اتهمت عاملات في برج الدمام الطبي، فريق المتابعة في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، ب«اختلاس النظر» إلى أجسادهن، والنظر بطريقة «مريبة» لهن بحجة «التفتيش على الزي الرسمي والتأكد من عدم ارتداء ملابس أو إكسسوارات، مخالفة للقوانين والأنظمة» التي أقرتها «صحة الشرقية» في أوقات سابقة. وأثارت هذه الخطوة استغراب الموظفات، متسائلات عن الأسباب التي دفعت المديرية، إلى «تكليف فريق من الذكور، لمراقبة الأزياء الرسمية للنساء، والتأكد من عدم مخالفتهن للقوانين والأنظمة». وكانت «صحة الشرقية» كلفت فريقاً من إدارة المتابعة، لتفحص الزي الرسمي لموظفات برج الدمام الطبي، «للتأكد من التزامنا بالزي الرسمي المفروض علينا، وعدم ارتدائنا ما يخدش الحشمة» بحسب موظفات في البرج. وأقرت «صحة الشرقية» في أوقات سابقة، لائحة عقوبات لموظفيها المخالفين للباس الرسمي أثناء الدوام. إلا أن موظفي القسم بحسب عدد من الموظفات «تمادوا في نظراتهم، ما أوقعنا في حرج شديد، على رغم وجود بعض مديرات الأقسام، اللاتي أبدين استياءهن من هذه التصرفات الغريبة. فيما لجأت بعض الموظفات إلى البكاء، من صعوبة الموقف وحراجته». وقالت إحدى الممرضات العاملات في البرج (رفضت الإفصاح عن اسمها، خوفاً من تعرضها لعقوبات كيدية)، «سبق أن عملت في أحد مراكز الرعاية الصحية، قبل انتقالي إلى برج الدمام قبل نحو ثلاث سنوات، إذ كان المراقبون مجموعة من النساء. ولم أشاهد رجلاً يتولى المراقبة، على رغم أنني أعمل الآن في المستشفى منذ انتقلت إليه من المركز. كما لم أتعرض إلى مثل هذا الموقف على الإطلاق». فيما قالت موظفة أخرى، أن «أحد المراقبين وقف أمامي، وقام بالنظر من قمة رأسي إلى أخمص قدمي، بصورة غريبة، وكأنه يقرأ ملامح جسدي، ما دفعني إلى البكاء، بعد رحيلهم». وتساءلت الموظفات عن الأسباب التي دعت «صحة الشرقية» إلى تكليف فريق من الذكور، لمراقبة إناث، «على رغم أن الأعراف والتقاليد، وحتى الأنظمة، تمنع ذلك». وفي المقابل، اعترفت إحدى العاملات بأن هناك موظفات «يخالفن الأنظمة والقوانين، بصورة متكررة، مثل وضع مساحيق التجميل، أو طلاء الأظافر، أو لبس إكسسوارات معينة، تساهم في لفت الأنظار». إلا أنها استدركت «لكن ذلك لا يعني أن يتم تسليط موظفين ذكور على الموظفات، للتأكد من حشمتهن، في الوقت الذي يتواجد عدد من المراقبات في «صحة الشرقية»، اللاتي يفترض أن يتم تكليفهن بمراقبة النساء، بدلاً من الذكور». وكان المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور طارق السالم، شدد في أوقات سابقة على أهمية «الالتزام في الملابس الرسمية، وعدم ارتداء الملابس والإكسسوارات المخالفة»، مبيناً أنه «يمنع لبس الملابس التي تحمل صوراً أو كتابات أو شعارات مخالفة للدين، ومنع لبس بنطلون الجينز، والملابس الشفافة، أو الضيقة، أو المفتوحة، ومنع لبس الذهب، والإكسسوارات، وطلاء الأظافر، ووضع مساحيق التجميل». فيما أقر بالسماح بلبس «الساعة والخاتم الشخصي»، مشدداً على ضرورة «الالتزام في تعليق البطاقة الرسمية خلال فترة تواجد الموظفات في المرفق الصحي، وتغطية شعر الرأس كاملاً، بغطاء غير شفاف، وارتداء الحجاب الشرعي». فيما وجه إدارة المتابعة الفنية في المديرية العامة للشؤون الصحية بضرورة «القيام بجولات تفتيشية مفاجئة، وفي شكل متواصل، للتأكد من مدى التزام العاملين بمقتضى التوجيه، ومعاقبة المخالفين». ... والوزارة لا ترد !