نفت القيادة العسكرية الروسية مسؤوليتها عن اطلاق النار على قافلة من النازحين الشيشانيين الجمعة الماضية، وأعلنت أنها تطوق غروزني من جميع الجهات، وعن قرب انتهاء "الشق الأول" من المرحلة الثالثة والحاسمة لعملياتها. فيما تستعد السلطات الروسية لاستقبال وفد من منظمة المؤتمر الإسلامي، ويحزم أفراد الجالية الروسية في جورجيا أمتعتهم تمهيداً للرحيل، تحسباً لهجمات شيشانية انتقامية. ونفت وزارة الدفاع الروسية بشكل قاطع ان تكون أية وحدة عسكرية روسية قد اطلقت النار على قافلة للنازحين في جوار قرية غويني جنوب غروزني، مما أسفر عن قتل خمسين شخصاً منهم. وقالت في بيانها الصادر أمس السبت إن المنطقة التي وقع فيها الحادث خارج نطاق سيطرة القوات الروسية. وأعلن الجنرال فيكتور كازنتسيف قائد قوات شمال القوقاز ان غروزني أصبحت "محاصرة تماماً اعتباراً من أمس". ونقلت وكالة "انترفاكس" فجر أمس عن "قادة شيشانيين" قولهم إن القوات الفيديرالية تمكنت من السيطرة من دون قتال على تقاطع طرق جنوب غروزني بين طريق روستوف - باكو الذي يعبر الشيشان من الغرب إلى الشرق والطريق الذي يربط غروزني بالمنطقة الجنوبية الجبلية. وبعد ذلك بقليل، أكد مراسل التلفزيون الرسمي الروسي النبأ قبل أن تنفيه وزارة الدفاع. ولم يسيطر الجيش الروسي بشكل كلي على البلدات المؤدية إلى غروزني بعد. ونقلت الوكالة عن وزارة الدفاع تأكيدها ان "الجيوب الرئيسية للمقاومة لا تزال في غروزني وأوروس مارتان 10 كلم إلى الغرب من العاصمة حيث يتمركز ستة آلاف من المتمردين". وأعلنت هيئة الأركان في شمال القوقاز ان الطيران واصل غاراته على هاتين المدينتين. وقسمت القيادة الروسية "المرحلة الثالثة" الحاسمة من العملية الشيشانية إلى شقين، وقال الجنرال فاليري مانيلوف النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة إن "الشق الأول" سينتهي قريباً بعد تحرير بلدة اوروس مارتان ومراكز مأهولة أخرى وسط الشيشان". وأضاف ان الشق الثاني "يقترن بتصفية العصابات" في معاقلها الجبلية. وعلى الصعيد الديبلوماسي، تستعد وزارة الخارجية الروسية لاستقبال وفد عن منظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني، ويضم الوفد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير خارجية دولة قطر. ويصل الوفد إلى موسكو غداً الاثنين ويلتقي في موسكو كلاً من رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسيين ثم يتجه إلى شمال القوقاز داغستان ومناطق شيشانية تسيطر عليها القوات الفيديرالية. وقال ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي إن وفد منظمة المؤتمر الإسلامي سيطلع على الأوضاع في المنطقة، ولكن "لن يمارس الوساطة". وعلى صعيد آخر، أشارت صحف روسية صادرة السبت إلى ان اعضاء عائلات الديبلوماسيين الروس في جورجيا تلقوا "نصائح" بالاستعداد للرحيل إلى موسكو "بعد ورود معلومات عن فرق شيشانية" تعد لشن هجمات ارهابية على الرعايا الروس وبعض المنشآت في جورجيا "انتقاماً لعمليات الجيش الروسي في الشيشان ولتوريط جورجيا في الصراع الدائر في شمال القوقاز".