ميتروفيتش: لم نحسم لقب الدوري حتى الآن    الاتحاد يتعثر أمام أبها بثلاثية    أبها يهزم الاتحاد بثلاثية قاسية في رحلة الهروب من الهبوط    الهلال يتغلب على التعاون بثلاثية ويقترب من اللقب    إدانة المنشأة الغذائية عن حادثة التسمم الغذائي وإغلاق فروعها بالرياض والخرج    بايرن يُجري عدة تغييرات أمام شتوتجارت    توسيع نطاق الاستثناء الخاص بالتصرف العقاري    31 مايو نهاية المهلة المجانية لترقيم الإبل    نمو الغطاء النباتي 8.5% بمحمية "الإمام تركي"    مدير «الصحة العالمية»: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى «حمام دم»    "درع الوقاية 4".. مناورات سعودية – أمريكية بالظهران    بعد نحو شهر من حادثة سير.. وفاة نجل البرهان في تركيا    غداً.. منع دخول المقيمين لمكة دون تصريح    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    مفاوضات بين ناد سعودي وغاتوزو    «الدفاع المدني» محذراً: التزموا البقاء في أماكن آمنة وابتعدوا عن تجمُّعات السيول    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على التعاون    الإنترنت في السعودية.. 99% نسبة الانتشار.. والهواتف المتنقلة الأكثر استخدامًا ب98.9%    الشرطة تفرق اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين في معهد الدراسات السياسية بباريس    المعرض السعودي للإضاءة والصوت SLS Expo 2024 يقود التحول في مستقبل الضوء الاحترافي والصوت    القبض على أشخاص لترويجهم المخدرات في عدد من مناطق المملكة    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    "ريف السعودية": انخفاض تكاليف حصاد المحاصيل البعلية بنسبة 90%    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني    الأهلي يقسو على ضمك برباعية في دوري روشن    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    شَرَف المتسترين في خطر !    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    قصة القضاء والقدر    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الشؤون الخارجية العُماني ل«الحياة»: حل أزمة سورية يحتاج إلى شراكة بين الحكومة والمعارضة
نشر في الحياة يوم 22 - 09 - 2011

قال السيد يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان إن الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران للإفراج عن الأميركيين المحتجزين في طهران كانت لأسباب إنسانية. ونفى أن تكون بلاده تلعب دور وساطة بين إيران ودول الخليج «لأن بينها علاقات جوار مستقرة» وقال إن الأمر لا يحتاج إلى وساطة بين إيران وجيرانها العرب». كما قال إنه لا يشعر بأن هناك احتمالات مواجهة بين مملكة البحرين وبين الجمهورية الإيرانية.
وقال في حديث إلى «الحياة» إنه في رأيه «لا يمكن إيقاف التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات في المناطق في سورية إلا بشراكة حقيقية بين المعارضة والحكومة السورية». واعتبر أن الفلسطينيين، والعرب معهم، وصلوا إلى الباب المسدود فيما يتعلق بإيجاد حل سلمي من خلال المفاوضات للقضية الفلسطينية.
وفي ما يأتي نص الحديث:
لنبدأ بموضوع الوساطة العُمانية أو الجهود الحميدة التي تبذلها عُمان من أجل الأميركيين المحتجزين في إيران، مع العلم أنكم سبق ولعبتم دوراً في إطلاق سراح الأسيرة التي كانت برفقتهما. هل أنتم بصدد النجاح في هذه الجهود؟ هل هي وساطة، هل هي مساعٍ حميدة؟
- الأمر كله في حقيقته وفي جوهره يتعلق بجهود إنسانية، ولأنها مسائل إنسانية قبلنا أن نتحدث مع الطرفين. الإيرانيون هم الذين يُطلقون سراحهما بعدما بادروا بالرغبة في التعاون في هذه المسألة وهم أيضاً ينظرون إلى الجانب الإنساني والاجتماعي لأسر الأميركيين اللذين دخلا إيران واحتجزا هناك، فبالتالي الأمر كان متوافقاً من جميع جوانبه.
