صندوق العاشق

- 1 -
هي ذاتُ بعلٍ مُتخمِ الإثراءِ،
طاووسٍ يُمارسُ عاهةَ "الأسيادِ":
نهياً جائراً، متجبراً، متعجرفاً،
إذ يدغمُ الإغراءَ بالحرمانِ،
والحجْبَ اللئيمَ بصَوْل موكبهِ.
يعزّزُ ركْبَه الأقنانُ والحرسُ العُتاةْ...!!
مَن أنتَ يا وضاحَ أزمانٍ تتالت عبْرَ ناهدة الغلاةْ...؟!
من أنتَ حتى تستحّم بطيبها.
أغوتكَ أم أغويتها.
خدعَتْكَ أم خادعتها.
ماذا ارتقبتَ من "الغنيمة"
غيرَ مِقصلة الجُناةْ...؟!
ها أنتَ في صندوقها "شيءٌ"
متاعٌ دون تسميةٍ،
سحابٌ في سحاباتِ الحياةْ...!!
من أنتَ كي تلجَ القصورَ،
وتستبيحَ بكورةَ الديباجِ.
كيف لغارقٍ، متهالكٍ، متفرّدٍ،
ان يجتبي - متسوّلاً - طوقَ النجاةْ...؟!
حُزْنُ النساء عليكَ، والأصحاب،
يا قمراً خزائنُ مالهِ:
وجهٌ صبيحٌ عسجديٌّ،
زانهُ وعيٌ عميقُ الغَورِ.
جيشُ زحوفه الكلماتُ.
زهرُ بساطه الريحيِّ، زُغْبُ الأغنياتْ!!
لهفي على الشعراءِ،
لهفةَ "يوسفَ الصدّيقِ".
حين يُجابِهون ضراوةَ التِّنين
بالورق المغبّر، واليراعةِ، والدّواةْ...!!
- 2 -
وضَّاحُ، هل غنَّيتَ تحت الماءِ،
ملحمةَ الغوايةِ، مُلْهَمَ الإبداعِ.
أم شغَلتْكَ "أشياءُ الحبيبةِ"،
عن مقارفة الغناءْ...؟!
قد كان صندوقاً - كما زَعمتْ -
يضمُّ "أعزَّ" ما ملكتْهُ،
من ذهب، وأثواب، ودُرٍّ نادرٍ
ونفائسِ الأطيابِ......
في طياتها حشرتْكَ، واقتعدَتْكَ
حيث تكتّمتْ، وتجاهلتْ، وتباعدتْ،
عن ذكر "صيتك" بين "معزوزاتها"!!
ألعلّها تحميكَ من بطش المدجّجِ.
أو لتنجوَ وحدها.... أو أنها "......"؟!
ويلاهُ من مكرِ الرجالِ
إذا اقتفى حيلَ النساءْ...!!
أدعوكَ يا وضاحَ هذا العصر،
ان تقتصَّ من أفعى الوشاية،
ممعناً في صوْن نُزهةِ كبريائكَ،
رافضاً غيثَ البكاءْ...!!
وانهلْ غموضَ الشاعر الجوّال والتهِمِ الفضاءْ...!!
عيناكَ تأتلقان بالصّبواتِ:
عينٌ في هموم الخلقِ تستجلي،
وعينٌ في قناديل السماءْ....
- 3 -
مركبُ العشاقِ في بحري حبَا،
ناسياً في الهمس رؤيا ضِفّتَيهْ!!
وسَباني حبُّها فيمن سبى:
جسداً مُختلساً من مقلتيهْ.
بعثروا البدرَ بوجهي شُهباَ،
لم أقل: واهاً، ولا آهاً، وَوَيْهْ!!
أيها الجاعلُ قتلي سبَبَا
لستُ أبكي منكَ، بل دمعي عَلَيه
إن تكنْ خمّنتَ نِلتَ الأربَا،
سترى شمسين في الحِضن لديْهْ
وترى الأعراسَ تمشي خَبَبا:
توقُها منه، ومنفاها اليهْ....