لا تزال فضيحة "قضية ستراشنوف" تلقي بظلالها الكثيفة على الشارع الاسرائيلي المصدوم من كثافة المعلومات التي كشفت عنها هذه القضية بشأن فساد الجهاز القضائي في الدولة العبرية الممزوج بالخيانة والاكاذيب وصراع الاحزاب السياسية. وعلى الرغم من نفي القاضي الاسرائيلي أمنون ستراشنوف الاتهامات الموجهة ضده بشأن اقامة علاقة جنسية مع محامية عضو في طاقم الدفاع في قضية رجل الاعمال الاسرائيلي ناحوم منبار المدان بخيانة الدولة والاتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن هذه القضية، أصر محامي منبار على مطالبته بالغاء محاكمة موكله على خلفية التناقض في المصالح التي واكبت سير هذه المحاكمة بسبب العلاقة الحميمة التي ربطت بين احد القضاة الذين نظروا فيها ومحامية الدفاع التي نحيت عنها بنينات ياني. وجاء نفي ستراشنوف خلال رفضه امس التماساً تقدم به المحامي أمنون زخروني للمحكمة المركزية في تل ابيب طالب فيه القاضي برد نفسه عن النظر في قضية موكله بسبب التناقض في المصالح على خلفية علاقته مع المحامية يناي. وقال ستراشنوف بعد مداولات مع زميلين له في القضية استغرقت نحو ساعتين ان التماس المحامي امنون زخروني "لم يقدم بحسن نية بل لتلطيخ سمعتي وابعادي عن القضية". ونفى ستراشنوف ان يكون قد اجتمع مع نتانياهو او مستشاره الاعلامي شاي بازاك بخصوص القضية، مشيراً الى ان المرة الاخيرة التي التقى فيها نتانياهو كانت في شباط فبراير الماضي خلال جلسة للجنة القانون والقضاء التابعة للكنيست الاسرائيلية. وقال انه لم يحصل على اية وثائق خاصة بالقضية من المحامية يناي وان الاعتبارات الامنية فقط هي التي حكمت سير محاكمة منبار. واعتبر ستراشنوف ان تصريحات نتانياهو بشأن القضية "لم تكن في محلها". وكان نتانياهو اعرب عن امله بفرض اقصى عقوبة على رجل الاعمال منبار فور ادانته في المحكمة. واتهمت اوساط حزب ليكود الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو حزب العمل المعارض بالوقوف من وراء "فضيحة ستراشنوف" للتغطية على علاقة رجل الاعمال منبار بسياسيين في حزب العمل ومحاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه اسحق رابين تحجيم قضية منبار الذي دين ببيع مواد سامة تدخل في تصنيع اسلحة كيماوية لايران بسبب دعمه المالي للحزب. وطالب نواب في الحزب الحاكم النائب العمالي نسيم زفيلي الذي كشف عن القضية بالاعتذار لنتانياهو بعد نفي ستراشنوف، فيما قالت مصادر قريبة من حزب العمل ان نتانياهو اراد المس برابين من خلال ادلائه بتصريحات علنية في شأن قضية منبار التي حاول رابين اخفاءها عن الرأي العام. الا ان المسألة لن تتوقف عند هذا الحد. فقد اعلن محامي الدفاع زخروني عن نيته تقديم استئناف للمحكمة الاسرائيلية العليا بنفس الطلب، مشدداً على صحة ادعاءاته بشأن القاضي في ظل كشف الصديق السابق للمحامية يناي عن مزيد من المعلومات عن علاقتها بستراشنوف وغيره من المسؤولين السياسيين في الدولة العبرية من بينهم اعضاء في الكنيست. وقال زخروني ان يناي قامت بزيارة دولة آسيوية بناء على طلب موكلها منبار للحصول على معلومات تساعده في الدفاع عن نفسه الا انها اجرت اتصالاً هاتفياً مع القاضي ستراشنوف اثناء وجودها في تلك الدولة. واشارت الصحف الاسرائيلية التي افردت معظم صفحاتها لنشر تفاصيل الفضيحة ان ستراشنوف عرض على يناي مرافقته في زيارته المقبلة للولايات المتحدة، الامر الذي نفاه ستراشنوف مؤكداً ان زوجته سترافقه في هذه الرحلة. وأكد عشيق يناي السابق زييف هين في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية ان يناي اطلعته على قصاصات ورقية بعث بها القاضي ستراشنوف تحمل عبارات غزلية وانها سمحت له بالاستماع الى مكالمة هاتفية اجرتها مع الاخير واضاف انها كانت تتباهى "بوقوع قاض في حبها". وقال هيين ان يناي "اقامت علاقات حميمة مع جميع زعماء الدولة" بمن فيهم اعضاء كنيست رفض الكشف عن اسمائهم.