الرئيس محمود أحمدي نجاد كان لمّح إلى أنهم في صدد الإفراج عنهما ثم قيل إن هناك مطالبات مالية، ثم قيل لن يُفرج عنهما. هل لك أن تشرح لنا عن وضعهما وهل أنتم على اتصال دائم بالسلطات أو بالجهات الإيرانية المعنية وماذا تسمعون منهم؟
- حسب ما فهمنا أن إيران اتخذت جميع الإجراءات المتوجبة في مثل هذه الحالة. حاولوا في المحكمة وتم التحقيق معهم والقضاة في المحكمة اطلعوا على كل هذه التحقيقات والإجراءات المعتادة وكان لدى الأميركيين محام وبالتالي في هذه المرحلة نستطيع أن نقول إن الحكم صدر وهناك توقُّع كبير بأن يطلق سراحهما.
أنتم وضعتم طائرة تحت التصرف، كما فعلتم في السابق؟
- وسيلة النقل ليست هي الإشكال، الأميركيان رغبا في نقلهما إلى عُمان.
وبطبيعة الحال لا توجد خطوط نقل تجارية بيننا وبينهم، وبالتالي كان الأمر سهلاً أن نوفر وسيلة نقل لهما عندما تتم كل الإجراءات الخاصة بإطلاق سراحهما.
من دول مجلس التعاون الخليجي، ربما أنتم الأقرب إلى إيران ولكم مع إيران حوار مستمر، هل تسعون لتوسيع ذلك الحوار ليكون حواراً إيرانياً - خليجياً أو مع مجموعة مجلس التعاون الخليجي أو أطراف فيها؟
- نحن جيران مع الإيرانيين، يفصلنا فقط البحر، وكذلك جميع الدول الخليجية، وهذا الجوار تاريخي، وكل دول الخليج علاقاتها، كما أعلم، علاقات جوار مستقرة. وهذا لا يعني أنه لا توجد هناك بعض الخلافات، ولكن بسبب طول العلاقات والمصالح الموجودة، إن كثرت أو قلَّت، الأمر لا يحتاج إلى وساطة بين إيران وجيرانها العرب.
لكن الأوضاع بين إيران وكثير من الدول الخليجية ليست على ما يرام، مثل البحرين وما يقولونه في البحرين عن تدخل إيراني مباشر في الشؤون الداخلية.
- هذه الملاحظات في حقيقة الجوار موجودة دائماً وفي فهمي أنا مشكلة بين حكومتين يمكن النظر فيها وحلها وقطعها من جذورها.
اتهموهم بالتدخل في الشؤون الداخلية لقلب النظام.
- يمكن كل واحد أن يقول أو يعتقد، لكن لم تثبت، حسب علمي، وربما لا أكون مطلعاً أن هناك شيئاً من هذا القبيل. إيران مراراً وتكراراً تؤكد حرصها على حسن العلاقات والمصالح المختلفة وبينها وبين البحرين تمثيل ديبلوماسي.
إذا لم توافقوا على تقويم البحرين بأنها كانت مستهدفة من قِبَل إيران فلماذا وافقتم على تفعيل درع الجزيرة؟ أنتم لم تعترضوا على هذا الأمر بدخول قوات خليجية إلى البحرين دفاعاً عنها ومساندة لها.
- قوة الدفاع عن البحرين قوة محدودة من أجل ضبط الأمن والاستقرار ومن حق مملكة البحرين أن تطلب لأنها عضو في مجلس التعاون وبيننا اتفاقات والتزامات متبادلة، من حقها، عندما تشعر بأنها في حاجة إلى دعم من أي نوع كان من المستوى الأمني، أن تطلب ذلك والواجب على دول الخليج أن تستجيب لذلك.
بصرف النظر عن كونكم مقتنعين بتقويم البحرين بالخطر الإيراني عليها أم لا؟ وزير خارجية البحرين اعتبر أن البحرين هي في الصف الأول للدفاع عن دول الخليج أو في الهجوم على دول الخليج؟
- لم أطلع على ذلك.
