القاهرة، جاكارتا، هونغ كونغ - أ ف ب، رويترز - تعهد الطلاب في أندونيسيا بنقل احتجاجاتهم الى الشوارع وجرى أمس الاربعاء مزيد من الحملات الاحتجاجية للمطالبة باصلاحات سياسية، وذلك بعد يوم من قتل ستة اشخاص بالرصاص خلال اشتبكات بين الطلاب وقوات الأمن في العاصمة جاكارتا. في غضون ذلك، اضطر وزير الخارجية الاندونيسي علي العطاس ان يدافع عن حكومته، مؤكداً أنها تنتهج سياسة "ضبط النفس" في التعامل مع التظاهرات الطلابية الحاشدة في جاكارتا. وجاءت مداخلة الوزير تعبيراً عن تزايد قلق النظام الحاكم من الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة باصلاحات سياسية جذرية من شروطها استقالة الرئيس سوهارتو الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ 32 سنة. وقال الوزير الأندونيسي خلال مؤتمر صحافي عقد في ختام قمة مجموعة الخمس عشرة في القاهرة إن "سياسة الحكومة الاندونيسية تقوم على التعامل بضبط النفس في مواجهة التظاهرات الطالبية". وكان الوزير يرد على سؤال في شأن النداء الذي وجهته وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة مادلين اولبرايت الى الحكومة الأندونيسية لضبط النفس. وأصدرت اولبرايت في واشنطن بياناً شديد اللهجة أعربت فيه عن أسفها لأعمال العنف في أندونيسيا وطلبت من قوات الامن ضبط النفس. وتابعت في بيان مكتوب: "تأسف الولاياتالمتحدة لحوادث القتل التي وقعت اثناء مواجهة قوات الامن الاندونيسية للتظاهرات ... نحض بشدة قوات الامن على ضبط النفس والامتناع عن اللجوء الى العنف في مواجهة المحتجين. ونكرر دعوتنا الى الطلاب والمواطنين للحفاظ على الطابع السلمي لتظاهراتهم". وقال العطاس ايضاً: "لا نزال نحقق في الانباء التي وصلت في شأن الوفيات التي وقعت خلال اليومين الاخيرين. ونأسف كثيراً لسقوط ضحايا لأننا دعونا الطلاب الى البقاء داخل حرم الجامعة، بهدف تفادي حدوث اعمال شغب". وكرر قوله: "من أجل الحفاظ على الطابع النقي لمطالبهم، من الافضل للطلاب ان يبقوا داخل حرم الجامعة، لانهم عندما يخرجون من الجامعة تنضم اليهم مجموعات لا تشاطرهم مطالبهم المثالية وانما تقوم باعمال شغب ونهب وحرق وسرقة، ومن الطبيعي ان تسعى قوى الامن، كأي شرطة في العالم، الى فرض النظام وهكذا يقع ضحايا، وفي كل حال لا نزال ننتظر تأكيد الانباء التي وردت بشأن الضحايا". إلى ذلك اعترف ناطق عسكري أندونيسي أمس بأن ستة اشخاص قتلوا في مواجهات أول من أمس. وقال الكولونيل دي نشروي: "لا نعلم من المسؤول. وسنتخذ كل الاجراءات القانونية للتحقيق". وأكد ان الضحايا قتلوا بالرصاص، وقال إن عدد المصابين لم يحدد بعد. ونقلت صحيفة "كومباس" عن الجنرال حمامي ناتا رئيس شرطة جاكارتا قوله إن تحقيقاً شاملاً سيجرى لمعرفة من المسؤول عن اطلاق الرصاص "لأن الشرطة لم تستخدم الا الهراوات وطلقات المطاط والغاز المسيل للدموع". ووقعت الاشتباكات في ختام تظاهرة في جامعة تريساكتي في جاكارتا. وأفادت الصحيفة ذاتها ان جميع القتلى من الطلاب في اول خسائر في الارواح بينهم خلال ثلاثة اشهر من الاحتجاجات المناهضة للرئيس سوهارتو. وفي اعقاب اعمال العنف التي وقعت أول من أمس انخفضت الروبية الاندونيسية امام الدولار. كذلك مني مؤشر هانغ سنغ للاسهم الممتازة في هونغ كونغ أمس بأكبر انخفاض له في النقاط خلال اكثر من شهرين. واغلق المؤشر على 29،9469 نقطة بانخفاض 22،372 نقطة او ما يوازي 78،3 في المئة. وكانت هذه اكبر خسارة للمؤشر في يوم واحد منذ الخامس من آذار مارس عندما فقد المؤشر 547 نقطة. وقال سماسرة ان موجة الهبوط قد تستمر.