بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان امس الزيارة الأولى التي يقوم بها لمنطقة الحكم الذاتي وتستمر حتى اليوم. اذ وصل ظهراً الى غزة عبر معبر رفح قادماً من مطار العريش. وقال الرئيس ياسر عرفات في ختام الاجتماع مع انان انه متأكد ان دور الأمين العام للمنظمة الدولية سيكون مهماً جداً في دفع عملية السلام، مشيراً الى دوره في حل الازمة مع العراق الشهر الماضي. وناشد الرئيس الفلسطيني انان "اقناع الحكومة الاسرائيلية باحترام قرارات الأممالمتحدة التي تتجاهلها، وكذلك تنفيذ الاتفاقات التي وقعها معنا رئيس الحكومة الاسرائيلي الراحل اسحق رابين ورئيس الحكومة الاسرائيلي السابق شمعون بيريز - وحتى بنيامين نتانياهو نفسه، رئيس الحكومة الحالية، في اتفاق بروتوكول الخليل - وقال ان عملية السلام في حاجة الى ضغوط عالمية من اجل انقاذها". ورد انان انه سيعمل كل ما يستطيع في سبيل دفع عملية السلام، مشيراً الى "ان هناك فرقاً بين ما جرى في الازمة العراقية، وبين الازمة التي تشهدها عملية السلام. اذ كان الوضع هناك يتعلق باجماع دولي لمنع وقوع الحرب واستخدام القوة بينما هنا يوجد اجماع على تأييد عملية السلام". وأكد ان جميع الزعماء العرب الذين التقاهم، قبل قدومه الى غزة، اكدوا له رغبتهم في تحقيق السلام. وقال انه سيبذل قصارى جهده لإيجاد السبل الجيدة، والكفيلة بتطبيق قرارات الأممالمتحدة، وان اهم القضايا التي سيناقشها مع الجانب الاسرائيلي هي الوسائل الكفيلة بدفع السلام وضمان تطبيق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية. ودعا انان جميع الاطراف لابداء الشجاعة في الحفاظ على هذه العملية التي قال انها في طريق "صعبة جدا"، لكنه يأمل بتعاون الجميع لتجاوز هذه الصعوبات. وقال عرفات رداً على سؤال انه عرض لأنان الصعوبات التي تعترض تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، و"عبرت للأمين العام عن حاجتنا لمساعدته في اقناع اسرائيل باحترام هذه الالتزامات". وبعد الظهر، توجه انان الى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني حيث التقى رئيس المجلس السيد احمد قريع ابو علاء وأعضاء فيه، ثم توجه الى مقر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "اونروا" والتقى مديرها التنفيذي غاري فان. وفي المساء اقيمت حفلة استقبال تكريماً له في "فندق فلسطين". وبات الأمين العام للأمم المتحدة ليل أمس في غزة حيث يقوم اليوم، بجولة ميدانية في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع. وأعربت مصادر فلسطينية عن اعتقادها بأن انان يحاول التصرف بذكاء ولباقة، وهو لا يريد ان يحرج حتى لا يقوم الاسرائيليون بتعطيل مهمته.