قال لي ذلك في حديث.
- لم أطلع على هذا، لكن نحن لا نتحدث عن مواجهات من هذا النوع. إنما طبعاً إذا تكلمنا بوضوح، فنقول إن الحركة الاحتجاجية التي كانت في البحرين، والآن شبه انتهت، كان يقودها الشيعة. ولا يخفى على أحد مدى العواطف الشيعية الإيرانية تجاه الشيعة في كل مكان. ربما في المجمل أن كثيراً من الدوائر الإيرانية في إيران لا تخفي تعاطفها ومساندتها التنظيمات أو المنظمات الشيعية في كل مكان في العالم، ليس فقط في البحرين. من هذا الباب نعم، هذا حصل ولكن أنا لا أشعر بأن هناك احتمالات مواجهة بين مملكة البحرين وبين الجمهورية الإيرانية.
هناك رأي ما بين الخليجيين بأن أفضل الطرق للتصدي لإيران إذا كان لديها هدف هيمنة إقليمية أن تكف الدول الخليجية عن معاملة الشيعة كأنهم مواطنون من درجة ثانية. بمعنى أن تبدأ دول مجلس التعاون الخليجي بالتعامل مع المواطن الخليجي بصرف النظر عما إذا كان سنّياً أو شيعياً على أساس المواطنية والمساواة. فهل اتخذتم إجراءات من هذا النوع؟ هل توافق هذا الرأي لأنه لربما من أفضل السبل لمواجهة ما يسمى بالطموحات الإقليمية الإيرانية؟
- هذا واجب ملزم على الحكومات تجاه المواطنين.
امتد الربيع العربي إليكم، كان له امتداد عندكم في عُمان. كيف تمكنتم من تلافي التظاهرات التي حدثت في أماكن أخرى؟ ماذا فعلتم لتتمكنوا من تلافي ذلك؟
نحن استجبنا لمطالب الشباب.
- هل تعتقد أن هناك رضى كاملاً الآن لدى الشباب على ما قمتم به؟ هل قمتم بإصلاحات جذرية لبت كل مطالب الشباب؟
- مسألة الجذرية هذه هي التي ينبغي للإنسان أن يتمعّن فيها، في الحقيقة إن الإصلاحات أساساً موجودة، لكن كانت هناك مطالبات، والمطالبات استجيب لها برضى وبتفانٍ وليست بإلزام، لأن هذا حق من حقوق المواطن، خصوصاً فئة الشباب، كانت المسألة في معظمها أن هناك أعداداً كبيرة من الشباب الذين يبحثون عن العمل وبالتالي اتخذت الإجراءات ووفرت الوسائل للعمل.
ولا شك في أنك على اطلاع بأن أول دفعة من الإجراءات المتخذة للاستجابة وهي استجابة واجبة وشرعية، تم تخصيص 50 ألف وظيفة مرة واحدة للذين ليس لديهم أعمال، وطُبق الأمر وكل مواطن عُماني، بصرف النظر عن انتمائه الفكري أو انتمائه المذهبي، حصل على حقوقه من خلال هذه الإجراءات.
هل هذا حدث بعدما أعطى مجلس التعاون الخليجي وكرس بلايين الدولارات لكل من عُمان والبحرين؟ وماذا حدث؟ وماذا عن البليون دولار؟
- المجلس، ومن باب التعاون، اتخذ توجهاً لدعم سلطنة عُمان ومملكة البحرين في معالجة بعض المسائل الخاصة بالشباب لتوفير فرص العمل، كلما كانت هناك حاجة لذلك. أما قضية الشباب، فالشباب طبعاً هم الجيل الصاعد، وهذا من أولويات السياسة العامة في سلطنة عُمان.
