بدأت قوات امن يمنية ووحدات من الجيش الانسحاب أمس من مناطق في مديرية العدين، بعدما اغلقت سجوناً خاصة بمشائخ المنطقة واطلقت السجناء وصادرت القيود الحديد وفجرت تلك السجون بواسطة "الديناميت". وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في المنطقة التابعة لمحافظة إب 163 كيلو متراً جنوبصنعاء. وأكدت مصادر السلطات في المحافظة ل"الحياة" أن عدداً من مشائخ العدين اعتقلوا واوقفوا في السجن المركزي في إب وفي مقدمهم الشيخ صادق الباشا أحد كبار مشائخ العدين، والشيخ محمد المساوي وكيل المحافظة. وأوضحت المصادر ذاتها أن محافظ إب عبدالقادر هلال رفض محاولات شخصيات قبلية وبرلمانية في مقدمها الشيخ سلطان اليركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، تهدئة الوضع "المتوتر" في العدين، وتخفيف حدة المواجهات بين القوات التي تنفذ الحملة العسكرية والمشائخ، والتوصل إلى حلول ودية. وتابعت أن المحافظ أصر على استكمال الإجراءات المتعلقة باغلاق السجون في المنطقة، واعتقال المطلوبين من السلطات الأمنية، خصوصاً الذين استولوا على ممتلكات للمواطنين مستغلين نفوذهم في المنطقة، بالاضافة إلى فارين مطلوبين في جرائم قتل وغيرها، يحظون بحماية بعض المشائخ. وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن والجيش قبضت على خمسة من "المحتجزين" في هذه السجون، مطلوبين بجرائم قتل، كانوا "محتجزين بارادتهم هناك هرباً من العدالة". واكدت أن 23 سجيناً نقلوا إلى مدينة إب، للتحقيق معهم في اسباب احتجازهم، فيما هرّب مشائخ المنطقة عشرات ممن كانوا "معتقلين" في سجونهم. يذكر أن الشيخ صادق الباشا من القيادات القبلية والشخصيات الاجتماعية النافذة في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، ونجله نبيل أحد ابرز أعضاء الكتلة البرلمانية ل"المؤتمر". وتشير مصادر السلطات في محافظة إب إلى وجود نية لاغلاق كل السجون الخاصة التي أقامها المشائخ في بقية مناطق المحافظة، تمهيداً لاجراءات مماثلة تشمل بقية المحافظات. وقال مسؤول بارز في محافظة إب ل"الحياة" أمس إن قوات الأمن استكملت مهمتها في منطقة العدين التي استهدفت هدم هذه السجون، وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم من الانتهاكات التي يرتكبها بعض المشائخ. وأكد المصدر ان السلطات في محافظة إب كانت تلقت شكاوى وبلاغات "بالجملة" من المواطنين في العدين تتناول تصرفات بعض المشائخ وابنائهم التي مثلت "انتهاكاً واضحاً لحقوق الانسان وتعدياً على القانون، مما دفع السلطات الى التدخل للحد من هذه الظواهر". من جهة اخرى، اكدت مصادر رسمية في محافظة مأرب 173 كيلومتراً شرق صنعاء ان فريقاً فنياً بدأ أمس بإصلاح انبوب للنفط الخام كانت مجموعة قبلية قامت بتفجيره قبل يومين في منطقة وادي حباب في منطقة خولان. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" امس ان قوات تابعة للجيش ترابط في موقع قريب من قبيلة آل سعيد بني جبر التابعة لخولان وفرت الحماية للفريق الفني الذي عمل على وقف تسرب النفط واخماد النيران المشتعلة بسبب التفجير. واكدت مصادر قبلية ان قوات الجيش قصفت بالمدفعية قرية يقطنها فيصل جزيلان الذي كان تزعم مجموعة قبلية قامت بخطف ديبلوماسي فرنسي وزوجته منتصف آب اغسطس الماضي، من غير ان يسفر القصف عن أي خسائر في الأرواح والممتلكات. وأوضحت المصادر ان السلطات اليمنية حصلت على معلومات تفيد أن جزيلان وراء تفجير الانبوب بسبب عدم تنفيذ السلطات لمطالب كانت التزمتها في مقابل اطلاق الرهينتين الفرنسيتين عبر وسطاء من مشائخ واعيان القبائل. وذكرت ان القوة العسكرية تمركزت في مواقع جديدة لها وعززت دورياتها في المنطقة حيث يمر عبرها أنبوب النفط. وفي هذا السياق قالت المصادر ان التوتر لا يزال قائماً بين قوات الجيش والقبائل في المنطقة.