايين انسان، ومع هذا تكاد تكون منسية في هذا العالم لأنهم لا يتكلمون اللغة العربية، بقعة كتبت اميركا ونظام صدام حسين واحزاب المعارضة العراقية وخصوصاً الحزبين الكرديين على حياة أهلها بالتشرد والفقر وحقل تجارب للشبكات التجسسية الدولية والاقتتال وحرب لجيوش دول المنطقة، بقعة لا تذكر في وسائل الاعلام الغربية إلا عندما يحشد صدام جيوشه على حدودها ... كما حدث في هجوم 31 آب اغسطس عام 1996. أوليس من الغريب ان لا تنشر الصحف الغربية وصحف المعارضة العراقية عن عشرات الانفجارات التي نفذها الأصوليون الاسلاميون منذ عام في الوقت الذي تعج كردستان بمقرات الأممالمتحدة والمنظمات الانسانية وأنواع شبكات المخابرات العالمية ومقرات للمعارضة العراقية. قام الاسلاميون لحد الآن بتفجير صالونات لتجميل النساء في مدينتي اربيل والسليمانية منها شاكرل، لأنة، مونا في حي آزادي وكذلك تفجير كازينو ديدار واطلاق النار على اذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة السليمانية. وصل هؤلاء الاصوليون الى حد من الاستهتار العلني بحيث يصرحون من على صفحات جريدتهم بتصفية كل من يوجه النقد الى الاسلام السياسي .... إن الأصوليين الاسلاميين يعلنون تصعيد العنف في كردستان العراق في الوقت الذي يعلن اخوانهم في الجزائر ومصر نبذ العنف، وذلك لظهور تيار في كردستان العراق يطالب بتغيير قانون الاحوال الشخصية الذي يعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية وفصل الدين عن الدولة وبناء مجتمع مدني .... أكرر شكري ل"الحياة" لنشرها ذاك الخبر عن تلك البقعة من العالم التي تحاول القوى ان تضعها في سجل النسيان كدهاليز وسجون نظام صدام حسين. تورنتو - سمير عاد