أترى أن الربيع العربي كان حدثاً إيجابياً للمنطقة العربية أم لا؟
- هذا التطور نوعي كان لا بد أن يحصل، وما دام العدد الهائل من سكان كل بلد والشباب يصلون إلى 60 في المئة و70 في المئة فلا بد أن هذا سيحصل، خصوصاً أن العالم اليوم يمر بأزمة مالية حقيقية طاحنة، هذا ليس مستغرباً ولا منكراً.
مجلس التعاون الخليجي كان سباقاً لدعم التغيير في ليبيا وحشد مجلس الجامعة العربية ثم مجلس الأمن وأدت عمليات حلف شمال الأطلسي وطبعاً عمل الثوار الليبيين إلى إحداث تغيير جذري استغرق فقط أربعة أشهر. لكن عندما طولبتم بالتغيير في سورية تلكأتم بعدما كنتم أسرعتم في ليبيا، لماذا؟
- أولاً، القرار هو قرار الجامعة العربية وليس مجلس التعاون. القرار الذي طالبت به الجامعة العربية لحماية المدنيين وطلبت الغطاء الجوي لحماية المدنيين كان بسبب إعلان نظام القذافي أنه سيستخدم كل وسائل القوة لإخماد الجماهير والمعترضين. كانت الخطب التي تُلقى من القادة في ليبيا والقذافي ومن أبنائه مثيرة للشارع العربي، وبالتالي إن الزعامة الليبية هي السبب في هذا لأن أي إنسان لا يقبل أن تستخدم أعتى الأسلحة في قتل المتظاهرين.
السلطات السورية أيضاً تفتك بالشعب السوري، لماذا لا يجد الشعب السوري تعاطفاً منكم كما وجد الشعب الليبي؟
- الشعب السوري طبعاً في ذهننا وفي قلوبنا ونحن نثق في سورية وفي شعبها. لكن الحكومة السورية والرئيس السوري يتحدثان عن إصلاحات وعن تغيير ويقبل بالمعارضة ويتحاور معها، هناك فرق بين الحالتين.
وفق ما يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنه لم يفِ بوعوده!
- نعم، هذه المسألة موضوع آخر، لكن المبدأ العام هو أن النظام في سورية والرئيس السوري على استعداد لإحداث التغيير على رغم أنه لم يفِ بهذا الموضوع، وهذا لم يحصل في ليبيا.
لكن الآن وبما أنه لم يفِ؟
- الجامعة العربية اتخذت قراراً في آخر اجتماع لها بعدما عاد الأمين العام من دمشق وقابل الرئيس الأسد وتحدث معه بوضوح وسلمه الرؤى والأفكار التي أجمع العرب عليها كوسيلة حل للوضع في سورية.
العرب في الحقيقة راغبون في أن يكون هناك حل للتوافق والشراكة بين المعارضة وبين النظام، وهذا سيؤدي إلى تجنيب سورية مزيداً من الدماء وتجنيبها مزيداً من المشاكل والمصاعب. وهذا معلن وليس سرياً... في البداية كانت عمان في الرئاسة. ولكن كان قرار الجامعة الأخير أننا مستعدون لأن نرسل لجنة من الجامعة العربية إلى سورية للتعاون مع الحكومة السورية لتفقد الأحوال، وما إلى ذلك من آراء وأفكار. لكن هذا ينبغي أن يكون بعدما يتوقف استخدام القوة والعنف.
ولم يتوقف استخدام العنف ضد المدنيين!
- الأمر راجع للجامعة العربية.
دعني أكن صريحة معك، قيل إن أثناء رئاستك للمجلس الوزاري تباطأت أنت شخصياً في توجيه الأنظار إلى هذا الملف، لأسباب لا أعرف ما هي، ماذا تقول؟
- المسألة ليس لها علاقة بالرئيس، بل بإرادة المجتمع العربي كله، بإرادة الدول الأعضاء وكان التوجه أنه لا بد أن نرسل للرئيس بشار الأسد وجهات نظر الجامعة العربية والدول العربية، وهذا فعلاً حصل.
كان المفروض أن تذهب أنت ثم لم يستقبلوك.
