إن الغباوة والمزلّة والخطيئة والقشى لعقولنا لهوٌ وفي الأجساد مِعْولُها دؤوب همّنا إذكاء ما نُلفيه من ندم لطيف مثلما قملُ الصعالك يطعمونه خالصاً من صفوة البدن ملحاحة جداً خطايانا وتوبتنا خنوعٌ إن نبحْ كان اعترافاً باهظ الثمن ونغوص منشرحين في الوحل المشين نخال ان بقدرة الدمع الوضيع غسيل ما بالنفس من دَرَن وعلى وساد الإثم إبليس العظيم يؤجج المهد الذي تغفو به أخْذى مداركنا فيمسي معدن العزم النفيس على يديه سحائباً عجفى من الدَّخَنِ إبليس في يده مقالد حكمنا وعيوننا تلفي المحاسن في القبائح لا نبالي إن خطونا كل يوم خطوة نحو الجحيم خلال درب مظلم عَطِنِ وكما الخليع الصِفْرُ يرضع لاهثاً ما قد تبقّى من فلول الشبق في أثداء غانية عجوز نجتني في السرّ لذّاتٍ نمصّ عصارها لهفاً كثمرة برتقال قد أجفّ رحيقها القِدَمُ وعقولنا ساحات عربدة ترى في كل زاوية بها - كجحافل الديدان - شعباً من أبالس يخرم أنى شهقنا في حنايانا يغوص الموت نهراً لا يُرى لكنّ في أعماقه الأناتُ تضطرم وإذا خَلَتْ أقدارنا من زخرفات الاغتيال والاغتصاب او الحرائق والسموم فإنما معناه ان فؤادنا - وا حسرتا! - لا يُقدم! لكن أقبح ما ما تعج به زريبة إثمنا من كل أصناف العقارب والأفاعي والنسورْ من كل ماهو زاحف او قافز من كل غول صارخ ومزمجر ومهمهمٍ ومُدَمْدِمٍ وحْشٌ صموتٌ لا يثورْ لكنّ في طيات صمته كل شرٍ مستطيرْ إما تثاءب يبلع الدنيا جميعاً او يحيك الأرض كمّا من نثير انه السأم الذي يبكي بلا حزنٍ ويحلم بالمشانق نافثاً دخان نِبْريجٍ ينادي بالثبورْ وأراك تعرف ذلك الوحش اللطيف أقارئي يا كاذباً ومنافقاً مثلي شقيقي أيها الخلّ الأثيرْ! ترجمة: عبدالهادي الادريسي *القصيدة الأولى من ديوانه "أزهار الشر". والترجمة موزونة مقفاة.