سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الياباني ربط السلام العادل والشامل بالسلام على المسارين السوري واللبناني . عرفات يطمئن الدول المانحة في مؤتمر طوكيو: نسن قوانين تضمن الشفافية وتحمي الاستثمار
دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الدول المانحة الى الاسراع في الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المعلنة. وسعى الى طمأنة هذه الدول عندما قال انه يعمل مع السلطة التشريعية لإصدار القوانين اللازمة لحماية الاستثمارات وضمان الشفافية. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الياباني يوهي كونو ان بلاده تعتزم لعب دور سياسي في عملية السلام، داعياً الى تنشيط المفاوضات المتعددة الاطراف في أقرب وقت، معتبراً ان السلام من دون سورية ولبنان غير ممكن. افتتح وزير الخارجية الياباني يوهي كونو مؤتمر "اللجنة الموقتة لتنسيق المساعدات" للفلسطينيين أمس بالتشديد على ان بلاده تعتزم لعب دور سياسي ايجابي في عملية السلام، مشيراً الى ان الدور الياباني اقتصر حتى الآن على المساعدات الاقتصادية. كما شدد كونو على ضرورة تنشيط المفاوضات المتعددة الأطراف التي ترأس اليابان لجنة البيئة والسياحة المنبثقة عنها، داعياً الى استئناف هذه المفاوضات في اقرب وقت. واعتبر ان تحقيق السلام العادل والشامل غير ممكن من دون المسارين السوري واللبناني، معرباً عن أمله باستئناف المفاوضات على المسارين قريباً. وتحدث عن المساعدات الدولية للفلسطينيين، مشيراً الى انها بلغت بليونين وخمسمئة مليون دولار خلال 5 سنوات قدمت اليابان منها 50 مليون دولار. وتابع انه قدم أول من أمس مساعدات ب15 مليون دولار لتمويل مشاريع بناء مدارس اعدادية، اضافة الى 20 مليون دولار لبناء طرق، موضحاً ان حجم المساعدات اليابانية العام الجاري بلغ 100 مليون دولار. وقال ان اليابان تستعد لإرسال فريق لدرس امكان التعاون مع السلطة بعد فتح الممر الآمن، اضافة الى ارسال فريق تقني لتدريب الفلسطينيين على تعزيز قدراتهم الادارية. ودعا الى تشجيع الاستثمارات الخاصة لدفع النمو التجاري الفلسطيني. ومن جانبه، ناشد الرئيس ياسر عرفات في خطابه أمام المؤتمر، الدول المانحة الاسراع في الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المعلنة خلال مؤتمري واشنطن وفرانكفورت، والخروج بقرارات من شأنها تأكيد الالتزام الدولي بإنجاح استراتيجية السلام في المنطقة لتمكين الشعب الفلسطيني من تجاوز ظروفه الاقتصادية الصعبة بسبب سنوات الاحتلال الطويلة. واعتبر ان شروط التنمية تقتضي تحقيق السلام على المسارات كافة، الفلسطيني والسوري واللبناني، مشيراً الى ان اسرائيل بدأت بتنفيذ بعض بنود اتفاق شرم الشيخ بشكل مرضٍ وان الطرف الفلسطيني بانتظار استكمال التنفيذ. وسعى عرفات الى طمأنة الدول المانحة والمستثمرين، عندما أقر أولاً بارتكاب أخطاء يجري تصحيحها، وثانياً عندما قال انه يعمل مع السلطة التشريعية لسن القوانين اللازمة لحماية الاستثمار والاقتصاد الحر ووضع القوانين في اطار عصري يضمن الفاعلية والنزاهة والانفتاح والشفافية. ورحب باقتراح صندوق النقد الدولي انشاء لجنة من وزارات المال والتجارة للتعاطي معها في سبيل اعداد خطة عمل حسب ما يراه الصندوق مناسباً. وقال وزير الخارجية النروجي كنوت فولبيك الذي ترأس بلاده المؤتمر بالاشتراك مع طوكيو في كلمة أمام المؤتمر ان الهدف من انعقاد اللجنة هو البحث في سبل دعم المسار السياسي لعملية السلام من خلال تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتطوير المؤسسات. وأوضح ان جدول اعمال الاجتماع يتضمن المصادقة على "خطة العمل الثلاثية" التي تحدد التزامات اسرائيل والفلسطينيين والدول المانحة وتوفر اطاراً للانتقال الى مرحلة جديدة من جهود التنمية. واضاف ان جهود الدول المانحة ستركز في المرحلة المقبلة على الاستثمار والادارة العامة بعدما كانت ركزت في المرحلة الأولى على توفير فرص العمل ومساندة المؤسسات. ودعا اسرائيل الى التعاون من خلال الاسراع في بناء ميناء غزة وإقامة المناطق الصناعية وتوسيع القائم منها، لأن ذلك أمر حيوي لتنمية القطاع الخاص. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي نواف مصالحة في كلمته امام المؤتمر ان تحسين الوضع الاقتصادي للسلطة هدف استراتيجي لاسرائيل، وان اطار الدول المانحة وسيلة مركزية لتحقيق ذلك. واضاف ان اسرائيل اتخذت خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي للسلطة ومن بينها زيادة عدد العمال الفلسطينيين الى 60 الف عامل مما خفض البطالة وزاد الانتاجية لدى السلطة. وعقد الرئيس الفلسطيني مؤتمراً صحافياً قبل ان يغادر طوكيو الى هانوي. شدد فيه رداً على سؤال، على ان القدس هي العاصمة المقدسة لفلسطين، وقال: "لا تنازل عن القدس بأي حال من الاحوال، فهي مفتاح السلام". وأوضح ان المدينة المقدسة "أرض محتلة عام 1967 وينطبق عليها القراران 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وهي القواعد الاساسية لعملية السلام". ورفض فكرة تدويل القدس معتبراً انها عاصمة فلسطين تاريخياً. وذكر انه بمقتضى اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين، تمكن المقدسيون من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، كما أشار الى ان العاهل الأردني الراحل الملك حسين أعلن القدس العاصمة الثانية للمملكة الأردنية الهاشمية. وسئل هل سيعلن الدولة في حال انتهاء الفترة المحددة للمفاوضات النهائية من دون التوصل الى اتفاق، فقال ان موعد اعلان الدولة "قرار فلسطيني يأخذ في الاعتبار المصالح الفلسطينية". وانتقد السياسات الاسرائيلية الخاصة بالاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي. لكنه شدد في الوقت نفسه على تمسك السلطة بالسلام وبتنفيذ التزاماتها. واشاد باليابان حكومة وشعباً وشكرها على مساعداتها، وقال: "يهمنا التحرك الياباني سياسياً واقتصادياً تجاه الفلسطينيين والمنطقة".