- لا، لا، ليس هذا كان التكليف للأمين العام نبيل العربي وهو في مستوى المسؤولية وذهب وعرض على الرئيس وتكلم معه في كل ما ينبغي، وأعطاه الرسالة التي فيها آراء الدول العربية جميعها، كل الدول العربية. واتفقوا على إرسال لجنة ودخول الجامعة العربية على الخط، لكن كان رأي الجامعة العربية أنه ينبغي أن يتوقف العنف ثم تبدأ جهود الجامعة العربية.
ثم بعد ذلك استقبل الأمين العام للجامعة وفداً من المعارضة فثار غضب السلطات السورية واعتبرته يتجاوز مهامه، ونحن هنا، فإذاً ما رأيك بهذا الرد وإلى أين يوصلنا الأمر؟
- أولاً، نحن نتمنى أن تتمكن سورية بقادة المعارضة فيها والنظام والحكومة تجنب ما هو أسوأ، ولذلك في رأيي أنه لا يمكن إيقاف التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات في المناطق في سورية إلا بشراكة حقيقية بين المعارضة والحكومة السورية.
حكومة سورية وحدها لا تستطيع أن توقف هذه الأحداث، ولو كانت استطاعت لكانت أوقفته من وقت، إنما التعاون بين المعارضة وبين الحكومة هي أحد المسارات التي يمكن أن تخرج سورية من هذا، وقد يسير في بطء انتقال إلى التغيير الديموقراطي.
وافقت على أنه لم يكن هناك وفاء بالوعود، لكني لا أشعر...
- أقول إنها ليست مسألة أن يفي بالوعد أو لا، حسب ظروف الحالة. إنما أنا أقول إنه لا يمكن، وهذا الكلام أنا ذكرته في الجامعة بوضوح، بوجود المندوب السوري، إنه لا يمكن، حتى المعارضة المسلحة، يعني لا يمكن إيقاف المعارضة المسلحة أو غير المسلحة، أو السلمية لمجرد أنك تريد أن توقف. هذه المعارضة وهذه الاحتجاجات لا بد أن لها قيادات ولها أناساً في أيديهم الحل والعقد في سورية وأناساً مسؤولين يحبون بلدهم وهناك شخصيات سورية معروفة أيضاً تحب أن تخرج البلد من هذه الأزمة إلى فضاء أوسع وإلى حالة من حالات التغيير الشامل، من دون هذا لا يمكن الوصول إلى حل.
ألا توافق مع الذين يقولون إنه حان للنظام في سورية أن يتنحى؟
- هذا أمر يقرره السوريون، ليس لي ولا لك أنت أن نقرر هل هذا يكون أو لا يكون، التغيير مسألة أهلها يفعلونها.
هناك كلام عن ارتكاب جرائم حرب، وزير خارجية فرنسا تحدث عن ضرورة المحاسبة ووضع هذه الانتهاكات من قبل السلطات السورية أمام المحكمة الجنائية الدولية، هل تؤيدون ذلك؟
- المسألة ليست مطروحة للاستفتاء، الواحد يعارض أو يوافق. المجتمع الدولي له آلياته وله طرقه وأصبحت مسألة ملاحقة من يرتكب جرائم ضد الإنسانية أمراً موجوداً وشرعياً لكن الجهات الدولية هي التي تقرر ذلك.
ماذا لديكم كمجلس التعاون الخليجي في الموضوع السوري لا سيما أنكم تعرفون المد الإيراني الموجود أو النفوذ الإيراني في الموضوع السوري، هل أنتم خائفون من الانتقام الإيراني عندكم في الخليج لو دعمتم التغيير في سورية؟
- موضوع سورية أو عُمان أو أي دولة هو موضوع يخص البلد ذاته. لا مجلس التعاون هو الذي عجل في خروج التظاهرات والاعتصامات في سورية، ولا إيران هي التي عجلت بذلك. لكن سورية كعضو في الجامعة العربية ومن الدول المهمة في المنطقة شأنها في الإطار العربي شأنها في إطار الجامعة العربية، وليس في إطار دولة أو مجموعة دول، وبالتالي نحن نعتقد أن على العرب واجباً أن يقوموا بدور، سواء إن كان هذا الدور دوراً نستحسنه أم لا.
