وقعت "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" سابك امس في مصر اتفاق "مبادئ المشاركة" لتأسيس "الشركة العالمية لصناعة الصلب"، وهي مشروع سعودي - مصري لإنتاج 570 ألف طن سنوياً من منتجات حديد التسليح تقدر كلفته بنحو 140 مليون دولار. والتقى أمس رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري السيد ابراهيم بن عبدالله بن سلمة نائب رئيس مجلس ادارة "سابك" العضو المنتدب رئيس مجلس ادارة "الشركة السعودية للحديد والصلب" حديد في حضور وزير الصناعة المصري المهندس سليمان رضا. وقال رضا ل "الحياة" إن "اللقاء بحث في التعاون المشترك المصري - السعودي في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك". واضاف أنه تم توقيع عقد شركة مشتركة لإنتاج الصلب، تحت اسم "الشركة العالمية لصنع الصلب" في منطقة خليج السويس. وذكر رضا أنه سيتوجه قريباً الى السعودية للبحث في التعاون المشترك. وتشارك "سابك" بنسبة 35 في المئة ورجل الأعمال المصري محمد الجارحي بالنسبة نفسها و"بنك مصر" بنسبة 15 في المئة ومصرف "مصر اكستريور" بنسبة 10 في المئة وخمسة في المئة مساهمون آخرون. وقال ابن سلمة أن رأس المال المدفوع للمشروع يبلغ 50 مليون دولار وتقدر كلفته بنحو140 مليون دولار، ما يفسح مجالاً أمام القطاعات المصرفية للمشاركة في التمويل. واضاف ان المشروع يعتمد على خامات الحديد المحلية والمستوردة، ويعتبر ميداناً خصباً لتبادل الخبرات في هذا المجال، والإستفادة من المعطيات التقنية التي حققتها صناعات الحديد والصلب في السعودية ومصر. ومعلوم ان شركة "حديد" السعودية هي أكبر مجمع متكامل للحديد والصلب في منطقة الخليج العربي وتبلغ طاقاتها السنوية نحو 2.7 مليون طن، ويتوقع بلوغها أربعة ملايين طن السنة المقبلة بدخول مشروع مسطحات الصلب - الجاري تنفيذه - مرحلة الإنتاج. وأوضح ابن سلمة في بيان اصدرته "سابك" امس أن المشروع المشترك بين الجانبين المصري والسعودي يعتبر باكورة العمل الصناعي المشترك بين "سابك" ورجال الأعمال المصريين. وسيقام المشروع في منطقة عتاقة في مدينة السويس الواقعة على ساحل البحر الأحمر وسيطبق أحدث التقنيات العالمية. ويتوقع ان تسهم منتجاته في الوفاء بحاجات قطاعات الإنشاء والبناء وقطاعات الصناعات التحويلية في السوق المصرية النامية، اضافة الى أنه سيشكل منفذا الى الأسواق الأفريقية الواعدة بالاستفادة من الموقع الجغرافي الإستراتيجي للمشروع، الذي ييسر عمليات شحن المنتجات عبر قناة السويس التي تعد من أهم شرايين الملاحة في العالم. وحول جدوى المشاركة في المشروع قال ابن سلمة إن مشاركة "سابك" تحقق العديد من الميزات لصالحها ولصالح سوق الحديد السعودية، مشيرا الى ان المؤشرات الإقتصادية للسنوات العشر المقبلة توضح أنه على رغم تنفيذ مشاريع مصر المعلنة في مجال المنتجات الحديدية، الا انه سيظل هناك نقص في حدود مليون طن سنوياً يتطلب تأمينها من خارج مصر، علاوة على قيام السوق السعودية خصوصا في المنطقة الغربية بإستيراد قسم من المنتجات الحديدية الطويلة من مصر على رغم ذلك. واضاف أن تأسيس المشروع الجديد بمشاركة "سابك" سيسهم في تلبية طلب السوقين السعودية والمصرية في الوقت نفسه. ولفت الى ان الميزة المباشرة لصالح "سابك" وسوق الحديد السعودية جراء هذه المشاركة هي تأمين متطلبات فرع شركة "حديد" في المنطقة الغربية من السعودية بحاجاته السنوية من كتل الصلب بالاستفادة من قرب المسافة بين عتاقة ومدينة جدة