وهذا ما كنت أود أن أسألك عنه، بعد الرد السوري على نبيل العربي، ماذا الآن؟
- هناك مشاورات تجرى بين الدول العربية.
في أي اتجاه؟
- ماذا نفعل؟ الدول والوزراء المختصون يبحثون عن الوسائل التي ينبغي أن تنظر فيها الآن الجامعة العربية في هذا الشأن؟
عقوبات مثلاً؟
- أنا لا أستبق الأحداث، لكنّ هناك تفكيراً ومشاورات حول ما هو الأفضل، وما هو الأحسن. طبعاً الآن نحن عندنا تجربة ليبيا، وعندنا أيضاً ما ترتب على ذلك.
نجحت؟
- نجحت لكن فقدوا 50 ألفاً يعني المسألة ليست مسألة بسيطة، بلد مثل ليبيا 6 فيه ملايين إنسان يفقد هذا العدد أو أكثر ويُدمر كل شيء فيه، هذه ليست مسألة سهلة.
إذاً، ترى أن العقوبات وسيلة أسهل للضغط على القيادة السورية؟
- بإمكان الحكومة السورية أن تفتح ذهنها وأن تسارع بخطوات عملية في التغيير وأن تقبل المعارضة.
معنى ذلك انتهاء الحزب الواحد، معنى ذلك انقلاب النظام السوري على نفسه؟
- أياً يكن الأمر، فهذه المطالب لا يمكن تجاهلها.
هل تعتقد أنهم قادرون على ذلك، هل الرئيس قادر على ذلك؟
- قادر، هو رئيس دولة ومسؤول؟
هل تبحثون مع إيران في الموضوع السوري؟
- لا إنه شأن عربي.
لكنّ لإيران دوراً ويقال إنه عسكري أيضاً؟
- كل طرف له دور، إذا أراد أن يكون له دور، في عالم اليوم لا يمكن أحداً أن يمنع أحداً أن يكون له دور.
عفواً، يقال إن هناك دوراً إيرانياً عسكرياً في سورية.
- يقال، لكن أنا أعتقد أن هذا الدور موجود في وسائل الإعلام وأعتقد أن الجيش السوري والأمن السوري ليسا في حاجة إلى دعم من أحد.
سورية تبقى فائقة الأهمية في الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، هل توافق على ذلك؟
- وما في ذلك؟
خسارة إيران في سورية تثير لدى الإيرانيين معطيات، أسألك عنها؟
- يُسأل عنها الإيرانيون.
أنتم على حوار مستمر، كيف تفهمون، هل هم قلقون من التغيير؟
- الأمر يتعلق بالشعب السوري.
أتحدث استراتيجياً الآن، في موضوع العلاقة الإيرانية - السورية المسؤولون في سورية وفي إيران، يتحدثون عن علاقة استراتيجية بينهما فإذا زال النظام في سورية أو ضعف أو تغير هل لمستم لدى الإيرانيين عندما تتحدثون معهم قلقاً من ذلك؟
- كل العالم قلق مما يحصل، القلق وارد، وأعطيك مثلاً، العلاقة الغربية مع مصر، ذهب النظام، بقي الشعب، والشعب سيختار قادته الجدد، وقادته الجدد سيختارون الطريق لهم.
هذا سيُغير النظام؟
- ليتغير النظام الإقليمي.
عندئذ ستتغير علاقة إيران بالخليج؟
- ليس بالضرورة أن تتغير بالطريقة التي أنت تربطينها كلها بسورية.
أتعتقد أن إيران لا يهمها إن بقي النظام أو زال في دمشق؟
- يهمها أن يبقى الوضع على ما هو عليه. وإذا خرج النظام أو تغير النظام أو مهما حدث، فنحن الآن ننظر إلى المستقبل وهذا التنظير قد لا يكون، لكن إيران بلد كبير ومحوري ويستطيع أن يصنف سياساته بطريقة تتوافق مع معطيات الأمور.
أنت لا تتوقع أو توافق مع الذين يقولون إن في حال سقوط النظام في دمشق ستنتقم طهران في الدول الخليجية وليس عبر حزب الله من إسرائيل؟
- ليس الأمر بهذه البساطة، الإيرانيون لا يفكرون بهذه البساطة هذه علاقات دول تتغير وتتطور.
صف العلاقة الخليجية - الإيرانية الآن.
- ذكرت لك أن كل دول الخليج عندها علاقات مستقرة مع إيران، كدولة جارة، وهناك مصالح. كثرت هذه المصالح أو قلت، توجد مصالح، إنما الخلافات والتباينات في وجهات النظر موجودة، من سنين.
هل صحيح أن إيران عرضت التفاوض مع دول مجلس التعاون وبأية آلية؟
- تتفاوض على ماذا؟
على نوعية العلاقات.
- لا يوجد طلب من هذا النوع.
ليس هناك طلب من هذا النوع؟
- ما عدا ما تعرفينه، وكل العالم يعرفه، توجد علاقات طيبة مع دول الخليج...
هل توقف القلق على مصير البحرين، أم إنكم كمجلس تعاون لا يزال لديكم قلق؟
- لا نطلق العنان للقلق، إلى مدى غير طبيعي. البحرين مرت بأزمة، وأزمة خلافات داخلية بين البحرينيين. وجلالة الملك حمد بن عيسى أمر بحوار والحوار طبعاً كان وتم الاتفاق على بعض المسائل وبعض المسائل لم يتم الاتفاق عليها، لكن الحوار سيستمر. ثقافة الحوار مهمة بين القيادات، والاستجابة لمطالب كل أبناء الشعب في البحرين واجبة، أو فرض على الحكومة، وبالتالي نحن مطمئنون إلى أن القيادة في البحرين قادرة وعازمة ومصممة على إعادة البحرينيين إلى سابق العهد أسرة واحدة.
اليمن، هناك مبادرة خليجية يبدو أن هناك طول بال عليها. يبدو أن هناك انتظاراً وأيضاً تباطؤاً في دفع تلك المبادرة الخليجية إلى التفعيل. هل هناك أية إمكانية لتوقيع وشيك ما بين الأطراف اليمنية على المبادرة؟
- الأطراف اليمنية، سبق أن وقعت على المبادرة. والذي لم يوقع على المبادرة وكان توقيعه من ضمن الشروط هو الرئيس علي عبدالله صالح حيث كان مفروضاً أن يوقع على المبادرة لكنه لم يوقعها. حزب المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك قد وقعا على المبادرة.
هو موجود في المملكة العربية السعودية ويأخذ وقته قبل التوقيع، ماذا ستفعلون أنتم كمجلس تعاون خليجي؟
- ليس ماذا سنفعل نحن، ماذا سيفعل اليمنيون؟
هل سيعود علي عبدالله صالح إلى اليمن؟
- الله أعلم، هذا شيء يخصه.
أخيراً، الموضوع الفلسطيني. أوضح الرئيس محمود عباس أنه متوجه حتماً إلى مجلس الأمن مع خيارات أخرى. على أي حال مجرد إعلانه العزم على التوجه إلى المجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة ما اعتبر من وجهة النظر الأميركية قراراً بالمواجهة والأوربيون تحركوا واستنفروا لتجنب المواجهة. أتعتقد أن ذلك كان قراراً حكيماً بمعنى إعادة خلط الأمور أو إعادة تحديد أصول اللعبة، أم إنه كان قراراً قد يكلف الفلسطينيين غالياً ولن يسد ذلك الفراغ الذي سيتركه الأميركيون ما يكفي لمساعدة الفلسطينيين... مع أي من الرأيين أنت؟
- لا هذا ولا ذاك، أعتقد أن الفلسطينيين والعرب معهم وصلوا إلى الباب المسدود فيما يتعلق بإيجاد حل سلمي من خلال المفاوضات للقضية الفلسطينية. إنهم وصلوا إلى الطريق المسدود لأن برنامج أو مسار إدارة الأزمة من خلال كل المراحل التي حصلت منذ كامب ديفيد إلى الآن فشلت في تحقيق الهدف الأصلي الذي هو حل القضية الفلسطينية على أساس التفاوض السياسي.
ماذا الآن؟
- هذا هو السؤال الكبير، لكن السبب أن الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، والعرب معهم، وصلوا إلى الباب المسدود وأصبحوا في وضع صعب، أي خطوة يخطوها سينظر إليها من المجتمع الدولي على أنها غير حكيمة
يأتي الرد إذاً، ما هو البديل، ماذا سيفعلون؟
- البديل هو أن نبحث عن طريق آخر...
ماذا تعني، هل تعني الطريق العسكري؟ تعني تفعيل الانتفاضة المسلحة؟
- بعض الناس يقول هذا الكلام، لكن أنا أعتقد أنه ينبغي أن نستخلص ذلك.
نعرف أن الدول العربية ليست مستعدة للدخول في حرب مع إسرائيل أو تدعم ذلك الخيار، ولا نعرف أي دولة عربية خصصت في موازنتها السنوية أموالاً تدفع للفلسطينيين لدعمهم في غياب المساعدات الأوروبية.
كما قلت، خيار الحرب هو خيار السلام، لكن أنا أتحدث عن مسار جديد، لا يعني بالضرورة أن نتحدث عن الحرب، ولكنْ عن مسار آخر من مسارات السياسة.
مثلاً، كي أفهم ماذا تعني؟
- أنا أعني أن لا بد أن نبحث عن مسار آخر، هذا المسار فشل، مسألة المفاوضات.
بمعنى توقف العملية السلمية كما هي.
- لا ليس توقفها، إنما نقول الانتقال من هذا المسار إلى مسار أفضل.
تتحدث عن الخروج من الرعاية الأميركية؟
- لا بد أن نفكر في مسار سياسي آخر يخرجنا من هذا الموقف...
ما هي استعداداتكم أنتم لأن تقدموا ذلك المسار الآخر وهل ستدعمونه مادياً وعملياً؟
- يجب ألا يكون المسار مرتبطاً بدعم الأموال.
كيف سيتمكن الفلسطينيون من دفع الرواتب. السلطة الفلسطينية غير قادرة على دفع الرواتب.
- الفلسطينيون لن يموتوا جوعاً.
هناك حالة مادية حرجة للفلسطينيين، السلطة غير قادرة على دفع الرواتب، كيف نقول فقط إن الفلسطينيين لن يموتوا جوعاً، التعهدات العربية كلام معسول من دون أموال.
أرجوك، أنت لا تتحدث عن دعم الفلسطينيين من جهة العرب، وعود، وعود، وعود بدعم السلطة الفلسطينية، أقوال من دون أفعال.
السلطة الفلسطينية موجودة والرواتب توصلها والناس يعملون.
الدعم الأوروبي والأميركي لم يعد يكفيها.
- الدعم الأوروبي لن ينقطع.
تعهد الكونغرس بقطع المعونات عن الفلسطينيين.
- نفهم هذا، ولكن لن يقطعوه لأنهم متمسكون بهذا الخيار، هو رسالة أرسلت إلى الفلسطينيين أن هذا الكونغرس لن يعطينا الأموال، لكنهم سيجدون الطريقة.
لكن إذا أردتم أن تساعدوا الفلسطينيين في أن يتحرروا من ذلك المسار، فلماذا لا تتقدمون في مجلس التعاون الخليجي باستراتيجية متكاملة لتكون دعامة هذا المسار الذي تتحدثون عنه بالأفعال وليس فقط بالوعود والأقوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.